ملخص
يقول الكاتب عن ظهوره غير المتوقع: "لا أشعر بأنني غامض على الإطلاق، لكن عنصر المفاجأة أضفى إحساساً بالبساطة على حياتي": سلمان رشدي يظهر علنا على نحو مفاجئ ونادر لتسلم "جائزة إزعاج السلام مدى الحياة"
سلمان رشدي (الروائي الهندي المولد الذي أمضى أعواماً مختبئاً بعدما أهدرت السلطات الإيرانية دمه بسبب كتاباته) ظهر علناً على نحو نادر لتسلم جائزة أدبية في مدينة نيويورك، حيث تعمد المنظمون إخفاء مكانه وجوده عن الحضور لأسباب أمنية، وذلك بسبب الهجوم الذي تعرض له في العام السابق.
ولم يكن سوى عدد قليل مختار من المدعوين الذين يزيد عددهم عن 100 شخص، على علم بحضور المؤلف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد حاز رشدي، الثلاثاء الماضي "جائزة إزعاج السلام مدى الحياة" Lifetime Disturbing the Peace Award، وهي الأولى من نوعها. وقام بتقديمها له "مركز فاتسلاف هافل" Vaclav Havel Center في حي Upper East Side الفاخر في مانهاتن.
ولم يعلن حضوره حتى مساء الحدث بسبب مخاوف أمنية، بعدما كان قد تعرض للطعن في أغسطس (آب) من عام 2022 في مهرجان أدبي غرب نيويورك. وبحسب ما أفيد فقد تمركز ضباط متخصصون من شرطة المدينة خارج المكان.
وقال رشدي بعدما قدمه مؤلف كتاب "قراءة لوليتا في طهران" Reading Lolita in Tehran عازار نفيسي في الحفل السنوي الذي أطلقت عليه تسمية "العيش في الحقيقة" Living in Truth: "أعتذر لكوني ضيفاً غامضاً وغير متوقع. إلا أنني في الواقع لا أشعر بأنني غامض على الإطلاق، لكن عنصر المفاجأة أدخل بعضاً من البساطة على حياتي".
مركز هافل كان قد تأسس في عام 2012 باسم "مؤسسة مكتبة فاتسلاف هافل" Vaclav Havel Library Foundation، وذلك على اسم الكاتب المسرحي التشيكي والمعارض الذي أصبح آخر رئيس لتشيكوسلوفاكيا بعد سقوط النظام الشيوعي فيها في أواخر ثمانينيات القرن الماضي. وتتمثل مهمته في تعزيز إرث هافل الذي توفي في عام 2011، وكان معروفاً بدفاعه عن حقوق الإنسان وحرية التعبير.
سلمان رشدي، البالغ من العمر 76 سنة، كتب أكثر من 12 رواية جعلته باستمرار هدفاً للمتطرفين.
وتزايدت المخاوف من وقوع هجمات على المؤلف منذ أواخر الثمانينيات، عندما نشر روايته "آيات شيطانية" The Satanic Verses التي قام بإدانتها الزعيم الراحل في إيران آية الله روح الله الخميني، معتبراً أنها تجديف، بسبب فقرات في الكتاب تشير إلى النبي محمد.
وأصدر الخميني بعد نشر الكتاب في حينه مرسوماً يقضي بقتل رشدي، مما اضطر المؤلف إلى العيش في الخباء.
رشدي خصص معظم خطابه لمدح الرئيس التشيكوسلوفاكي الراحل هافل، الذي قال عنه إنه صديق مقرب يتذكره باعتباره من بين أوائل قادة الحكومات الذين دافعوا عنه، بعدما اضطر الروائي إلى الاختباء.
وقال رشدي إن هافل هو "بطل بالنسبة إليَّ"، وكان "قادراً على أن يكون فناناً في الوقت نفسه الذي كان فيه ناشطاً". وأضاف "لقد كان مصدر إلهام بالنسبة إليَّ كما بالنسبة إلى عدد كبير من الكتاب، كما أن الحصول على جائزة تحمل اسمه هو شرف عظيم".
معلوم أن سلمان رشدي فقد البصر في عينه اليمنى، وهو يستخدم إحدى يديه فقط، بعد تعرضه للطعن على نحو متكرر على منصة في أغسطس الماضي. ومن المقرر أن يمثل المتهم بطعنه - واسمه هادي مطر - أمام محكمة في الثامن من يناير (كانون الثاني) من السنة المقبلة 2024.
وكان الكاتب قد كشف الشهر الماضي عن الإصدار المرتقب لمذكراته الجديدة بعنوان "السكين: تأملات ما بعد محاولة قتل" Knife: Meditations After an Attempted Murder، التي قال عنها إنها "كتاب ضروري" كان عليه أن يؤلفه، بحيث يسمح له "استعادة السيطرة على الأحداث المحيطة بمحاولة القتل، ولمواجهة العنف بالفن".
وكان الناشط المصري المسجون علاء عبدالفتاح قد حاز "جائزة إزعاج السلام لكاتب شجاع معرض للخطر" Disturbing the Peace Award to a Courageous Writer. وقامت بتسلمها بالنيابة عنه عمته المؤلفة والمترجمة الشهيرة أهداف سويف، التي أوضحت أنه على علم بتلقيها الجائزة. وقالت "إنه ممتن للغاية، وقد أعرب على نحو خاص عن سعادته باسم الجائزة "إزعاج السلام"، الذي دغدغ مشاعره حقاً".
© The Independent