Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجربة سفر: عطلة في مصر رخيصة ومشمسة

بأقل من 100 جنيه استرليني اكتشف هدوءاً لم تر له مثيلاً في مصر والتق بمن يعتقدون أن الوقت الحالي هو الأفضل لحجز رحلة

مكان شبه فارغ: حانة على الشاطئ في خليج نعمة، شرم الشيخ (سايمون كالدر)

ملخص

 أفضل عروض القرن؟ رحلة سفر إلى مصر حيث الشمس وحسن الضيافة.

ماذا يمكنك أن تشتري بمبلغ 90 جنيه استرليني عندما تكون في سفر؟ ليلة في فندق منخفض الكلفة، أو إيجار سيارة عادية لمدة يومين أو حجز تذكرة ذهاب في أي وقت على متن القطار من محطة واتفورد إلى كوفنتري. 

كنت أبحث عن تجربة أكثر إثارة فاخترت رحلة ذهاب وإياب إلى مصر، حيث يمكن أن تسافر مسافة 4500 ميلاً في الوقت الحالي مقابل 90 جنيهاً. موعد الانطلاق من لوتون السبت المقبل الواقع فيه 25 نوفمبر (تشرين الثاني) على متن إير ويز، والعودة بعد ثلاث أو خمس أو سبع ليال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يبدو الأمر غريباً. فبالنظر إلى أن الضريبة التي يدفعها المسافر الذي يغادر المطارات تعادل 87 جنيهاً، لا يتبقى هامش كبير لشركة الطيران. ومن يعتقد بأن الطيران رخيص أساساً سوف تثور ثورته، وأنا أتعاطف مع هذا الرأي.

ضاعفت شركات الطيران الرحلات من المملكة المتحدة باتجاه مصر هذا الشتاء وفتحت 10 مسارات جديدة، وهي تخطط لذلك منذ أشهر طويلة. لكن بعد هجوم "حماس" على إسرائيل يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والأزمة الإنسانية التي تلت ذلك في غزة، تبخر الطلب أسرع من تبخر مياه البحر الأحمر عن جسم الإنسان بعد خروجه منها. 

لذلك قررت هذا الأسبوع أن أملأ أحد المقاعد الفارغة وأستبدل ظلام الشتاء بشمس البحر الأحمر الساطعة.

لا شك في أن شراء تذكرة سفر زهيدة الثمن ذهاباً وإياباً من لوتون إلى شرم الشيخ ليس سوى جزء من الكلفة الإجمالية، إذ أنفقت بصورة عامة خمس مرات أكثر من الاستثمار الأولي، وفي سبيل إنجاز الموضوع بسلاسة ائتمنت خبيراً محلياً هو شركة اكتشف مصر Discover Egypt على تفاصيل الإجراءات المحلية، وتتعامل الشركة مع شركة محلية ممتازة اسمها وينغز.

من السهل الشعور بالسعادة في شبه جزيرة سيناء التي تحتل شرم الشيخ موقعاً مهماً فيها، ففيها الجبال المتكسرة التي تلقي بظلالها تحت أشعة الشمس الوفيرة، والصحراء المترامية الأطراف التي تتماهى مع خط الأفق، والمياه الفيروزية الشفافة التي تحمي شعاباً مرجانية تعد الطرق إليها من الأسهل في العالم، إضافة إلى أكبر مجموعة منتجعات تقدم خدمات شاملة في جنوب السويس، ويمتاز طاقم موظفيها بالود وحب المساعدة وروح المرح.  

ومع ذلك تبدو شرم الشيخ أكثر هدوءاً من أي وقت آخر زرتها فيه، إذ يأتيها الروس بأعداد كبيرة، وعلى لوحات الرحلات القادمة إلى مطار شرم ترى أسماء مدن مثل موسكو وسوتشي وسانت بطرسبرغ مذكورة أكثر من غيرها من المدن، ولا ألوم هؤلاء أبداً فبعد خمس ساعات من السفر جنوباً من سانت بطرسبرغ (بعد انحراف بسيط في المسار لتفادي أوكرانيا) ينتقلون من خط عرض 60 درجة شمالاً إلى 28 درجة جنوباً، وهي للمصادفة أيضاً درجة الحرارة المئوية هذا الأسبوع في البحر الأحمر.

لكن اللافت غياب جنسيات أخرى ولا سيما الإسرائيلية، فقد فتحت إسرائيل السياحة في سيناء خلال 15 عاماً احتلتها فيها، ولا تزال المنازل البيضاء الصغيرة المخصصة لقضاء العطل بائنة بوضوح على التلة فوق الطرف الجنوبي من شرم.

وبعد 40 عاماً من إعادة تسليم سيناء لمصر لا يزال الإسرائيليون يقطعون الحدود قادمين من إيلات بحثاً عن الجمال الطبيعي والأسعار المنخفضة.

إنما ليس خلال وقت الحرب، فقد غاب الإسرائيليون إضافة إلى أعداد كبيرة من السياح البريطانيين والألمان والفرنسيين، إذ ألغت مجموعات سياحية كبيرة رحلاتها فيما تتجنب معظم البواخر السياحية مصر، وكان من الأصعب علي أن أجد سياحاً بريطانيين في شرم من أي وقت آخر. 

ويقول تيري واتسون القادم من لنكلن "خفنا عندما قرأنا الأخبار قبل أن نأتي"، وقد التقيته أثناء احتفاله بعيده الـ 60 أثناء قضائه العطلة في شرم الشيخ مع زوجته سارة، إذ حجزا هذه العطلة منذ 10 أسابيع.

ويقول، "أين يمكن الذهاب للحصول على بعض الشمس في الشتاء؟ كان هذا المكان على القائمة".

وتضيف سارة واتسون "أشعر بأمان أكبر هنا مما قد أشعر في إسبانيا وأعتقد الأمر متعلق بكل التدابير الأمنية الموجودة هنا، وعند وصولنا إلى هنا تفاجأت وقلت 'يا إلهي'"، ويتدخل تيري فيقول "تفتيش هنا وهناك. تفتيش كثير".

والأمن مشدد في شرم الشيخ، وقد أقيمت نقاط تفتيش عدة وشُيد حاجز أقرب إلى جدار برلين على طرف المنتجع ووُضعت تدابير في المطار أظنها من أقسى التدابير التي وجدتها في أي مكان، والأسباب وجيهة فقد استهدفت شرم من قبل انتحاريين عام 2005، وبعد 10 أعوام من ذلك أُسقطت رحلة جوية روسية بعد إقلاعها بفترة قصيرة متجهة إلى سانت بطرسبرغ فقتل 224 شخص على متنها من ركاب وطاقم معاً.

ووضعت المملكة المتحدة وغيرها من البلدان شرم الشيخ على قائمة "عدم السفر" واستمر هذا الحظر البريطاني أربعة أعوام، وبعد خمسة أشهر من رفعه أغلقت الحدود مجدداً بسبب "كوفيد".

وقد علق العاملون في قطاع السياحة آمالهم على هذا الشتاء، ويقول مدرب الغطس نينو إنه "منذ فترة قصيرة شعرنا بأن الأمور تتجه نحو الاستقرار، ونرى زيادة في الوافدين إلينا مثل قبل، وقد بدأت الشوارع تشهد وجود أعداد أكبر من الناس وشعرنا بسعادة أكبر"، مضيفاً "لكن فجأة اندلعت هذه الأحداث قربنا وأعتقد الآن بأن الجميع محبط قليلاً بسبب ما يجري".

وزاد، "أظن أنه عندما تبدأ دولة بإلغاء حجوزاتها فستتبعها الدول الباقية".

واستجاب قطاع السياحة كما يفعل عادة عبر خفض الأسعار على أمل أن تتخطى أعداد الحجوزات الجديدة عدد الحجوزات التي ألغيت، ويقول كريس فيلد من لانكستر "انخفضت الأسعار واستغللت الوضع وأنا سعيد جداً لأنني فعلت ذلك"، وهو يواظب على القدوم إلى شرم الشيخ منذ 20 عاماً.

"يمكن الوثوق بالطقس في كل فترات السنة ودرجة حرارة البحر جيدة ومناسبة في كل أوقات السنة، 28 و29 و30 درجة، ولدي في المنزل برنامج غسيل يبلغ هذه الدرجات الحرارية والشعاب المرجانية والحياة البحرية والضيافة لا يُعلى عليها. إنها مذهلة وأنا أحب هذا المكان جداً". 

"منذ أتيت إلى شرم لم تقع أية حادثة أبداً. ضيافة رائعة وطعام شهي. والطقس رائع والغطس جميل. المرجان والحياة البحرية: الوضع رائع".

"لا تصدقوا كل ما تسمعونه مع أنني شخصياً استفدت إذ تركت الحجز أسبوعين قبل أن أؤكده وتفاجأت بانخفاض الأسعار".

ومع أن المنتجع الذي يقدم خدمات شاملة موجود في شرم الشيخ فقد وضعت سوزي مردوخ ومارك دالتون من برايتون مخططاً خاصاً لرحلة غطس في دهب على الساحل، ولا تخشى سوزي مسألة السلامة بقدر ما تهتم بالسياحة المفرطة "ما زالت دهب تحتفظ  بسحرها ولكنني لا أعلم كيف سيكون الوضع بعد 10 أعوام إن كانت ستتحول إلى شرم جديدة".

لكن السياحة المفرطة تبدو حلماً بعيداً لعشرات آلاف العاملين الذين يعتمدون على السياحة.

وتقول سوزي "يشيرون بالتحديد إلى ذلك تاريخ 7 أكتوبر، تعالوا فهم بحاجة إلى نقودنا وهم كرماء وعلى استعداد للمساعدة".

تعتبر السياحة أكثر الطرق فعالية التي وجدتها الإنسانية حتى الآن من أجل نقل الثروة من الدول الغنية إلى الدول الأفقر، وهي تستحدث عدداً كبيراً من الوظائف كذلك ووظيفة أسامة إحداها. يعمل الرجل مديراً لأحد فروع شركة وينغز وقد أرشدني عبر المطار واصطحبني إلى منتجع جميل وغير مكلف هو ماريتيم جولي فيل.  

"بدأت العمل عام 2007 ولم تمر سوى ثلاثة أعوام قبل اندلاع الثورة المصرية عام 2011، وتبعتها ثورة أخرى في عام 2013، ثم تحطمت الطائرة الروسية عام 2015 وأتت بعدها جائحة كوفيد في 2019".

"لطالما تأثرنا بالفترات الصعبة، والسياحة هي إحدى المجالات التي تتأثر كثيراً بما يحدث حولها ونحن نعتاد ذلك". 

لكن قطاع السعادة الإنسانية يزخر بالتفاؤل، ويؤمن أسامة بعودة الزمن الجميل فكل ما يتطلبه الأمر هو جذب المسافرين الذين سينشرون الخبر بعد ذلك عن الاستقبال قليل الكلفة والحرارة المرتفعة في مصر.

وينصحني بقوله، "اسأل الناس الذين قدموا للزيارة أساساً فالزوار أفضل المعلنين".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات