Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هدنة نزوح من الشمال إلى الجنوب تثير امتعاض أهالي غزة

يعتبر سكان القطاع أن الهدنة مجرد فرصة للبحث عن المفقودين وانتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض ودفن الموتى

نزح سكان شمال غزة في وقت الهدنة كي لا يتعرضوا للتفتيش على نقطة للجيش الإسرائيلي (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

حرم سكان مدينة غزة وشمال القطاع من العودة لتفقد منازلهم أو جلب مستلزمات لفصل الشتاء

مع سريان الهدنة الإنسانية القصيرة في قطاع غزة بدأ سكان مدن الجنوب (خان يونس ورفح ودير البلح ومخيمي البريج والمغازي) الذين نزحوا من بيوتهم بفعل الضربات الجوية الإسرائيلية، بالعودة إلى منازلهم لتفقدها، بينما حرم سكان مدينة غزة وشمال القطاع من العودة لتفقد بيوتهم أو جلب مستلزمات لفصل الشتاء، ولا يزالون نازحين في مراكز الإيواء والمدارس التي تشرف عليها الأمم المتحدة.

هرباً من الدمار والجوع

وبدا المشهد في مدينة غزة مختلفاً عن جنوب القطاع، وهناك لم ينتشر المواطنون في الشوارع، فيما تحرك بعضهم بحذر شديد، إذ لا تزال المعدات العسكرية الإسرائيلية متمركزة في مناطق توغلها، لكنها بحسب الاتفاق لن تستخدم القوة ضد سكان مدينة غزة وشمال القطاع.


ومع دخول الهدنة القصيرة حيز التنفيذ، بدأ العالقون في مدينة غزة بالتحرك نحو جنوب القطاع هرباً من الموت والدمار الذي عاشوه خلال 48 يوماً لم تتوقف خلالها المعدات العسكرية الإسرائيلية عن استهدافهم.

ويقول سامر السالم إنه استغل فترة الهدنة للوصول إلى جنوب غزة، إذ كان خائفاً من النزوح أثناء الحرب وتحت القصف، واستغل ساعات توقف القتال للخروج إلى مدينة خان يونس، حيث المنطقة الإنسانية. ويضيف، "أصبحت غزة مدينة أشباح، بيوت قليلة ما زالت قائمة، جميع المباني دمرها الجيش، لقد غيرت مكان سكني 15 مرة أثناء الحرب، كنت أهرب من القذائف والصواريخ، شعرت بأنني سأموت مئات المرات". ويتابع، "لم أشرب الماء منذ 10 أيام. صدقاً منذ 10 أيام، لا يوجد لديَّ طعام. هربت نحو الجنوب، في غزة الموت يحلق فوق رؤوسنا، لقد قتلت أمي ولم أستطع إنقاذها أو دفنها".


نزوح آمن

ويشير سامر إلى أنه خرج من تحت الأنقاض ثلاث مرات بأعجوبة من دون أن تصل فرق الإنقاذ إليه، لافتاً إلى أنه كان ينوي النزوح، لكنه سمع شهادات مروعة لأسلوب معاملة الجيش في نقاط التفتيش، لذلك فضل الموت في غزة.
ومع بدء دخول الهدنة القصيرة جهز سامر نفسه وانطلق نحو الجنوب، إذ أوقف الجيش إجراءاته ضد النازحين، وانسحب من نقاط التفتيش، وأصبحت الطريق أكثر أمناً.
في المقابل، يقول المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن "الحرب لم تنته، إن تعليق النيران يأتي لأغراض إنسانية، شمال قطاع غزة هو منطقة حرب خطرة ويمنع التجول فيها، ولن يسمح بأي شكل بتنقل السكان من جنوب القطاع إلى شماله".

عودة موقتة للمنازل

في الأثناء، شهدت مدينة خان يونس، جنوب القطاع ازدحاماً شديداً، وزار سكان الأحياء الشرقية القريبة من الحدود الإسرائيلية بيوتهم، ومن هناك يقول حازم الأسطل إن "التهدئة عبارة عن نفس واحد فقط، بعد أيام طويلة من المعاناة والمأساة التي عشناها في المدارس من دون ماء وطعام".

ووجد حازم بيته في شرق خان يونس مدمراً بصورة كاملة. ويضيف، "منزلي مكون من ثلاثة طوابق، ومساحته 400 متر، كان في قمة الجمال، لكنه أصبح كومة ركام، لقد وصلت إلى هنا مشياً على الأقدام فلا وسيلة نقل تقل النازحين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وصمم حازم على البقاء فوق ركام بيته خلال أيام الهدنة. ويؤكد أنه لا يستطيع أن يعيش في مكان آخر غير حيه السكني. ويتابع، "سأنظف جزءاً بسيطاً من المكان وأقضي فيه أربعة أيام، لن أعود لحياة الذل في مراكز الإيواء".
يأمل حازم كما جميع سكان القطاع أن تمتد الهدنة لأكثر من أربعة أيام وأن تنتهي الحرب، لكنه يشير إلى أن الهدنة لا تعني للمواطنين أي شيء لأنه لا يمكن استغلالها إلا في البحث عن المفقودين وجثث الضحايا من أسفل الأنقاض ودفن الموتى.
ويعد حازم محظوظ لأنه من سكان مدينة خان يونس، وتمكن من العودة للبحث عن أقاربه المفقودين وتفقد منزله، وهذا ما لم يحصل عليه سكان مدينة غزة وشمال القطاع، الذين حرموا من ذلك.

إطلاق نار لمنع العودة

وعلى رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقت ينص على عدم عودة النازحين جنوباً، باتجاه شمال القطاع، فإن عدداً من المشردين حاولوا قطع الطريق من أجل الوصول إلى مدينة غزة، لكن الجيش الإسرائيلي أطلق عليهم النار ومنعهم من قطع وادي غزة.

وبحسب زياد البيطار، وهو أحد الشباب الذين حاولوا العودة لغزة، فإن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عليهم، ويقول "كان الرصاص كثيفاً ولا وجود لسيارات الإسعاف، لماذا تهدئة من دون العودة إلى غزة؟". ويضيف، "كنت أنتظر وصول أهلي من شمال غزة نحو الجنوب، ولم أقطع الطريق لمدينة غزة، إلا أن الجيش أطلق النار علينا، وأصبت في جروح متوسطة بقدمي".
وعبر عدد كبير من النازحين الذين كانوا يسكنون في مدينة غزة عن غضبهم من عدم العودة لمنازلهم، ويقول ساجي عبيد، "أطفالي يعانون البرد، ولا يوجد لديَّ ملابس وأغطية للشتاء، كنت أخطط الذهاب لمنزلي لجلب حاجات أساسية، وكنت أسعى لأطمئن على منزلي".


حاجات إنسانية متواضعة

على الجانب الإنساني يقول مدير العلاقات العامة في معبر رفح البري وائل أبو عمر، "بدأت شاحنات محملة بالمساعدات والوقود وغاز الطهي بالعبور إلى قطاع غزة، هناك 130 ألف ليتر من الديزل وأربع شاحنات غاز ستدخل غزة يومياً".
وأوضح أبو عمر أن تلك الشاحنات تحوي كميات كبيرة من الطحين ومياه الشرب، وغيرها من مواد الإغاثة، لافتاً إلى أن مدة دخول تلك الشاحنات قد يستغرق يومياً نحو أربع ساعات، لكنه يؤكد أن "هذه الكميات المتواضعة لن تكفي لسد جوع سكان القطاع".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات