Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سيدوني في اليابان"... السعادة على شاشة "مهرجان مراكش"

إيزابيل أوبير لـ"اندبندنت عربية": شخصيتا الفيلم المتعارضتان تجدان العزاء في الصحبة للتغلب على العزلة

الفنانة الفرنسية إيزابيل أوبير  (غيتي)

ملخص

الفنانة الفرنسية إيزابيل أوبير تشارك تفاصيل حياتها ورؤيتها في مقابلة خاصة مع "اندبندنت عربية"

بسكينة داخل حديقة المأمونية الشهيرة، جلست الفنانة الفرنسية إيزابيل أوبير إحدى أعظم الممثلات في العالم لتتحدث إلى "اندبندنت عربية" عن الفيلم الذي تقدمه إلى جانب المخرجة الفرنسية إليز جيرار: "سيدوني في اليابان" Sidonie in Japan ضمن مجموعة العروض الخاصة.

تلعب إيزابيل أوبير دور البطولة في الفيلم الطويل، الذي قدم ضمن فئة العروض الخاصة في مهرجان مراكش الدولي للسينما. وهناك التقيناها بعدما ظهرت بشكل لافت وحيوي في هذا العمل السينمائي، وشاركتنا تفاصيل حياتها ورؤيتها لها، وأخبرتنا عن السعادة كما سلطت الضوء على شخصيات الفيلم وأهمية السينما في حياتها.

تقول أوبير، إنها لا تحصي عدد المرات التي زارت فيها مراكش وحضورها لمهرجان السينما الدولي، الذي يقام هنا للمرة الـ20 هذا العام.

عن قصة الفيلم تخبرنا أنه "أثناء قيامها بجولة للترويج لكتابها الجديد في اليابان، تبدأ سيدوني بيرسيفال، الكاتبة الفرنسية المشهورة التي لا تزال ذكريات زوجها الراحل تطاردها، في علاقة غرامية مع ناشرها الياباني الغامض".

بين رحلات السيارات الصامتة الطويلة، وجلسات النقاش مع وسائل الإعلام، والمشي تحت أشجار الكرز المتفتحة، تجد هاتان الشخصيتان المتعارضتان ثقافياً العزاء في صحبة بعضهما البعض، وكما لو أنه علاج للتغلب على العزلة.

 

بلد غير موجود

تضيف أوبير، القلم الذي تستخدمه إليز جيرار لكتابة "سيدوني في اليابان" كأنه إبرة تنسج بدقة في الدانتيل. تستشهد بقول الأخيرة، "الوضوح أمر نادر، تماماً كما هو الحال مع السعادة" على هذا النحو استنطقت المخرجة والكاتبة شخصية سيدوني. أضافت أيضاً أن "المعاملة بالمثل نادرة". الرصانة التي تنبع من الفيلم تتعارض مع ما يجري في العالم حالياً. الحوارات نادرة، والمشاهد مرتبة بعناية والإيقاع يأسرنا بسكونه".

تعترف لنا أوبير، حقا "البلد الذي نعيش فيه غير موجود": هي عبارة تظل حاضرة في كتابات سيدوني ليتردد صداها مع الاضطرابات الحالية في العالم الحالي عندما لا يكون هناك محاولة لتغييرها. "كانت هذه الجملة قوية جداً بالفعل".

تتابع، "يحمل كل واحد منا تصوراً شخصياً وانفرادياً للعالم الذي يعيش فيه، وأفترض أننا محظوظون في هذا الصدد لأنه يمكن لكل واحد منا البحث عن العزاء في عالمه الخاص. شأنها شأن الأفلام تماماً، بمجرد مشاهدتك لأحدها تصبح ملكاً لك وحدك، وتختلف تجربتنا حتى عن تلك التي لدى الشخص الذي يجلس بجانبنا. هذه عبارة عميقة ومجازية يمكن أن تثير الكآبة، ولكنها قد تجلب الأمل أيضاً".

 

صعوبة العيش

رصانة فيلم "سيدوني في اليابان" تعكس تألق إيزابيل أوبير، التي نجحت في تحقيق عدد كبير من الجوائز خلال مسيرة دامت 50 سنة، بدءاً من جوائز "سيزار" وصولاً إلى جوائز "بافتا" و"غولدن غلوب" و"برليناله"، ومهرجان البندقية السينمائي، بالإضافة إلى ترشحها لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وهي فقط بعض الأمثلة.

الممثلة الفرنسية، المعروفة بحرفيتها ومهارتها العالية في التمثيل، كانت أحد الأسباب التي دفعت إليز جيرار لإخراج هذا الفيلم. كان ذلك بمثابة مفاجأة سارة للممثلة التي علمت بذلك فقط خلال مقابلتنا لها.

تقول جيرار، "يحب المخرجون التصوير لممثليهم المفضلين، أعترف أنني توليت إخراج هذا الفيلم لأشاهد إيزابيل أمام عدستي، لقد كان مدعاة للفرح أن أشاهد تمثيلها لفترة طويلة، كان حضورها أمام عدستي أمراً رائعاً".

تضيف، لكن السبب الأولي لهذا الفيلم وربما الرسالة الرئيسة التي يحاول نقلها هو أن الهروب من العزلة أمر ممكن، تماماً كعثورنا على الحب عندما يكون آخر شيء نتوقع حدوثه. كانت جيرار تبحث عن إجابات جاء الرد عليها بصوت أوبير عندما قالتها بصوت عالٍ أمام الكاميرا. "لقد كان فيلماً تجريبياً عن صعوبة الانتقال من حالات الوحدة الطويلة إلى الفرح، وعن صعوبة أن تكون سعيداً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تتابع، مع "سيدوني في اليابان، يمكن للمشاهد أن يرى بعض الأصداء من فيلم "ضائع في الترجمة" Lost in Translation حيث تتمكن الشخصية الرئيسة من العثور على نفسها في أبعد ثقافة ممكنة، لتولد من جديد. ومع اقتراب سيدوني من ناشرها، وهو رجل ياباني منعزل ومتحفظ ويبحث عن العزاء على ما يبدو في الشرب ليلاً، تصبح الطرق التي يجدها الحب إلى قلوب الناس واضحة ولا مفر منها. على الرغم من الاختلافات الثقافية.

تشير أوبير، "عندما تقترب هاتان الشخصيتان من بعضهما البعض، يترجم ذلك إلى نوع من الخجل والتردد"، والذي يتم التعبير عنه بشكل أساس من خلال تقنية سينمائية غير مألوفة: سلسلة من الصور. التي ترى المخرجة "إنها تروي ببلاغة الفروق الدقيقة في التجارب الأولية، على عكس "الحركة" المعتادة في الأفلام".

 

السينما نافذة على العالم

كانت أوبير حاضرة في الدورة الأولى لمهرجان مراكش السينمائي وغالباً ما تحضر أهم المهرجانات العالمية حيث تلعب دور البطولة في واحد أو أكثر من المشاركات.

عندما سئلت عن خصوصية هذا المهرجان دون غيره، أوضحت أن جميع المهرجانات مميزة بالنسبة لها، لأنها تجري في سياقات مختلفة وتخاطب جماهير مختلفة كانت تشعر دائماً بفضول كبير تجاهها. وأشارت إلى أن هذا المهرجان يؤكد باستمرار أهمية الحفاظ على التنوع الكبير وهو الشيء الذي أقدره كثيراً".

وقبل كل شيء، تؤكد الممثلة عند سؤالها عن السينما العربية، أنها تحمل صفة العالمية شأنها شأن غيرها. تضيف، "الأفلام بمثابة نافذة على العالم، حيث تقدم نظرة ثاقبة لأنماط حياة الناس، والتحديات التي يواجهونها، وتطلعاتهم. وهذا هو المكان الذي تؤدي فيه السينما واجبها، وليست الأفلام فقط، ولكن أيضاً الفن والأدب وجميع أشكال التعبير".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة