قال رئيس الإدارة العسكرية في بلدة أفدييفكا الأوكرانية فيتالي باراباش، إن القوات الروسية تكثف حملتها للسيطرة على البلدة الواقعة في الشرق من خلال محاولة التقدم صوبها من جميع الجهات بعد قتال على مدى أسابيع. وتشن القوات الروسية هجمات برية وجوية على أفدييفكا، منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، باعتبارها نقطة محورية في تقدمها البطيء عبر منطقة دونباس بشرق أوكرانيا في الحرب المستمرة منذ 21 شهراً.
وجاء التقدم الأخير الذي أعلن عنه باراباش في أعقاب تقارير، الأسبوع الماضي، أفادت بأن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاح في وقف التقدم الروسي وصده.
وقال باراباش "لقد فتح الروس قطاعين آخرين بدأوا من خلالهما في تحقيق نتائج، في اتجاه دونيتسك، وفي ما يسمى بالمنطقة الصناعية. ويحاول العدو اقتحام المدينة من جميع الاتجاهات".
وتحدث مدونون عسكريون روس أيضاً عن تحقيق أوكرانيا مكاسب بالقرب من أفدييفكا، الأسبوع الماضي.
حشد الدعم
في الأثناء، توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الإثنين، إلى أوروبا لحشد الدعم لأوكرانيا، في زيارة يمكن أن يصادف خلالها نظيره الروسي سيرغي لافروف لكن من دون عقد اجتماع معه على الأرجح.
ومن المقرر أن يجري بلينكن محادثات مع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل بعد فترة أكثر من شهر تخللتها الحرب بين "حماس" وإسرائيل من جهة والقمة الأميركية الصينية من جهة أخرى.
ويتوقع أن يتوجه، الأربعاء، إلى جمهورية مقدونيا الشمالية لحضور اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وفق ما أفاد مسؤول الشؤون الأوروبية في الخارجية الأميركية جيمس أوبراين.
وقال أوبراين للصحافيين "نتوقع أن يجري نقاشات جيدة مع زملائنا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في شأن دعم أوكرانيا".
عبور طائرة لافروف
وذكر لافروف، الإثنين، بأن جمهورية مقدونيا الشمالية التي انضمت إلى العقوبات الغربية المفروضة على موسكو على خلفية الهجوم على أوكرانيا ستسمح له بحضور الاجتماع السنوي للهيئة الأمنية الأوروبية التي تعد روسيا عضواً فيها.
وأفادت وسائل إعلام رسمية روسية بأن بلغاريا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، أبلغت موسكو بأنها ستسمح بعبور طائرة لافروف مجالها الجوي.
وأعلنت صوفيا، مساء الإثنين، أنها سمحت لوزير الخارجية الروسي بالتحليق في المجال الجوي البلغاري للسفر إلى سكوبيي من أجل حضور اجتماع وزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وقالت وزارة الخارجية البلغارية في بيان، إن "التفويض الدبلوماسي للتحليق في الأجواء هو ذو طبيعة موقتة (...) ويندرج في إطار الاستثناءات من عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة عليه".
لافروف لن يجتمع ببلينكن
لكن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أكد أن الوزير الروسي لن يجتمع ببلينكن. وقال لوكالات أنباء روسية "كلا، لم يطلبوا ولن يطلبوا (ذلك) ولن يكون هناك اجتماع".
ورفضت بولندا التي استضافت اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، العام الماضي، السماح للافروف بالحضور، مما أثار رد فعل غاضباً من روسيا.
ورفض المسؤولون الأميركيون عقد اتصالات على أعلى المستويات مع الجانب الروسي منذ الهجوم، على رغم أن بلينكن التقى لافروف لمدة وجيزة على هامش قمة مجموعة الـ20 في الهند في مارس (آذار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الدعم الأميركي لأوكرانيا
ولم يعلق أوبراين على مسألة إن كان بلينكن سيلتقي نظيره الروسي ولفت إلى أن جدول أعمال الوزير الأميركي قد يتغير.
وسيتحدث بلينكن في بروكسل عن الدعم الأميركي لأوكرانيا على مدى الأشهر المقبلة، فيما تواصل كييف عمليتها المضادة في وقت ينصب الاهتمام العالمي بمعظمه على الشرق الأوسط.
وتحاول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إقناع الحزب الجمهوري بالموافقة على حزمة دعم إضافية لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، ربطها الجمهوريون بالدعم لإسرائيل وتايوان.
ولفت أوبراين إلى أن الإدارة واثقة من دعم الكونغرس لأوكرانيا واعتبر أن المساعدات هي "جهد جماعي" مع دفع كييف 60 في المئة من كلفتها العسكرية ودعم حلفاء الولايات المتحدة أجزاء من باقي الحزمة.
وأضاف "أعتقد أنه من الضروري لحلفائنا أن يسمعوا بأننا سنواصل القيام بدورنا وإن كان الكونغرس يناقش الخطوات المقبلة لما سنقدمه".
فنلندا مستعدة لإغلاق معبرها المفتوح مع روسيا
من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو، الإثنين، أن بلاده مستعدة لإغلاق آخر معبر حدودي لها مفتوح مع روسيا إذا استمرت موسكو في إرسال المهاجرين غير القانونيين إليها.
وقال أوربو خلال مؤتمر صحافي "أغلقنا كل المعابر الحدودية عند الحدود الشرقية باستثناء واحد، ونحن مستعدون لإغلاق هذا المعبر الأخير إذا لزم الأمر". وأضاف "تحمي فنلندا الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. لن نسمح باستمرار هذه الظاهرة".
وفي أكتوبر(تشرين الأول)، دق حرس حدود فنلندا ناقوس الخطر في شأن حدوث تغيير في سياسة روسيا، بعدما بدأت الأخيرة تسمح لمهاجرين لا يحملون الوثائق المناسبة بعبور الحدود.
تؤكد فنلندا التي لها حدود مشتركة على امتداد 1340 كيلومتراً مع روسيا، أنها لاحظت تدفقات للمهاجرين من دون تأشيرة من الشرق الأوسط وأفريقيا، وخصوصاً من العراق والصومال واليمن، منذ نهاية أغسطس (آب).
وخلال أسبوعين، أغلقت فنلندا كل معابرها الحدودية مع روسيا باستثناء معبر رايا-يوسيبي الشمالي عند الحدود مع منطقة مورمانسك الروسية بالقطب الشمالي.
وأيدت المفوضية الأوروبية قرار هلسنكي، منددة بـ"الاستغلال المخزي" للمهاجرين غير القانونيين من قبل موسكو.
ومنتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، اتهم أوربو روسيا بالتصرف بشكل "خبيث". ووصل 60 مهاجراً بين السبت والإثنين إلى معبر رايا-يوسيبي وفق حرس الحدود الفنلنديين.
وتوترت علاقة فنلندا مع جارتها الشرقية في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا، مما دفع هلسنكي إلى الانضمام في أبريل (نيسان) إلى حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة.
3000 مقاتل
وسط هذه الأجواء، قال رئيس الشيشان رمضان قديروف إن ثلاثة آلاف آخرين من المقاتلين مستعدون للذهاب للقتال في أوكرانيا ضمن وحدات جديدة تابعة لوزارة الدفاع الروسية وقوات الحرس الوطني الروسي.
وبالنسبة لقديروف، الذي كثيراً ما يصف نفسه بأنه "جندي مشاة" لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكان في بعض الأحيان من أشد منتقدي أداء روسيا في الصراع، فإن الحرب في أوكرانيا تشكل حصناً ضد العدوان الغربي.
وقال قديروف عبر تطبيق "تيليغرام" "(المقاتلون) لديهم أفضل المعدات والأسلحة الحديثة، وبالإضافة إلى ذلك، يتمتعون بقدرات قتالية عالية ولديهم حماس كبير لتحقيق نتائج".