Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في معاداة السامية وكراهية الإسلام: عائلتي خليط من مسلمين ويهود

لكم أن تشعروا بالرعب مما ارتكبته "حماس" في حق الإسرائيليين، وأن تدينوا في الوقت نفسه عمليات القتل المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في حق آلاف الأبرياء من الفلسطينيين

معاداة السامية في تصاعد أينما كان وهذا أمر مخيف جداً بالنسبة إلى اليهود وتتفاقم كراهية الإسلام وتؤثر في أشخاص كثيرين من أحبتي ومنهم أطفالي (غيتي)

ملخص

الحرب بين إسرائيل وغزة صراع صم أذني كلا الطرفين وجعلهما غير قادرين على الشعور بمعاناة وخوف الطرف الآخر.

سأحاول طرح صورة أكثر دقة وتعقيداً عن الشرق الأوسط وهي محاولة خطرة في الوقت الحالي، ولكن ها أنا أعرضها على أي حال:

إن معاداة السامية في تصاعد أينما كان وهذا أمر مخيف جداً بالنسبة إلى اليهود، كما تنتشر في أوساط المجتمعات المسلمة مشكلة معاداة للسامية لا يعترف بحجمها الحقيقي. لديَّ تجربة شخصية مع هذا الموضوع بسبب استخدام أصولي اليهودية من أجل مهاجمة زوجي السابق السياسي عمران خان في باكستان، حيث ألصقت بي نظريات مؤامرة صهيونية ملفقة - وأجج سياسيو المعارضة والإعلام الموالي شرارة هذا الوضع.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وما نتج من ذلك هو عقود من التهديدات بالقتل والاغتصاب والعنف في حقي وحق أطفالي، وهي مستمرة حتى يومنا هذا. على رغم طلاقنا، بلغ الموضوع ذروته بالنسبة إلى عمران مع محاولة اغتياله الفاشلة العام الماضي. وبعد الهجوم، صرح منفذ محاولة الاغتيال في فيديو الاعتراف بأن دافعه لإطلاق الرصاص هو "قبول (عمران) إسرائيل".

رأيت كيف يمكن استخدام عبارة "صهيونية"- مثل عبارة "إسلاموي"- أحياناً من قبل أشخاص متعصبين كغطاء للتعبير عن موقف ليس في الحقيقة سوى أفكار مسبقة وتمييز ضد اليهود أو المسلمين كمجموعة.

ومن الصحيح كذلك أن البعض استخدم الاتهامات بمعاداة السامية سلاحاً لإنهاء أي نقاش أو انتقاد للحكومة الإسرائيلية. تماماً كما نستطيع انتقاد جمهورية باكستان الإسلامية من دون أن نكون كارهين للإسلام، يحق للناس التعبير عن انتقادهم تصرفات إسرائيل في غزة من دون إلصاق تسمية معاداة السامية بهم من دون وجه حق.

فالسماح بتسمية أي شخص ينتقد إسرائيل "معادياً للسامية" يسهل ببساطة على الآخرين التقليل من شأن معاداة السامية وهو ما ينتقص من خطورة مشكلة جدية وبالغة.

وفي المقابل، تتفاقم كراهية الإسلام وتؤثر في أشخاص كثيرين من أحبتي - ومنهم أطفالي. شهدت الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة إطلاق النار على ثلاثة طلاب فلسطينيين وطعن صبي عمره ست سنوات حتى الموت وجرح والدته، لأنهم مسلمون.

في هذه الأثناء، يدرس ترمب احتمال إعادة فرض حظر المسلمين في حال فوزه بالرئاسة الأميركية مرة جديدة، فيما تفوز أحزاب يمينية لديها أجندة صريحة معادية للمسلمين للمرة الأولى في انتخابات دول أوروبية.

وكما شهدت تردد بعض الأصدقاء المسلمين في الاعتراف باختفاء التمييز بين مناهضة السياسة الإسرائيلية من جهة، والهجمات الأعم على الإسرائيليين أو اليهود من جهة ثانية، شهدت عدم استعداد مشابه بين بعض الأصدقاء اليهود للقبول بأن الإسلاموفوبيا أمر حقيقي.

وعلى سبيل تقديم مثال واحد، تلقيت أخيراً رسالة انتشرت بقوة على "واتساب"، لم يرسلها شخص متعصب عشوائي بل شخص أعرفه- وهو منتج أميركي بارز- لجميع جهات الاتصال لديه، صورت كل المسلمين على أنهم "مشكلات" "بمخالب" "اجتاحوا" الغرب، و"يعملون في السر، يتكاثرون لتحقيق الهيمنة وفرض قوانينهم، ونواياهم عنيفة". اختتم الرسالة بجملة "إن احتفظت بهذه الرسالة الإلكترونية لنفسك فاعرف أنك جزء من المشكلة. انشرها!".  

أفزعتني الرسالة، لأسباب أهمها أن اللغة المستخدمة فيها شبيهة جداً باللغة التي استخدمت لنزع الصفة الإنسانية عن اليهود عبر التاريخ. كان المرسل يهودياً. عانيت كي أجعل بعض أصدقائي اليهود يشعرون بالسخط الذي كنت أشعر به، وهو غضب أعلم أنهم كانوا ليعبروا عنه بقوة لو استبدلت بكلمة "مسلم" كلمة "يهودي".  

أرى بوضوح، من كلا الطرفين، هذه الانتقائية في الغضب وفي عدمه. وهذا مقياس لدرجة تصلب عقيدتهم وعماهم القبلي وخوفهم، تلك المشاعر التي أججتها خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي والخطابات المتهورة فجعلت هذا العدد الكبير من الأشخاص الأذكياء والقادرين على التعاطف مع الآخر عادة، عاجزين عن استيعاب حقيقة بسيطة: يمكن معارضة صعود معاداة السامية ومعارضة كراهية المسلمين في الوقت ذاته.

لكم أن تشعروا بالرعب إزاء المجزرة التي ارتكبتها "حماس" في حق الإسرائيليين وأن تدينوا في الوقت نفسه عمليات القتل المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في حق آلاف الأبرياء من الفلسطينيين. صم هذا الصراع أذني كلا الطرفين وجعلهما غير قادرين على الشعور بمعاناة وخوف الطرف الآخر.

 وهذا بالنسبة إليَّ هو الغاية من الوقفة الاحتجاجية من أجل مناهضة الكراهية خارج داونينغ ستريت، أن نقول إن الكراهية القائمة على العرق أو الدين بغيضة وغير مقبولة بجميع أشكالها. هذه ليست منافسة. وإن كنتم لا ترون سوى طرف واحد، فأنتم جزء من المشكلة.

ندعو الجمهور الأحد لتخطي حدود القبيلة والجماعة ووضع الأعلام والانتماءات جانباً والاجتماع في وقفتنا الاحتجاجية التي يقودها إسرائيليون وفلسطينيون فقدوا أحبة في هذا الصراع. عندما يرفض المكلومون والمفجوعون الاستسلام للرغبة بالانتقام وللكراهية، علينا نحن أيضاً إذاً أن نرفض القبول بأن يحول المتشددون والمتعصبون من الجانبين ألم هؤلاء إلى سلاح.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء