ملخص
شهدت بريطانيا حدوث زيادة في مظاهر معاداة السامية فيها بعد حرب غزة، طاولت الأطفال اليهود. وشملت حادثتي امتناع سائقي باصات مدرسية عن نقل تلامذة يرتدون ملابس وشارات يهودية
تجري الشرطة في لندن تحقيقات في مزاعم تفيد بأن سائق حافلة في منطقة ستامفورد هيل رفض التوقف لمجموعة من الصبية اليهود، ووفقاً للشكوى فقد وقف أولئك الأطفال عند موقف الحافلات في شارع "إيجيرتون رود" ينتظرون الحافلة، وحينما أشاروا لها كي تتوقف هدّأ السائق من سرعته لكنه بعد ذلك واصل القيادة من دون توقف.
يضاف إلى ذلك أن بعض الركاب شجعوا هذا السلوك، معبرين عن امتنانهم لعدم توقف الحافلة، وأطلقوا تعليقات معادية للسامية.
وجرت الواقعة في الصباح الباكر عند الساعة الثامنة على خط الحافلة رقم (76) المتجه إلى ووترلو في الـ 26 من نوفمبر (تشرين ثاني) 2023.
وقد رفع تقرير إلى منظمة شومريم، وهي فرقة الدوريات المجتمعية المعنية بأمن الجالية اليهودية في لندن، وكذلك إلى شرطة العاصمة من قبل راكب شعر بالخوف والتهديد الشديد والصدمة، خصوصاً أنه كان الشخص اليهودي الوحيد على متن الحافلة في ذلك الوقت. وقد عبّر هذا الراكب عن استيائه البالغ مما بدا له كتواطؤ واضح من جانب سائق الحافلة وبعض الركاب، بحسب تصريح جاء على لسان ممثل عن منظمة شومريم.
إذا كنت ممن تعرضوا لمثل هذه الحادثة أرسل بريد إلكتروني على الرابط الإلكتروني [email protected]
وذكرت تقارير أن حادثة مشابهة حدثت بعد ثلاثة أيام في لندن على متن الحافلة رقم (318) في شارع رافنسديل بمنطقة هاكني حوالى الساعة 7:40 مساء، إذ أبلغت فتاة يهودية تبلغ من العمر 13 سنة عن تباطؤ الحافلة حينما لوّح بعض الأولاد اليهود بالتلويح للسائق، لكنها زعمت أن السائق بعد لحظات زاد سرعة الحافلة بصورة مفاجئة مما حال دون صعودهم. وفي المحطة التالية سمح لأحد سكان لندن غير اليهود بالركوب، مما يثير الشبهات حول وجود تمييز من قبل السائق، وفق تلك الشكوى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعربت "هيئة النقل في لندن عن" أخذها التقارير التي تفيد بوقوع حوادث تمييز ضد اليهود على محمل الجد الشديد، مؤكدة أنها لا تتسامح مع أي نوع من التمييز داخل شبكة النقل التي تديرها.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب تصريحات من شرطة العاصمة تفيد بارتفاع حوادث الكراهية ضد اليهود في لندن إلى 1353 عقب اندلاع الصراع بين إسرائيل و"حماس" في السابع من أكتوبر الماضي.
وكذلك وصف المدير التنفيذي لمنظمة "شومريم" شايم هوخهاوزر حال الخوف التي يعيشها الأطفال اليهود الذين أصبحوا يخشون العودة لمنازلهم من المدرسة أو ركوب وسائل النقل العام، مشيراً إلى مواقف متعددة رفض فيها ركوب اليهود في الحافلات بصورة متعمدة.
وبحسب كلماته "نرى أطفالاً يهود ينتظرون عند مواقف الحافلات لركوب الحافلات، لكن سائقي الحافلات لا يتوقفون ويرفضون نقلهم وينطلقون بالحافلات من دون توقف".
وأضاف، "لا تقتصر مثل هذه الممارسات على الحافلات وحدها بل تمتد إلى المتاجر ومحال الملابس حيث يمنع اليهود من الحصول على الخدمة بصورة صريحة، وشهدنا هذا الأمر في أرجاء لندن كافة، وتلك تصرفات غير عادلة. لماذا ينبغي أن نعاني كل هذه المعاناة؟ لا علم لأطفالنا بالحوادث الجارية في الشرق الأوسط ولا يشاهدون التلفاز وذلك ليس خطأهم. نتلقى بصورة يومية اتصالات على خط الطوارئ من الأهالي الذين يستفسرون عما إذا كان الذهاب إلى المدرسة أو الحديقة أو المستشفى آمناً لأطفالهم، ونحث الجميع على مزاولة النشاطات الاعتيادية والحفاظ على الهدوء واليقظة، ونطلب منهم إبلاغنا عن أي شيء مريب".
وفي السياق نفسه لفت السيد هوخهاوزر إلى أن عدد الجرائم التي تستهدف الأقليات وجرى الإبلاغ عنها لمنظمته قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأسابيع الأخيرة، معبراً عن مخاوفه من تطور هذه الحوادث من مجرد صيحات وشتائم إلى أعمال عنف أكبر.
ووفق كلماته "لم نشهد مثل هذا العدد من الجرائم ضد الأقليات في شهر واحد من قبل، وفي العادة يكون المعدل حوالى ثلاث حوادث أسبوعياً، ومنذ السابع من أكتوبر الماضي سجلت منظمة ’شومريم 84‘ حادثة، ولا تقع تلك الحوادث على مستوى البلاد ككل، بل تركزت بخاصة في منطقة ستامفورد هيل، ونحن يهود حريدية أرثوذكس [تعني هذه الكلمة هنا التشدد في اتباع عقيدة ما] نجد أنفسنا هدفاً سهلاً ومعرضين للخطر، وتتمثل أكبر مخاوفنا بأن تنتقل تلك الحوادث من مجرد صراخ إلى عنف جسدي قد يؤدي إلى إصابات".
وفي سياق مواز أكد متحدث باسم شرطة سكوتلانديارد أنهم يحققون في حوادث متعلقة بالحافلات في منطقة هاكني.
ووفق ذلك المتحدث، "يزعم أن سائقي حافلات خفضا سرعتهما لدى الاقتراب من محطتين وقف فيها أطفال ينتظرون، وثم زاد أولئك السائقان السرعة مرة أخرى من دون التوقف، وفي الحادثتين كلتيهما بدا الأطفال واضحين في هويتهم اليهودية من خلال مظهرهم، ويُزعم أنه خلال إحدى الحادثتين أدلى ركاب آخرون في الحافلة بتعليقات معادية للسامية تؤيد تصرفات السائق".
وفي تعليق متصل ذكرت شركة النقل في لندن، "نحن لا نتسامح مع أي شكل للتمييز في شبكتنا ونأخذ أي تقارير تتعلق بذلك على محمل الجد، ونحن نحقق في هذه التقارير ونحث كل من تعرض للتمييز، أو لديه معلومات عن أية حوادث مماثلة، على الإبلاغ عنها لنا أو للشرطة ليتسنى لنا التحقيق في الأمر".
وتدعو السلطات كل من لديه معلومات حول هذه الحوادث الاتصال بالرقم (101) وتقديم المرجع (4606/26NOV) فيما يتعلق بالواقعة التي حدثت في الـ 26 من نوفمبر أو المرجع (6372/29NOV) فيما يتعلق بالواقعة التي حدثت في الـ 29 من نوفمبر.
ومن المستطاع أيضاً التواصل مع منظمة Crimestoppers على الرقم (0800555111) من دون الحاجة للكشف عن الهوية.
© The Independent