Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسؤول أممي: 6 تريليونات دولار تجعل الأرض أفضل للحياة

مدير "البرنامج الإنمائي" في حديثه ل "اندبندنت عربية"يعتبر أن المبلغ ضئيل مقارنة باقتصاد عالمي حجمه 400 تريليون ويدعو إلى تخفيف عبء الديون عن الدول الأفقر

مدير "البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة " براديب كوروكولاسوريا في حديثه حول عبء الديون وخطط التنمية ( اندبندنت عربية )

ملخص

نحو 700 مليون شخص في أفريقيا لا يحصلون على الطاقة.

دعا المنسق التنفيذي ومدير التمويل البيئي للطبيعة والمناخ والطاقة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، براديب كوروكولاسوريا، إلى تخفيف عبء الديون عن الدول الأفقر في العالم، معترفاً في حوار خاص مع "اندبندنت عربية"، خلال قمة "كوب 28" في دبي، أن عبء الديون يعد مشكلة ضخمة.

ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هناك 54 دولة تضم أكثر من نصف سكان العالم الأكثر فقراً تحتاج إلى تخفيف عاجل لأعباء الديون.

ويرى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن إعادة الهيكلة الفعالة للديون ليست سوى عنصر حيوي واحد لضمان حصول البلدان النامية على التمويل الكافي لتحقيق التقدم في التنمية المستدامة، وهناك حاجة ماسة إلى مصادر تمويل جديدة للاستثمار في التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره.

0 seconds of 1 minute, 44 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:44
01:44
 


وقال كوروكولاسوريا إن "أزمة الديون في بلدان عدة، بما في ذلك بلده سريلانكا تمثل عاملاً مقيداً للغاية"، مضيفاً "نعم علينا أن نفهم سبب وصولنا إلى هذا الوضع في المقام الأول، فربما القرارات السياسية المتخذة لتأمين القروض لم تكن مناسبة"، مستدركاً "لكن على رغم ذلك فقد وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، إذ إن هناك ديوناً يتعين علينا إيجاد سبل للتعامل معها خصوصاً في الدول الأفقر".

اقرأ المزيد

في الوقت نفسه يعتقد المسؤول الأممي أن "هناك حاجة إلى التأكد من ضرورة أن يأخذ النظام المتعدد الأطراف في الاعتبار حاجات هذه البلدان عند الحديث عن قضية الديون"، موضحاً "على سبيل المثال عند الذهاب إلى بنك ما بحثاً عن فرصة استثمارية من الدرجة الأولى بتقييم (AAA) تدر عوائد على الاستثمار بنسبة 20 في المئة، بأفق زمني يتراوح ما بين سنتين إلى خمس سنوات لاسترداد هذا الاستثمار"، مضيفاً "سنجد في ظل صورة الإعانات الضارة والأمور الأخرى القائمة اليوم سيكون هذا الأمر صعب التحقيق"، مستدركاً "لذا من المهم أن يدرك الهيكل المالي الدولي أهمية إقراض الدول بمعدلات فائدة ميسرة".

وحول حجم الاستثمارات المتعلقة بالمناخ التي يحتاجها العالم، أشار كوروكولاسوريا إلى أنه بناء على أهداف إزالة الكربون والخطط الأخرى مثل المساهمة المحددة وطنياً التي تعد خطة عمل مناخية لتقليل الانبعاثات والتكيف مع تأثيرات المناخ، فإن العالم بحاجة إلى استثمارات بنحو ست تريليونات دولار"، لافتاً إلى أن هذا الرقم ضئيل مقارنة بحجم الاقتصاد العالمي الذي يتجاوز اليوم 400 تريليون دولار.

وقال إن "هذه الاستثمارات المحتملة ستصب في توفير مياه وهواء نظيفين، وتحسين الصحة وتحقيق الأمان الغذائي للعالم"، متسائلاً "لا أفهم لماذا لا تتدفق تلك الأموال سريعاً كي نعيش في عالم أنظف وأفضل؟"، مضيفاً "كلنا في العالم نريد أن نكون في حالة أفضل من السابق، ولا أحد يرغب في أن يكون في وضع أسوأ عن ذي قبل، وكلنا نريد حياة صحية أفضل، وكلنا نريد حياة أفضل لأطفالنا وتعليماً أفضل لهم، ونشترك جميعاً في هذه الطموحات كجنس بشري، لذا علينا الاستثمار من أجل مستقبل أطفالنا."

وعن تقييمه لفرص الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط والخليج تحديداً، وصف المسؤول الأممي تلك الفرص بـ"الواعدة"، مشيراً إلى أنها فرص استثمارية واعدة أيضاً في مناطق أخرى من العالم مثل جنوب أفريقيا وجنوب شرقي آسيا.

تأمين الطاقة النظيفة لـ500 مليون شخص

وقال كوروكولاسوريا "في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نعمل على توفير الطاقة النظيفة لنحو500 مليون شخص في وقت قصير للغاية"، مضيفاً "إذا لم نفعل ذلك فلن نتمكن من تحقيق هدف المناخ 1.5 درجة مئوية، ولن نتمكن من الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة"، مشيراً إلى أسباب عدة تجعل الاستثمار في الطاقة أمراً ضرورياً.

وتابع "في أفريقيا حالياً نعلم أن هناك ما بين 650-700 مليون شخص لا يحصلون على الطاقة"، مؤكداً أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يعمل في دول عدة على تحديد خطوط أنابيب الاستثمار وتحييد أخطار الاستثمار، مضيفاً "لذلك أرى أنه من الضرورة توجيه الاستثمارات من المنطقة الخليجية نحو هذه الفرص الواعدة، إذ إنها ستخلق أيضاً أسواقاً وفرصاً جديدة في الزراعة والموارد المائية والتصنيع، ومن ثم سيساعد ذلك على خلق فرص إضافية لدخول المستثمرين"، لافتاً إلى استعداد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبقية منظمات الأمم المتحدة لمساعدة المستثمرين لاستكشاف الفرص الواعدة في أسواق العالم.

مخاوف الإقراض

ورداً على سؤال حول الصين كأكبر مقرض في العالم، ولكن في الوقت ذاته لم تعد قروضها مرحباً فيها في أفريقيا تحديداً، خوفاً من وضع اليد الصينية على أصول سيادية في حال تخلفت البلدان الفقيرة الدائنة عن سداد ديونها للصين؟ قال كوروكولاسوريا إنه "من المهم أن ندرك أن التنمية والنمو الاقتصادي العالمي يتطلبان الاستثمار من كل مكان، كذلك من المهم أن تكون هناك حوكمة وشفافية وتحلٍ بالمسؤولية والتحقق وكلها مطلوبة، وأن أي مستثمر يستطيع تحويل قطعة أرض لتكون أفضل مما كانت عليه سيكون ذلك  استثماراً إيجابياً"، مضيفاً "لا توجد دولة تستثمر في قطعة أرض ثم تنقلها بلدها!"، مستدركاً "لكن الاستثمار هو التحسين وخلق فرص عمل جديدة يستفيد منها السكان المحليون، ويجب أن يكون الاستثمار عادلاً ويعود بالنفع على الجانبين"، قائلاً "أرى أن هناك حاجة إلى النظر في طرق الدعم الجماعي والتي تقود للتغيير، فيمكن مع ضخ الاستثمار أن تنقل أيضاً التكنولوجيا والمعرفة، وكلها أمور مهمة".

وأضاف "أعتقد أن بعض المخاوف التي أثرتها معروفة وبعض الدول لديها رأي حولها"، مستدركاً "لكن يجب أن نعتمد قليلاً على سيادة الدول والقرارات التي تتخذها حكوماتها، لتحسين مجتمعاتهم المحلية واقتصادات بلدانهم"، موضحاً "نحن في الأمم المتحدة نعمل على ضمان تمكين الدول لاتخاذ قرارات صائبة، واتخاذ التدابير اللازمة حول الاستثمارات الآتية من الخارج"، مؤكداً ثقته في أن تلك الحكومات لديها القدرة لفعل ذلك واتخاذ القرار الصحيح، ونحن سنستمر في دعمهم.

تحديات التغير المناخي

وحول ما أضافته تحديات التغير المناخي إلى الأزمات التي شهدها العالم خلال العقدين الماضيين، قال المسؤول "من المؤكد أن هناك علاقة مباشرة بين تغير المناخ والفقر، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالقضايا المتعلقة بنوعية الأرض وتوافر الموارد والموارد الطبيعية كذلك الوصول إلى الأسواق وتوافر القدرات التمويلية وتوافر المهارات فإن التغير المناخي يؤثر فيها جميعاً، إذ إن الطقس يصبح أكثر سخونة مع صعوبة التنبؤ بمواعيد هطول الأمطار، وفي بعض الحالات تتناقص معدلات الأمطار بمرور الوقت، وكل هذا بطبيعة الحال يؤثر في قدرة قاعدة الموارد الطبيعية التي نعتمد عليها في كل شيء كل يوم"، لافتاً إلى أن ذلك له نتيجة مباشرة على سبل العيش، لذا فإن هؤلاء الأشخاص القادرين على الهروب من الفقر من خلال التدابير السابقة يُدفعون مرة أخرى إلى براثن الفقر، مشيراً إلى أننا رأينا ذلك خلال أزمة فيروس "كوفيد-19"، فعندما أغلق الوباء الاقتصاد العالمي، ففقد كثيرون وظائفهم، وكثيرون أيضاً لم يتمكنوا من كسب دخل كاف، فكل ذلك جعل الأمور أسوأ.

وأضاف "رأينا ذلك يحدث في آسيا وفي الشرق الأوسط  ومنطقة المحيط الهادئ، إذ كانت هناك تداعيات مباشرة جداً  على الفقر".

وأكد أن "نعمل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على محاربة الفقر ومعالجة عدم المساواة ودعم القدرة على الصمود، وبالتالي فإن قضية تغير المناخ أمر أساسي في عملنا، فلا يمكن للعالم تحقيق أهداف التنمية إلا إذا كنا قادرين أيضاً على معالجة كلا القضيتين".

فرص الاستثمار والتمويل

وتابع  كوروكولاسوريا "الأهم من ذلك، هي الفرص التي يمثلها تغير المناخ وخصوصاً في ما يتعلق بفرص الاستثمار، بالنسبة لنا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نحن المنظمة الرئيسة التي تدعم البلدان في الحصول على التمويل من مختلف أدوات التمويل التابعة للأمم المتحدة، هذا إضافة إلى الأدوات التمويلية التي يوفرها (كوب)، إذ تضع جميع البلدان الأموال في سلة التمويل ومن ثم تصل إلى البلدان النامية، أما للوصول إلى تلك الأموال فتأتي البلدان النامية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للحصول عليها"، مشيراً إلى أن محفظة البرنامج تبلغ قيمتها ما يقارب 5.4 مليار دولار من منح التمويل، إضافة إلى تعبئة 20 مليار دولار إضافية من التمويل المشترك الآخر من القطاع العام، ومن المؤسسات، والجهات الثنائية الأخرى، وهذا مورد مهم للغاية لدول نامية عدة والبلدان الأقل نمواً، علاوة على الدول الجزرية الصغيرة النامية، وأيضاً البلدان الأفريقية التي يتعين علينا اتخاذ إجراءات عدة سواء بخفض الانبعاثات، أو التكيف، أو في قطاع الزراعة، أو في مجال المياه أو الصحة، وبالتالي معظم الدول تتجه إلى منظمتنا لمساعدتهم وهذا ما نقوم به فعلياً.

"صندوق الخسائر والأضرار"

وحول صندوق "الخسائر والأضرار" الذي أُعلن عنه في "كوب 27" في مصر، قبل أن يفعل في "كوب 28" في دبي، بعد أن جمع تعهدات تمويلية تتجاوز 700 مليون دولار، فهل تلك التعهدات والأموال تتناسب مع بصمات كبار الملوثين في العالم، خصوصاً الولايات المتحدة التي لم يتجاوز تعهدها إلى الصندوق حدود الـ17.5 مليون دولار، كذلك في ظل توجه العديد من اقتصاديات العالم للتشقف مع تراجع أداء اقتصاداتها مثل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والصين وغيرها من الدول، فقال المسؤول الأممي "أعتقد أنه يتعين علينا أولاً أن ندرك الإيجابيات، أولاً أصبح الصندوق مقبولاً داخل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ثانياً أدرك العالم أيضاً وبسرعة كبيرة أن هناك حاجة إلى توفير الموارد، ولذلك تأسست أداة تمويل جديدة وهي "صندوق الخسائر والأضرار" ويمكن الاستفادة منه مع مرور الوقت"، مضيفاً "يجب أن ننظر للأمر بصورة إيجابية، إذ أصبح الصندوق الجديد يمثل أداة تمويل أخرى يمكن من خلالها للبلدان التخطيط والعمل على أفضل السبل لتلبية حاجاتهم المختلفة."

وتابع "اليوم لدينا مرفق بيئة عالمي، وصندوق المناخ الأخضر وفي الآونة الأخيرة، تأسس صندوق جديد للطبيعة وما إلى ذلك، وكل هذه الأمور موجودة في نظام بيئي لأدوات التمويل التي يمكن من خلالها للبلدان الاعتماد عليها لتلبية حاجاتها".

مشيراً إلى أنه في الواقع نشهد المراحل الأولى من تجميع رأس مال الصندوق، فلم يمر وقت طويل بعد منذ تأسيسه أسبوع أو أكثر قليلاً منذ انعقاد مؤتمر الأطراف "كوب 28" في دبي، إذ قدمت الدول تعهدات، وأنا متأكد من أن هذا سيتغير بمرور الوقت، وأعتقد أننا بحاجة إلى تشجيع التمويلات التي تصب في الصندوق، مستدركاً "بالطبع بلدان عدة للإسهام في الصندوق، خصوصاً أن الجميع تأثر بصورة متساوية من تبعات التغير المناخي".

4 تريليونات دولار تنفق على الإعانات

وأوضح "نشعر ببعض الإحباط مع عدم تمويل دول للصندوق أو التمويل الضعيف من اقتصادات كبرى، إذ إنه لو فكرنا في الأمر، فسنجد أن العالم ينفق نحو أربعة تريليونات دولار على الإعانات سواء كانت للوقود الحيوي أو الزراعة، وهناك كثير من الأسباب التي تدفعنا لاستخدام الموارد العامة وهناك شركات تحقق أرباحاً عالية وتسهم بجزء من هذه الأرباح في التكنولوجيا وغيرها وهذه المساهمة أقل من واحد في المئة"، مضيفاً "لذا أعتقد أن هناك المزيد يمكن القيام به، وأرى أنه مع مرور الوقت سنرى التغيير المطلوب، ويجب أن ننشد هذا التغيير لأن هناك العديد من البلدان الضعيفة التي تحتاج للمساعدة والدعم".

وأشار إلى أن الأمر لا يتعلق بالتمويل فحسب، إذ إنه في النهاية الأمر يشكل فرصة للمستثمرين، فحتى لو كانت هناك دولة تمتلك كل ثروات العالم فهي ستحتاج أيضاً لمستقبل خالٍ من الكربون، وهذا يتطلب ضخ مليارات الدولارات، لذلك علينا إيجاد أفضل السبل لتحقيق ذلك، والبحث في كيفية تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع المناخ"، مضيفاً "على سبيل المثال في جزر القمر تلك الدولة الصغيرة في المحيط الهندي، فإذا كان هناك مستثمر من نيويورك أو دبي أو نيودلهي فليس بالضرورة أنه سيبحث عن فرص استثمارية في جزر القمر، أيضاً هناك تصورات لأخطار في بعض الدول عند التفكير بالاستثمار، لذا هناك حاجة للعمل معاً"، مستدركاً "فلو نظرنا لدولة مثل جزر القمر فقد وفرت 60 في المئة من الموارد المائية لسكانها وهذه فرصة استثمارية كبيرة تخدم القطاع الزراعي".

تثقيف مجتمع الاستثمار

ويرى المنسق التنفيذي ومدير التمويل البيئي للطبيعة والمناخ والطاقة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، براديب كوروكولاسوريا، أن هناك حاجة لتثقيف مجتمع الاستثمارات بفرص الاستثمار الواعدة في أسواق العالم، مشيراً إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل مع حكومات العالم على تحييد الأخطار المتعلقة بالقضايا التنظيمية والسياسية لتهيئة الظروف لتدفق الاستثمارات من القطاع الخاص.

وحذر براديب من أن غياب الحوكمة والشفافية والاستقرار طارد للاستثمار، مضيفاً "ما يشعرنا بالإحباط أن مجتمع الاستثمار غير ملم بفرص الاستثمار الواعدة"، موضحاً "هذا يعني أن هناك انفصالاً حاصلاً وخلال (كوب 28)، وعندما تحدثت للعديد من المستثمرين كانوا يستغربون عندما أتحدث عن فرص استثمارية في مكان ما"، مؤكداً "نحن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جاهزون لمساعدة هؤلاء المستثمرين في أسواق العالم".

وختم المسؤول الأممي حديثه قائلاً إن "عالماً خالياً من الكربون هو عالم أفضل، والجميع يعي ذلك"، متسائلاً "السؤال هنا ما السرعة المطلوبة لإزالة الكربون"، محذراً أن "الوقت أصبح قصيراً".