ملخص
مع انتشار تجارب "الدخل الأساسي الشامل" كيف سيبدو العالم بلا عمل؟
في كل أسبوع يرد 282 جنيهاً استرلينياً (355 دولاراً) إلى حساب إلينور أودونوفان المصرفي، وهي تعمل فنانة متعددة الاختصاصات، فتصنع المنحوتات والأفلام والأعمال التجهيزية. إلا أن المال الذي تتقاضاه لا يأتي بصيغة دفعات في مقابل أعمالها – ولا يتخذ شكل تقديمات أو هدايا من مستفيدين معطائين. كما أن ذاك المال غير خاضع لعملية استطلاع الموارد المالية [أي لتدقيق السلطات المالية والضريبية] ويأتي من دون إلحاح إنتاج أي شيء في المقابل، والطريقة التي تختارها أودونوفان لإنفاقه تبقى متروكة لها بالكامل.
قد يبدو الأمر جيداً لدرجة يصعب تصديقها، إلا أن أودونوفان ليست سوى واحدة من 2000 فنان وعامل في مجال الثقافة في إيرلندا ممن يشتركون راهناً في برنامج تجريبي متعلق بالدخل الأساسي. إذ قامت الحكومة الإيرلندية العام الماضي بعملية اختيار عشوائية لمجموعة من الفنانين البصريين، والموسيقيين، والمخرجين، والكتاب، والممثلين، والراقصين، إضافة إلى 13 فناناً من العاملين في السيرك، وذلك من بين مرشحين مؤهلين بلغ عددهم 8 آلاف، لتقاضي مال أسبوعياً على مدى ثلاثة أعوام، من دون قيد أو شرط.
هذا الأمر بدل حياة أودونوفان، التي كانت تعمل سابقاً بصيغة الدوام الجزئي وتتقاضى مالاً وفق تلك الصيغة. "إنه أمر رائع" تقول. "لقد تمكنت من تخصيص مزيد من الوقت للعمل على مشاريعي الفنية. فمعرفة أن هناك مالاً سيأتي على مدى ثلاث سنوات تشكل ارتياحاً كبيراً. صحتي تحسنت بفضل الأمان. وبات بوسعي أن آخذ نفساً والتركيز فعلياً على ما أود إنجازه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
البرنامج الإيرلندي آنف الذكر هو واحد من مئات الاختبارات المماثلة الجارية في أنحاء مختلفة من العالم، التي تشكل جزءاً من حركة نامية تدعو إلى تأمين "دخل أساسي شامل" (المعروف مختصراً بـ "يو بي آي") universal basic income (UBI)، وهو مبلغ محدد غير مشروط يدفع لكل فرد في المجتمع على أساس منتظم. اسكتلندا وويلز قامتا باختبار صيغتين أصغر حجماً من هذا البرنامج، وثمة الآن حملة جمع تبرعات بلغت مراحلها الأخيرة لاختبار أول برنامج إنكليزي مماثل. فـ30 شخصاً من جارو في شمال شرقي فينشلي وشرقها، بشمال لندن، سيمنحون مبلغ 1600 جنيه استرليني (2000 دولار) في الشهر لاختبار تأثير ذلك في صحتهم النفسية والجسدية، ولمعرفة إن كانوا سيختارون العمل أم لا.
فكرة دخل أساسي عام للجميع موجودة في التداول منذ أيام توماس مور، الذي ذكرها في (مؤلفه) "يوتوبيا" (Utopia) سنة 1516، لكن كثيرون اعتبروها فكرة راديكالية – والبعض اعتبرها غير ممكنة. أما مؤيدوها، من بينهم عمدة مانشيستر، أندي بيرنهام، فرأوا أنها حل عملاني لصعوبات العالم الحديث، وبإمكانها في نهاية المطاف توفير المال الحكومي عبر تقليص المشكلات الاجتماعية.
يقترح النموذج الأكثر شهرة ضمن نماذج "الدخل الأساسي الشامل"، استدامة نظام استحقاقات يغطي أموراً مثل السكن ورعاية الأطفال والمعوقين، إلى جانب "دخل أساسي شامل" (للأفراد)، وذلك لضمانة ألا يكون أحد في حال عوز. "الدخل الأساسي الشامل" هذا، أو الـ "يو بي آي"، سيحل بمكان أجزاء من النظام الضرائبي – كما سيتم على الأرجح إلغاء تدبير الإعفاء الضريبي، فيدفع الناس ضريبة على مجمل دخلهم المكتسب. وتفترض الفكرة أن عبر الـ "يو بي آي" سيسترد ذوي الدخل المنخفض إلى المتوسط، مبالغ أكبر من التي دفعوها [على شكل ضرائب].
ويظل السجال اليوم قائماً في كيفية تحقيق ذلك عملياً. بعض منتقدي الفكرة، منهم الدكتور لوك مارتينيلي من جامعة باث، يزعم أن هذا النظام سيجعل ذوي الدخل الأدنى أسوأ حالاً عبر أخذ المال الذي ينفق عليهم راهناً ومنح بعضه إلى من لا يحتاجون إليه، أي إلى أولئك الذين يتقاضون أجوراً ورواتب أعلى من دخل ذوي الأجور المتدنية. آخرون أيضاً يعتبرون أن هذا النظام سيخلق تفاوتاً أعظم، كون الميسورين سيحصلون على المال أكثر من أي وقت مضى.
الواضح في المسألة برمتها هو أن الطريقة التي نعمل بها تتبدل بسرعة مذهلة. والسبب خلف تصاعد الدعاوى الملحة لاعتماد برامج الـ"يو بي آي" يعود اليوم إلى أن واقع تأثير الذكاء الاصطناعي في الوظائف والأعمال بات حتمياً ومن المستحيل تجاهله. لم يمض أكثر من سنة واحدة على إطلاق "تشات جي بي تي" ChatGPT و14 في المئة من العمال في الولايات المتحدة فقدوا سلفاً وظائفهم لمصلحة "روبوتات، وفق أحد التقديرات. إذ بناء على تحذيرات قادة التكنولوجيا في العالم، بمن فيهم إيلون ماسك، يبقى خطر الذكاء الاصطناعي الأعظم، وفق توقعات مخيفة صدرت من "غولدمان ساكس"، متمثلاً بخسارة قرابة 300 مليون شخص وظائفهم، وذلك أكثر من خطر قيام جيش من الـ"روبوتات" بالسيطرة على العالم.
كان التشغيل الآلي في الماضي يصمم للحلول مكان البشر في تنفيذ أعمال شديدة التطلب جسدياً، وأشغال قذرة. أما الآن فهو يطرق أبواب مهن الطبقة الوسطى. وظائف تتطلب مهارات عالية ومرتفعة الأجر، مثل المهن القانونية والمالية والطبية، باتت تواجه خطراً كبيراً.
إن الآثار المترتبة من ذلك على المجتمع قد تكون كارثية، إذ سيستحيل تمويل خدمات حيوية من خلال نظام الضرائب، وستؤدي تلك الانعكاسات إلى انهيار بنيتنا التحتية الأساسية. وفي هذا السياق يقول ويل سترونغ، مدير مركز أبحاث "أوتونومي" Autonomy، الذي اقترح الخطة التجريبية في جارو، إننا نعيش في "زمن أزمة" والتغيير الجذري بات ملحاً.
ويضيف "سيحتاج مجتمعنا في السنوات المقبلة نمطاً من أنماط الدخل الأساسي، وذلك إزاء اضطرابات التحول المناخي، والاختلالات التكنولوجية، والتغييرات الصناعية، الماثلة أمامنا".
كما يوضح أن "نظام الرعاية الراهن لم يعد يفي بالغرض. فهو قائم على مبدأ العقوبات – معاقبة الأشخاص الذين لا يتصرفون بطريقة معينة – الذي ثبت أنه يأتي بنتائج عكسية. كل الأدلة تظهر أن ’الدخل الأساسي‘ سيقوم مباشرة بتخفيف الفقر وتعزيز صحة ملايين الناس. فالفوائد التي ينطوي عليها هائلة لدرجة يصعب تجاهلها".
لكن ربما السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن بصدد مسألة تلقي مال غير مشروط، ومن دون مقابل، يتعلق باحتمال أن يؤدي هذا الأمر إلى اختيارنا الكسل والبطالة. ذاك الطرح – القائل إن الدخل الأساسي من شأنه تثبيط عزيمتنا تجاه العمل – يتصدر منطق من يرون في التخلي عن العمل سبباً لتأثيرات خطرة في الصحة النفسية. إلا أن بعضهم أشار إلى احتمالات أكثر إثارة للاهتمام.
إذ قال إيلون ماسك أخيراً إن العمل مستقبلاً قد يكون من أجل "الرضا الشخصي" – الفكرة التي بدت مثبتة بالدراسات الأحدث المتعلقة ببرامج الـ"يو بي آي" حول العالم. "عندما يمنح الناس دخلاً أساسياً، ليس ثمة من تراجع ملحوظ في معدلات الإقبال على الأعمال المدفوعة"، تقول كليو غودمان، مديرة برنامج "أوتونومي" للدخل الأساسي وإحدى مؤسسي "ذا بايسيك إنكوم كونفيرسيشن"The Basic Income Conversation.
من المذهل القول إن هذا الأمر صحيح. ففي عامي 2017 و2018، جرى في فنلندا منح العاطلين من العمل دفعات شهرية بلغت 500 جنيه استرليني (630 دولاراً)، واستمر تسديد تلك الدفعات حتى لو عثر من يتلقونها على عمل. واشتغل الأشخاص الذين يمنحون الدفعات بمعدل وسطي بلغ 78 يوماً بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 وأكتوبر (تشرين الأول) 2018 – أي أكثر بستة أيام ممن يتلقون تعويضات بطالة.
كذلك أظهر البرنامج التجريبي أن من يتلقون الدخل الأساسي أفادوا بتحسن ملحوظ في صحتهم النفسية وحالتهم العامة ومستويات ثقتهم بالمستقبل. ومثل استبعاد مشاعر عدم اليقين عاملاً أساسياً في ذلك، إضافة إلى مسألة "القدرة على رفض الأعمال غير المضمونة ومنخفضة الأجر"، وفق البروفيسورة هيلينا بلومبيرغ-كرول، من جامعة هيلسنكي، التي ترأست دراسة تناولت نتائج البرنامج.
وجاء البرنامج أيضاً ليمنح بعض المشاركين به "إمكان أن يحاولوا عيش أحلامهم"، فيختارون عملاً يستحوذ شغفهم بدل المسارعة إلى قبول أول عرض عمل متوفر بسبب حاجتهم الملحة إلى أجر. ويشير هذا الأمر في السياق إلى أن مزيداً من الناس في عالم لا يمثل فيه المال العامل المحرك الأهم، سيختارون وظائف وأعمال بناء على متعتهم ورغبتهم. وذاك بوسعه تبديل نظرتنا لمهن محددة. إذ لو بدا شخص مثلاً أن بوسعه أن يكون معلم رياضيات باهر، فمن المرجح، بدل الذهاب إلى وظيفة مصرفية، أن يتبع هذا الخيار، معلياً من شأن وظيفة التعليم ومختاراً سبيلها المرغوب، بينما راهناً يسهم انخفاض أجر وظيفة التعليم في التقليل من مقامها.
نتائج الدراسات المتعلقة بهذا البرنامج جاءت مماثلة في الولايات المتحدة. فولاية آلاسكا تعتمد نسقاً من برنامج الـ "يو بي آي" منذ سنة 1982، إذ يتلقى كل فرد من سكان الولاية، بما في ذلك الأطفال، دفعة سنوية من صندوق "آلاسكا بيرمينانت فاند" الذي يأخذ إيراداته من عقود إيجارات مؤسسات قطاع النفط والمناجم. وتختلف الدفعات بحسب اختلاف أسعار النفط: إذ في عام 2021 بلغت الدفعة 1114 دولاراً (887 جنيهاً استرلينياً)، فيما ارتفعت العام الفائت إلى 3284 دولاراً (2615 جنيهاً استرلينياً). إيونا مارينيسكو، الأستاذة في كلية بنسلفانيا للسياسات والممارسات الاجتماعية، والتي راجعت البرنامج، قالت: "ما توصلنا إليه كان مذهلاً، وهو أن سكان آلاسكا في المستوى العام ما زالوا يعملون بالمعدل ذاته لولايات شبيهة".
أما غودمان فتقول: "عندما تتحدث مع أشخاص (مشاركين) في البرامج التجريبية، يشرحون لك أن الحصول على دخل ثابت مكنهم على نحو أفضل من البحث عن عمل يناسبهم في المدى البعيد. وهم اكتسبوا أيضاً قوة تفاوضية، أي قدرة على رفض الأعمال غير المناسبة. وبات للأهل الذين لديهم أولاد صغار مزيداً من الوقت لقضائه معهم، وصار بوسع الشباب قضاء وقت أطول في التحصيل العلمي".
وكان لبرنامج الـ"يو بي آي" في آلاسكا تأثيراً إيجابياً في الاقتصاد المحلي، إذ ازدهرت أنواع مصالح كالمقاهي والمتاجر، مما سمح لها توظيف عدد أكبر من الأشخاص.
واختبرت أودونوفان هذا الأثر التتابعي بصورة مصغرة (أي شخصية). إذ مكنها تقاضي دخل أساسي من "المساهمة في الاقتصاد الدوار" (أو الاقتصاد الدائري، أي الدورة الاقتصادية الأشمل)، وفق ما تقول. "صنعت فيلمي الأول هذا العام وكان بوسعي تكليف فنانين آخرين للعمل معي مقابل أجر، لذا أقوم بمعاودة استثمار المال (الذي أتقاضاه) في البيئة الفنية".
وفي الأوساط الاجتماعية المحرومة، كتلك الموجودة في ستوكتون وكاليفورنيا، إذ جرى منح مبلغ 500 دولاراً شهرياً لـ125 شخصاً، فإن هذه التجارب مكنت المشاركين بها من تأمين الاحتياجات الأساسية، كالطعام والثياب وتسديد فواتير الخدمات العامة.
وبينت دراسة غطت الفترة بين فبراير (شباط) 2019 وفبراير 2020، أن معدل التوظيف بدوام كامل ارتفع بأوساط مجموعة الأشخاص المشاركين بالبرنامج التجريبي في ستوكتون، كما أظهرت أن أحوالهم المالية والجسدية وصحتهم العاطفية، تحسنت. "في السابق كنت أدفع كثيراً من الفواتير ولم أكن أعرف كيف سأوفر طعامي"، قالت مشاركة في البرنامج تدعى لورا بلامير وهي جدة لتسعة أحفاد. "فالأمر مثل فرصة للتنفس" أضافت. إذ إن استبعاد عوامل القلق تلك لا يحسن نوعية الحياة فقط، بل أيضاً يتيح للناس تقييم خياراتهم بهدوء أكبر.
في أونتاريو، كندا، ألغي برنامج دخل أساسي تجريبي صمم لمساعدة 4 آلاف شخص من ذوي الدخل المحدود، وذلك بعد عام واحد من تطبيقه، بيد أن نتائجه على مدى العام أظهرت أن 74 في المئة المشاركين به بلغوا عن انخراط أكثر بالأنشطة الجسدية، كما أفاد 84 في المئة من المشاركين بتحسن صحتهم النفسية، وأشار 79 في المئة إلى تحسن أحوالهم العامة.
لكن في المقابل فإن فكرة الـ"يو بي آي" (الدخل الأساسي الشامل) تطرح أيضاً سؤالاً عن الأثر الذي قد تلقيه على من هم ميسورين أصلاً وقادرين على دفع فواتيرهم والعيش برفاهية. إذ كيف يمكن أن نتصرف لو جرى تلبية احتياجاتنا المالية الأساسية؟
"أشخاص كثر ممن حادثناهم يتكلمون عن الطريقة التي سيقضون وقتهم بها على نحو مختلف"، تقول غودمان. "كثر يقولون بأنهم يريدون تقليص ساعات عملهم لأن هناك أشياء أخرى يتمنون أن يكون لديهم وقت أكثر للقيام بها، سواء تمثل ذلك بمشاريع يحاولون البدء بها، أو بعائلة ينشئونها، أو بدورات تدريبية لتغيير مهنهم، أو التطوع لخدمة مجتمعهم. سيحب الناس إعطاء الأولوية لأمور غير مدفوعة لكنها تمثل جوهر الحياة".
في عام 2020، أعلن الملياردير الياباني يوساكو ماييزاوا في تغريدة أنه سيمنح مليار ين ياباني – قرابة 7 ملايين جنيه استرليني – وعلى نحو عشوائي لألف شخص من متابعيه على "تويتر". وقال بعدما وصف ما يقوم به بأنه "تجربة اجتماعية جدية"، إنه يريد تجربة فرضية (أو فكرة) الدخل الأساسي. وكان على كل واحد ممن تلقوا مبلغاً تعبئة استمارات متابعة تسأل عن تأثير المبلغ النقدي ذاك في حياتهم، وأظهرت النتائج الأولية أن معدل الاهتمام بإطلاق مشاريع جديدة زاد بنسبة 3.9 مرات. كما سجل في السياق تراجع معدل الطلاق من 1.5 في المئة إلى 0.6 في المئة.
وإن كان من المؤكد تقريباً أن ريادة الأعمال ستتعزز بفضل الـ"يو بي آي"، فمن المنطق أن نتوقع في المقابل أن يغدو تقييم الإيثارية (سعادة البشر) أكثر صعوبة. إذ إن استقصاء "المواطنية" في 2010/2011 أظهر أن الأفراد في "مجتمعات العمل" هم أكثر من تحدث عن عوائق تعترض ظاهرة التطوع (الاجتماعي، أي الخدمة من دون مقابل مالي)، ورأوا أن الـ "يو بي آي" يؤثر بمقدار لافت في العمل التطوعي. يذكر هنا أن بعض نماذج الـ "يو بي آي" يتضمن "عقد مساهمة" في المجال العام ينبغي أن يوقعه المرء قبل البدء بتلقي دفعات "الدخل الأساسي" (مما ينفي عن الأخير صفة "غير المشروط" المطلقة).
من الواضح أنه ولكل نظام "يو بي آي" كي يعمل، يبقى هناك حاجة إلى وجود نسبة كافية من السكان الذين يحققون مداخيل عالية المستوى تكفي لتمويل النظام من خلال ضرائبهم. وتأمل دونوفان أن يبقى "البرنامج الإيرلندي للدخل الأساسي المخصص للفنون" نامياً ككرة ثلج كي يغدو نظاماً عاماً. إذ يمكنها أن ترى فوائد محتملة هائلة تتحقق بفضل الفنون وحدها. وتقول في الإطار: "الناس على الدوام يسائلون قيمة الفن، لأن ما يمنحه للمجتمع لا يمكن حصره بنطاق الأرقام. بل أن قيمته تلك عظيمة، والـ [يو بي آي] سيسهم في ازدهاره".
كما ترى دونوفان أن الحصول على منحة الدخل الأساسي يشكل مسؤولية، مما دفعها في الآونة الأخيرة إلى أن تغدو منسقة لاتحاد "البراكسيس" Praxis [اتحاد الفنانين الإيرلنديين]. وعن هذا تشرح: "المنطق قال إنني أملك هذا الوقت، وهو مدفوع الأجر، فماذا يمكنني أن أفعل في المقابل كي أدعم الفنانين الآخرين؟ هذه التجارب تظهر أن بإمكاننا العيش تلقائياً بطريقة جماعية".
© The Independent