تحركت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء في نطاق ضيق مع عزوف المستثمرين عن رهانات المخاطرة قبل قرار مرتقب من مجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) في شأن أسعار الفائدة ومستقبل السياسة النقدية.
وارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي قليلاً بنسبة 0.1 في المئة، مع صعود أسهم قطاعي العقارات والتكنولوجيا شديدي التأثر بالفائدة وهبوط أسهم شركات الطاقة بسبب تراجع أسعار النفط.
وتوقع مستثمرون أن يبقي "الفيدرالي" أسعار الفائدة من دون تغيير في وقت لاحق من اليوم، إذ لم تغير بيانات التضخم الأميركية الصادرة أمس الثلاثاء كثيراً في رهانات خفض أسعار الفائدة العام المقبل.
وسينصب التركيز على تصريحات رئيس المركزي الأميركي جيروم باول وتوقعات أسعار الفائدة على المدى القصير لاستشراف مؤشرات على توقيت تيسير السياسة النقدية.
إلى ذلك قفز سهم "إنتاين" للرهانات والمقامرة 4.6 في المئة مع إعلان تنحي الرئيس التنفيذي للشركة بأثر فوري.
وزاد سهم "باسف" الألمانية العملاقة للكيماويات 3.2 في المئة بعد أن رفع "يو بي إس" التوصية لسهم الشركة إلى شراء من بيع، مما دفع قطاع الكيماويات إلى الارتفاع نحو واحد في المئة.
وخسر سهم "إل في إم إتش" واحداً في المئة بعدما خفض "جي بي مورغان" توصيته لشراء أسهم شركة السلع الفاخرة العملاق.
انكماش الاقتصاد البريطاني
في غضون ذلك انكمش الاقتصاد البريطاني خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في اختبار لمدى عزم بنك إنجلترا على التمسك بخطته المتشددة في مواجهة اقتراحات خفض أسعار الفائدة من أعلى مستوياتها في 15 عاماً.
وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الوطني اليوم تراجع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3 في المئة مقارنة بسبتمبر (أيلول) الماضي.
يشار إلى أن هذه المرة الأولى منذ يوليو (تموز) الماضي التي ينكمش فيها الناتج المحلي الإجمالي على أساس شهري.
وقال المكتب إنه خلال الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر 2023، ظل الناتج المحلي الإجمالي مستقراً، وهو أضعف من توقعات استطلاع "رويترز" بزيادة قدرها 0.1 في المئة.
ووفقاً للبيانات الرسمية، انكمش قطاع الخدمات المهيمن في بريطانيا بنسبة 0.2 في المئة في أكتوبر الماضي، بينما انكمش التصنيع والبناء بنسبة 1.1 و0.5 في المئة على التوالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستجاب المستثمرون لعلامات التباطؤ الأخرى في الاقتصاد البريطاني من خلال وضع رهاناتهم على الموعد المحتمل لخفض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة للمرة الأولى.
ومع ذلك، من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي سعر الفائدة عند 5.25 في المئة غداً الخميس، ويشير مرة أخرى إلى أنه ليس قريباً من خفضها.
وقال كبير الاقتصاديين البريطانيين في "كابيتال إيكونوميكس" بول ديلز إن قراءة الناتج المحلي الإجمالي لأكتوبر الماضي تشير إلى أن بريطانيا ربما تكون في حال ركود، مضيفاً "قد يدفع هذا بنك إنجلترا إلى الاقتراب قليلاً من خفض أسعار الفائدة، على رغم أنه عندما يترك أسعار الفائدة عند 5.25 في المئة، فمن المرجح أن يعارض البنك فكرة خفض أسعار الفائدة على المدى القريب".
فيما خفض "غولدمان ساكس" توقعات معدل النمو الاقتصادي البريطاني لعام 2023 إلى 0.5 في المئة، من تقديراته السابقة البالغة 0.6 في المئة بعد البيانات الرسمية.
الانكماش يدفع الاسترليني إلى التراجع
تراجع الجنيه الاسترليني بعد أن أظهرت البيانات انكماش الاقتصاد وبنسبة 0.2 في المئة إلى 1.2531 دولار، بعد تداوله حول 1.2549 دولار مباشرة قبل صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي.
وحتى الآن هذا العام، ارتفع الجنيه الاسترليني بنحو 3.8 في المئة مقابل الدولار، مسجلاً أفضل أداء سنوي له منذ عام 2019، مدفوعاً إلى حد كبير بتوقعات أن بنك إنجلترا قد يكون أبطأ بكثير في خفض أسعار الفائدة من نظرائه من البنوك المركزية الأخرى.
المؤشر الياباني يغلق على ارتفاع
في شرق القارة الآسيوية ارتفع مؤشر "نيكاي" الياباني للجلسة الثالثة على التوالي، مع اقتفاء أسهم "أدفانتست" وغيرها من الشركات المرتبطة بالرقائق أثر مكاسب في "وول ستريت" خلال الليل.
وصعد "نيكاي" 0.25 في المئة ليغلق عند 32926.35 نقطة، وارتفع مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.07 في المئة إلى 2354.92 نقطة.
وقال المدير العام في قسم الأبحاث بشركة "تاتشيبانا" للأوراق المالية شيغيتوشي كامادا "ارتفعت السوق اليابانية مدفوعة بزخم وول ستريت التي اتجه فيها مؤشر "داو جونز" إلى تسجيل مستوى ارتفاع قياسي".
وقفز سهم "أدفانتست" لتصنيع معدات صنع الرقائق 5.19 في المئة وسهم "رينيسانس إلكترونيكس" لصناعة الرقائق 3.75 في المئة، وصعد سهم "طوكيو إلكترون" لصناعة معدات اختبار الرقائق 4.71 في المئة.
الذهب يفقد بريقه مع ارتفاع الدولار
في أسواق المعادن النفيسة تراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة أسابيع مع ارتفاع الدولار قبيل قرار "المركزي الأميركي" في شأن أسعار الفائدة ومؤشرات للسياسة النقدية في وقت لاحق اليوم.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 1975.07 دولار للأوقية (الأونصة)، وهوت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.2 في المئة إلى 1990.10 دولار.
وارتفع الدولار 0.2 في المئة مقابل العملات المنافسة، مما يزيد من كلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى.
وستصدر لجنة السياسة النقدية المعنية بتحديد أسعار الفائدة في الاحتياط الاتحادي بياناً يحدد السياسة النقدية وقرار أسعار اليوم.
ويتوقع المتعاملون على نطاق واسع أن يبقي الاحتياط الاتحادي على أسعار الفائدة من دون تغيير في نطاق بين 5.25 و5.50 في المئة هذا الأسبوع، كما يرجحون بنسبة 75 في المئة تقريباً خفض أسعار الفائدة في مايو (أيار) المقبل، وفقاً لأداة "فيدووتش" التابعة لشركة "سي إم إي".
ويترقب المتعاملون في السوق اجتماعات السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا غداً.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى واصلت الفضة الخسائر للجلسة الثامنة وانخفضت 0.6 في المئة إلى 22.62 دولار للأوقية وتراجع البلاتين ثلاثة في المئة إلى 926.55 دولار ونزل البلاديوم 0.7 في المئة إلى 972.95 دولار.
