Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المعارك في السودان تبلغ أطراف ود مدني وترغم نازحين على الفرار

تداول سكان على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لأعمدة من الدخان الأسود والطيران الحربي يقصف دارفور وتصاعد الاشتباكات بالخرطوم

حرب الخرطوم بين الجيش وقوات "الدعم السريع" دخلت اليوم شهرها الثامن (أ ب)

ملخص

حرب الخرطوم نحو شهرها التاسع ومزيد من التوسع برقعة المعارك

بلغت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الجمعة أطراف مدينة ود مدني التي شكّلت ملاذا آمنا لآلاف النازحين جراء نزاع دخل شهره التاسع، مرغمة عائلات على الفرار مجددا، بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفاد بأنّ "القتال يصل إلى ود مدني من الناحية الشمالية الشرقية".
وكان المراسل أشار في وقت سابق اليوم، الى سماع دوي انفجارات من الأطراف الشمالية الشرقية للمدينة، ومشاهدة تحليق طائرات مقاتلة في أجوائها وسحباً من الدخان الأسود.
ومنع الجيش المدنيين من دخول المدينة الواقعة على مسافة 180 كلم جنوب الخرطوم، وبقيت الى حد كبير في منأى عن القتال الذي اندلع في 15 أبريل (نيسان) بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
ومدينة ود مدني هي مركز ولاية الجزيرة التي نزح إليها نصف مليون شخص وفق أرقام الأمم المتحدة.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان، "اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع صباح الجمعة في ضواحي ود مدني".
وأشار المكتب الى أن زهاء 500 ألف شخص نزحوا الى ولاية الجزيرة منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل، وأن نحو 86400 منهم يقيمون في ود مدني.
وأوضح أن إجمالي عدد سكان المدينة يبلغ حاليا 700 ألف شخص، منهم 270 ألفا "يحتاجون الى مساعدة إنسانية".
وبعدما بقيت الولاية في البداية بمنأى عن الحرب، بدأت قوات الدعم السريع منذ الأشهر القليلة الماضية تنتشر فيها وأقامت نقاط تفتيش على طول الطريق بين الخرطوم وود مدني.
وأودت الحرب بين الجيش وقوات الدعم بأكثر من 12190 شخصا، وفق تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد).
وتسبب بنزوح أكثر من 5,4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1,5 مليون شخص فروا إلى دول مجاورة.
وفي تذكير قاتم بالأيام الأولى للحرب في الخرطوم، أغلقت المحلات والمؤسسات التجارية الجمعة فيما هرع الناس إلى الشوارع "مع أي ما يمكن حمله" بحسب مراسل فرانس برس، محاولين بصعوبة العثور على وسيلة نقل للتوجه جنوبا.
وتداول نازحون من الخرطوم على وسائل التواصل الاجتماعي، صوراً لأعمدة من الدخان الأسود، معربين عن مخاوفهم من الاضطرار للفرار من القتال مرّة أخرى.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان على منصة إكس إنها "تود... أن تطمئن المواطنين الأعزاء" في ولاية الجزيرة وود مدني "أن هدف قواتنا هو دك معاقل" الجيش.
ويُتهم الطرفان بقصف مناطق سكنية بشكل عشوائي واستخدام المدنيين ونهبهم ومضايقتهم.

وتكمل حرب الخرطوم بين الجيش وقوات "الدعم السريع" اليوم شهرها الثامن بتوسع رقعة العمليات الحربية في وسط البلاد، وتواصل المعارك ودوي القصف الجوي والمدفعي والانفجارات داخل العاصمة السودانية الخرطوم، ولا سيما في محيط القيادة العامة وسلاح المدرعات ومناطق جنوب الحزام القريبة من معسكرات "الدعم السريع" في نواحي المدينة الرياضية وأرض المعسكرات بسوبا شرق الخرطوم.

قصف وانفجارات

وامتدت عمليات القصف إلى أحياء المنشية وأطراف الرياض وأحياء بري شرق مطار الخرطوم الدولي، وتصاعدت سحب وأعمدة الدخان من محيط السوق العربية بالخرطوم عقب هجمات نفذتها طائرات مسيرة تتبع للجيش.

كما سمع مواطنون في شمال أم درمان أصواتاً لإطلاق نار كثيف قرب جسر الحلفايا شمال مدينة الخرطوم بحري، وأشاروا إلى شن قوات "الدعم السريع" هجمات مدفعية على قاعدة كرري العسكرية أصابت عدداً من أحياء الثورات ومحلية كرري.

مواجهات برية

وأفاد شهود بوقوع اشتباكات ومواجهات برية عنيفة في أحياء الكدرو والسامراب شمال الخرطوم بحري، وأحياء البوستة والعباسية والموردة وسط مدينة أم درمان القديمة، وفي محلية أم بدة في الجنوب الغربي.

وشكا مواطنون من جنوب أم درمان في مناطق الفتيحاب القديمة ومربعات أبو سعد المتاخمة لسلاح المهندسين من استمرار القصف العشوائي المتكرر وحال الحصار التي فاقمت معاناتهم، فضلاً عن انتشار ظاهرة نهب المنازل والسيارات.

هجوم بالوسط

ووسط البلاد، هاجمت قوات "الدعم السريع" مدينة أبوقوتة غرب ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة المجاورة للخرطوم من الجهة الجنوبية، واستولت على قسم الشرطة والمستشفى. وأفاد شهود بأن رتلاً يضم نحو 20 عربة قتالية مسلحة تتبع لقوات "الدعم السريع" اجتاحت المدينة وتوجهت إلى السوق ونهبت البنك الزراعي واعتدت على قسم الشرطة ومحتوياته.

تدخل وتعزيزات

وأوضحت مصادر ميدانية أن سلاح الطيران تدخل بشكل فوري بقصف ومطاردة القوة المهاجمة، وكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وذكر مواطنون أن القوة تراجعت باتجاه منطقة أم دليبة غرب المدينة.

وأعلن والي الجزيرة المكلف الطاهر إبراهيم الخير أن حكومته دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة أبوقوتة لمنع تكرار مثل هذه الهجمات من قبل "الدعم السريع". وأكد الوالي سيطرة القوات المسلحة على الأوضاع. وقال إن الاعتداء الذي تعرضت له المنطقة كان هدفه النهب والترويع بعد تضييق الخناق على "الدعم السريع" في الخرطوم.

إدانة التوسع

من جانبها، دانت هيئة "محامو الطوارئ" توجه "الدعم السريع" لتوسيع رقعة العمليات العسكرية لتشمل مناطق آمنة لجأ لها آلاف المدنيين طلباً للحماية، وأوضح بيان للهيئة أن هذه القوات اجتاحت بشكل كامل وحدة إدارية أبوقوتة التي لا توجد فيها أي مظاهر عسكرية أو تشكيلات تابعة للجيش.

هجمات سابقة

وسبق أن شنت قوات "الدعم السريع" هجمات شمال ولاية الجزيرة وقطعت الطريق القومي الرابط مع العاصمة الخرطوم، وبهجومها الأخير على أبوقوتة تكون قد لامست أطراف المدن الكبيرة في مناطق المسعودية والمسيد والنوبة شمال وغرب الولاية، وأخيراً مدينة أبوقوتة على الجهة الغربية التي باتت منطقة عمليات عسكرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما حاولت، منتصف هذا الأسبوع، مهاجمة مدينة القطينة بالنيل الأبيض قبل أن تتصدى لها القوات الجوية، وقبلها بأسبوع هاجمت منطقة أم شديدة بولاية نهر النيل شمال الخرطوم ومنطقة ود بشارة في سهل البطانة شرقاً داخل حدود ولاية القضارف.

أوضاع الخرطوم

في الأثناء، يعاني العالقون وسط القتال في العاصمة الخرطوم ندرة المواد الغذائية في موازاة ارتفاع جنوني بأسعار السلع الأساسية وانعدم غاز الطهي، مما دفع المواطنين إلى الاستعاضة باستخدام الفحم والحطب.

وذكر فارون من وسط أم درمان أن مبادرات عدة للإطعام توقفت عن تقديم الوجبات للأهالي، بسبب انقطاع الدعم وعدم وصول الإغاثات والمساعدات الإنسانية.

من ناحيتها، وجهت اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة بولاية الخرطوم مختلف أجهزتها لرفع كفاءة الأداء في ظل طوارئ الحرب ومتابعة التنفيذ عبر خلية تعمل على مدى الساعة. وشدد الاجتماع برئاسة والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة على ضرورة تحسين وضع الخدمات في المناطق الآمنة والعمل على استقرارها واستدامتها وتكثيف العمل لإكمال صيانة الخط الناقل الرئيس للكهرباء بمحلية كرري.

ترتيبات صحية

ودعا المجتمعون إلى ضرورة إخضاع حصر الوافدين لمحلية كرري من المحليات الأخرى لكشف موحد يكون معتمداً في عمليات توزيع الإعانات والخدمات، وتناولوا الأوضاع الصحية ولا سيما في مواجهة الكوليرا، وضرورة دعم مراكز غسل الكلى بالولاية.

وفي سياق متصل، بحث وزير الصحة الاتحادي المكلف هيثم إبراهيم مع منظمتي "أطباء بلا حدود" الهولندية والإسبانية ترتيبات زيادة الأنشطة الخاصة بتشغيل المؤسسات الطبية العام المقبل ودعم النظام الصحي والطوارئ ومكافحة الأوبئة بالسودان.

قصف في دارفور

ميدانياً أيضاً، استهدف طيران الجيش مواقع "الدعم السريع" بمدينة نيالا جنوب دارفور، والأحياء الشمالية والجنوبية، ومحيط المطار ولا سيما مقر هذه القوات ونقاط ارتكازها بقيادة الفرقة 16 مشاة.

واتهم بيان لقوات "الدعم السريع" طيران الجيش بارتكاب مجزرة وحشية بقصفه مدينة نيالا وقتل وإصابة عشرات المواطنين وهدم منازلهم، معتبراً أن الطيران تعمد استهداف السكان بعد توقف العمليات العسكرية في المدينة.

في شمال كردفان، أوضحت مصادر محلية أن قوة من "الدعم السريع" هاجمت سوق مدينة بارا واشتبكت مع أصحاب المحال التجارية مما أدى إلى إصابة ثمانية مواطنين بالرصاص.

اقتصادياً، شدد الأكاديمي والمحلل الاقتصادي محمد الناير على ضرورة أن تكون موازنة الطوارئ للدولة، العام المقبل، مرنة وغير متضخمة وتراعي الزيادة الكبيرة في الإنفاق العسكري، وطالب الناير الحكومة بضرورة التدخل المرحلي لتوفير المحروقات وعدم تركها للقطاع الخاص كما يحدث الآن، إذ وصلت أسعارها مدى يفوق السعر العالمي ويعتبر الأعلى على مستوى العالم. وشكك المحلل الاقتصادي بصدقية التقارير الأممية في شأن خطورة الوضع الغذائي بالبلاد، مشيراً إلى أنه قد تكون هناك صعوبة في الحصول على الغذاء نتيجة ارتفاع الأسعار، لكن ليس، بأي حال، نتيجة ندرة توافرها لدرجة التسبب بالمجاعة.

اللقاء المرتقب

سياسياً، أكدت قوات "الدعم السريع"، في بيان، استعداد قائدها الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" لقاء قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وفق ما ورد في البيان الختامي لقمة "إيغاد" الطارئة، وجدد البيان التزام القوات الثابت بمخرجات القمة الطارئة الأخيرة في العاصمة جيبوتي، بما تضمنته حول مشاركة قائدها في اجتماع مقرر مع البرهان.

وسط هذه الأجواء، نفى المتحدث الرسمي لقوات "الدعم السريع" ما راج من معلومات خاطئة جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، تقول إن الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو، القائد الثاني للقوات، وليس القائد العام محمد حمدان دقلو، هو من سيلتقي قائد الجيش البرهان، واتهم البيان أنصار النظام السابق بالترويج لما وصفه بالإشاعات الكاذبة في محاولة لصرف الانتباه عن بيان وزارة الخارجية السودانية الذي سعى إلى التراجع عن التزامات الجيش في القمة.

اتصالات إقليمية

إقليمياً، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي تطورات الأوضاع في السودان وجهود مصر لحل الأزمة في إطار مساعي دول جوار السودان. وقوم الجانبان، في اتصال هاتفي، مخرجات قمة "إيغاد" والجهود الإقليمية الجارية لحل الأزمة، فضلاً عن جهود الاتحاد الأفريقي لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السودانية.

جرائم ضد الإنسانية

في الأثناء، أعلنت الولايات المتحدة عزم سفيرتها المتجولة للعدالة الجنائية في العالم بيث فان شاك عقد مؤتمر صحافي حول جرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في السودان. وقالت شاك إن المؤتمر سيطرح الموقف الأميركي الأخير الذي أعلن عنه وزير الخارجية أنطوني بلينكن في شأن ارتكاب قوات "الدعم السريع" والجيش السوداني جرائم ضد الإنسانية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد رحب بما وصفه بالتطورات المشجعة في قمة "إيغاد" مجدداً التزام المنظمة الدولية دعم جهود وساطة الشركاء الأفارقة لإنهاء الحرب في هذا البلد.

المزيد من متابعات