Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعقيدات حزبية لاختيار رئيس البرلمان العراقي

مجلس النواب يفقد نصابه في جلسة التصويت والكتل السياسية تعرقل عملية التوافق

عدم اكتمال نصاب جلسة مجلس النواب العراقي لاختيار رئيس جديد (رويترز)

ملخص

مجلس النواب العراقي يدخل مرحلة التعقيد لاختيار رئيسه والنصاب مفقود حتى إشعار آخر... إليكم التفاصيل

دخل اختيار رئيس جديد لمجلس النواب العراقي بديلاً لمحمد الحلبوسي مرحلة التعقيد والجمود بعد تأجيل جلسة البرلمان المخصصة لهذا الأمر إلى إشعار آخر بسبب غياب التوافق السياسي على أي شخصية سياسية.

وعلى رغم محاولات الإطار التنسيقي الممثل لأغلب القوى الشيعية في العراق وحشده الكتل السياسية لاختيار بديل للحلبوسي في جلسة أول من أمس الأربعاء، فإن التوافق السياسي غاب عن المشهد وكان في مقدمه عدم وجود رغبة من قبل كتلة "تقدم" التي يتزعمها رئيس البرلمان المقال، وكذلك كتلة "السيادة" برئاسة خميس الخنجر على اختيار بديل في الحال.

خارج "تقدم"

واستبعد النائب المستقل سلمان الطائي أن يتم اختيار رئيس البرلمان القادم من كتلة "تقدم" التي يتزعمها محمد الحلبوسي.

وقال الطائي في تصريحات صحافية إن "قوى الإطار التنسيقي لن تسمح أن يكون رئيس البرلمان المقبل من كابينة الحلبوسي، لأن لديه مواقف واضحة من هذا الأمر"، مستغرباً من دعوة الإطار إلى عقد جلسة من دون ضمان الحصول على النصاب القانوني لعقدها.

الحلبوسي والخنجر

وأضاف الطائي أن "ما حصل في جلسة الأربعاء من قبل الإطار وعدم نجاحه في الحصول على النصاب الكافي لعقد الجلسة يمثل عدم حرفية سياسية لإدارة المشهد السياسي العراقي"، مشيراً إلى أن الطرف الآخر المكون من الحلبوسي والخنجر أكثر دهاءً وحيلة في التخطيط من الإطار التنسيقي.

واعتبر الطائي أن ما حصل من تأجيل لجلسة البرلمان هو انتصار لمحور الخنجر والحلبوسي على قوى الإطار، لكون من غير المعقول أن كتلة تضم 181 نائباً تعجز عن عقد جلسة لاختيار الرئيس، مشيراً إلى أن الإطار سيتعرض لانتكاسة ولن يكون بيده قضية اختيار رئيس البرلمان إذا لم تعالج لحين موعد استئناف البرلمان أعماله.

أخبار سارة

بدوره اعتبر القيادي في حزب تقدم الوطني محمد العلوي أن "ما يحدث في الساحة السياسية يمثل أخباراً سارة للحزب"، عازياً الحملة التي تشن على رئيس "تقدم" بسبب تقدمه واكتساحه الساحة في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات المحلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال العلوي إن حزب "تقدم" ومحمد الحلبوسي هما صمام أمان للعملية السياسية في العراق، وهناك تقدم وشعبية كبيرة للحزب ومن الممكن أن يحصل على المركز الأول في بغداد، مشيراً إلى أن "تقدم" يمثل الغالبية السنية ولدينا حلفاء داخل الإطار التنسيقي وخارجه وهم معنا.

فيما يرى متخصص العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية عصام الفيلي أن القوى السياسية أرادت أن تدخل باتفاقات على مناصب المحافظين قبل اختيار رئيس البرلمان، لأن "الأمر مقلق داخل البيت الشيعي بعد انسحاب التيار الصدري"، لافتاً إلى أن انسحابه خلق لهم مصدر قلق بعد فقدان أهم مرتكز شيعي للتفاوض معه لتحديد مصير عدد من المحافظات لا سيما بغداد.

فشل استبعاد 

وأوضح الفيلي أن البوصلة متجهة الآن للمكون السني لكون عملية تحشيد القوى السياسية السنية للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات أقلقت الإطار التنسيقي، مبيناً أن الحلبوسي كان جزءاً لا يتجزأ من ائتلاف إدارة الدولة ومن ثم كل محاولة لإقصاء كتله نهائياً تعني فشل إدارة الدولة بخاصة بعد إعلان المفوضية أنه ليس هناك إمكانية لحل حزب "تقدم".

وأضاف الفيلي أن الجميع بات ينظر بخوف من عودة التيار الصدري بالانتخابات البرلمانية المقبلة بقوة وبشكل فعال، مرجحاً أن يدخل التيار في ائتلاف مع قوى التحالف المدني ونواب تشرين والحزب الديمقراطي الكردستاني وبقية القوى السنية لكون الإطار التنسيقي لم يوفق بحل المشكلات مع القوى السنية.

وفي شأن اختيار بديل الحلبوسي بين الفيلي أن هناك عدداً من المرشحين القريبين من الإطار إلا أن الحسابات السياسية تشير إلى أن هؤلاء يمثلون الجانب الأبعد الذي لم يتوافق عليه من قبل الكتل السياسية، معتبراً أن الدعوة إلى عقد جلسة البرلمان هي بالون سياسي لجس النبض، كون الجميع يعلم أنها لن تعقد لوجود عطلة تشريعية للبرلمان حالياً.

خلافات متعددة

فيما رجح رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري أن تكون الخلافات داخل المكون السني وعدم اتفاق الإطار التنسيقي في ما بينه وراء عملية تأجيل جلسة البرلمان.

وقال الشمري وهو متخصص السياسات العامة في جامعة بغداد إن أسباب تأجيل جلسة البرلمان هو التقاطع ما بين الأحزاب المعنية عرفاً باختيار الرئيس ما بين "تقدم" و"السيادة" و"العزم" و"الحزم" و"تحالف الأنبار"، مما أضعف موقفهم في الاتفاق على المرشحين، مشيراً إلى أن السبب الثاني هو وجود انقسام بين الإطار التنسيقي لكون وجود أكثر من رأي لاختيار رئيس جديد للبرلمان وهذا أثر في موضوع تحفيز القوى الأخرى.

وتوقع الشمري وجود تأثيرات إقليمية أسهمت في التأجيل وعدم الاختيار من أجل تصفية الخلافات بين الأحزاب المعنية لاختيار رئيس البرلمان، مبيناً أن الاختيار هو جزء من إثبات القوة التي يحاول الحلبوسي فرضها كون أن هناك تحدياً لقوى متعددة بأن يتم الانتخاب لإثبات قوته مقابل القوى الأخرى.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي