ملخص
حادثتا إطلاق نار في مايو أدتا إلى احتجاجات هزت قبضة فوتشيتش وحزبه التقدمي الصربي الشعبوي المستمرة منذ 10 سنوات على السلطة في البلاد.
يصوت الصرب اليوم الأحد لانتخاب برلمانهم، بعد أقل من 18 شهراً من الانتخابات التشريعية الأخيرة، في سياق تصخم قياسي وتظاهرات حاشدة ضد العنف تحولت إلى حركة معارضة.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة (6.00 بتوقيت غرينتش)، وستغلق عند الساعة 20.00 (19.00 بتوقيت غرينتش). ومن المتوقع صدور النتائج الأولية في المساء، بينما توقعت آخر استطلاعات الرأي فوز "الحزب التقدمي الصربي" الذي يتزعمه الرئيس ألكسندر فوتشيتش بالغالبية، بحصوله على نسبة 40 في المئة إلى 45 في المئة من الأصوات.
الغالبية أو الفوضى
وفي الأيام الأخيرة، ظهر فوتشيتش بصورة شبه يومية على شاشة التلفزيون للدعوة إلى التصويت لصالح حزبه، ملوحاً بفوضى في البلاد إذا لم يتم تجديد الغالبية.
وقال خلال أحد التجمعات الانتخابية الأخيرة "الأمر لا يتعلق بي وبالرغبة في البقاء في السلطة. إنه يتعلق بهم، هؤلاء الذين يدمرون كل شيء. سيستغرق الأمر 20 عاماً لإصلاح كل شيء".
ويواجه فوتشيتش ائتلافاً جديداً انبثق من التظاهرات الضخمة ضد العنف التي شهدتها البلاد في مايو (أيار)، بعد مقتل 15 شخصاً في حادثتي إطلاق نار جرت إحداهما في مدرسة ابتدائية.
وفيما اتحدت أحزاب الائتلاف تحت شعار "صربيا ضد العنف" نظمت حملة تدعو إلى "حياة من دون خوف من الأقوياء"، داعية إلى مجتمع مسالم وتحسين الوضع الاقتصادي.
يأتي ذلك فيما ضرب تضخم البلاد التي تعد واحدة من أفقر الدول في القارة الأوروبية، مؤثراً بشكل خاص في الغذاء.
وتخطت نسبة التضخم 15 في المئة في الربيع، قبل أن تنخفض إلى ثمانية في المئة في نوفمبر (تشرين الثاني).
كذلك، ركز الرئيس الصربي حملته الانتخابية على مكافحة ارتفاع الأسعار، كما تعهد زيادة متوسط الرواتب خلال السنوات المقبلة ليصل إلى 1400 يورو (1527 دولاراً)، إضافة إلى زيادة معاشات التقاعد إلى 650 يورو (709 دولارات).
وفي سبتمبر (أيلول) بلغ متوسط الرواتب في البلاد 560 يورو (611 دولاراً).
متطرفون إلى الواجهة
وتميزت الحملة بهيمنة المعسكر الرئاسي على المشهد الإعلامي. ووفق عدد من الدراسات احتل الرئيس وحده 40 في المئة من وقت البث المخصص للأخبار.
كذلك أفضت الحملة إلى تكريس عودة شخصيات قومية متطرفة إلى الواجهة السياسية، من بينها فويسلاف سيسلي.
وكان الأخير المرشد السياسي لألكسندر فوتشيتش عندما كان لا يزال عضواً في الحزب الراديكالي الصربي (يمين متطرف)، وقد دانه القضاء الدولي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
ويعد سيسلي اليوم حليفاً لـ"الحزب التقدمي الصربي" في الانتخابات البلدية في بلغراد، في وقت تجري هذه الانتخابات في مدن عدة تزامناً مع الانتخابات التشريعية.
من جهته قدم وزير الخارجية إيفيكا داتشيتش خلال حملته، ماركو حفيد سلوبودان ميلوشيفيتش، وهو عضو في حزبه "الحزب الاشتراكي الصربي" (الذي كان أيضاً حزب ميلوشيفيتش).
في المقابل، أشارت المعارضة إلى أخطار حدوث مخالفات أو تزوير، في حين اتهم تحقيق نشر قبل أيام من الانتخابات الحزب الحاكم بشراء أصوات من خلال عرض ثلاثة أضعاف الراتب على موظفي أحد مراكز الاتصالات إذا قدموا ما يثبت تصويتهم لصالحه.
بلاد المبتسمين
مع ذلك، تمكنت أحزاب المعارضة التي تستهدفها هجمات يومية من الغالبية أو من وسائل الإعلام المؤيدة لها، من الاعتماد على دعم حركة أطلقها عديد من الشخصيات الفكرية والشعبية تحت اسم "بروغلاس". وقد جاب المبادرون إلى إطلاق هذه الحركة البلاد للدعوة إلى التصويت "من أجل التغيير".
وقال القاضي ميودراغ ماجيتش أحد مؤسسي حركة "بروغلاس" مساء الخميس، أمام آلاف في العاصمة، إن "كل صربيا لديها الحلم نفسه وقد جئت لأنقله إليكم، هذا الحلم هو إعادة هيكلة الدولة والمؤسسات، هذا الحلم هو أن نصبح مرة أخرى بلد الأشخاص المبتسمين، وأن نصبح مرة أخرى دولة يقودها الأفضل بيننا وليس الأسوأ".
ويدلي الناخبون في صربيا بأصواتهم اليوم الأحد في انتخابات مبكرة يرى المراقبون أنها محاولة من الرئيس ألكسندر فوتشيتش وحزبه التقدمي الصربي الشعبوي للفوز بولاية أخرى مدتها أربع سنوات، بعد حادثتي إطلاق نار داميتين في وقت سابق من هذا العام مما نال من شعبيتهما.
ويتنافس 18 حزباً وتحالفاً على 250 مقعداً في البرلمان ويسعون جاهدين إلى كسب أصوات الناخبين البالغ عددهم 6.5 مليون نسمة. والحد الأدنى لدخول البرلمان هو ثلاثة في المئة من الأصوات. ومن المقرر أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة صباحاً (06:00 بتوقيت غرينتش) وتغلق عند الساعة الثامنة مساء (19:00 بتوقيت غرينتش).
تكميم الحريات
وكان 18 شخصاً بينهم تسعة طلاب قد لقوا حتفهم في حادثتي إطلاق نار في مايو (أيار) الماضي مما أدى إلى احتجاجات في الشوارع هزت قبضة فوتشيتش وقبضة الحزب التقدمي الصربي الشعبوي المستمرة منذ 10 سنوات على السلطة في البلاد. وزادت حدة المعارضة بسبب ارتفاع التضخم الذي بلغ ثمانية في المئة في نوفمبر (تشرين الثاني).
وتتهم أحزاب المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان فوتشيتش وحزبه برشوة الناخبين وتكميم الحريات الإعلامية والعنف ضد المعارضين والفساد والعلاقات مع الجريمة المنظمة. وينفي فوتشيتش وحلفاؤه هذه الاتهامات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتزامن الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها اليوم وهي الخامسة منذ عام 2012، مع انتخابات محلية في معظم البلديات والعاصمة بلغراد وإقليم فويفودينا الشمالي.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه موقع "نوفا سربسكا بوليتيكا ميساو" قبل الانتخابات تقدم الحزب التقدمي الصربي الشعبوي بنسبة 39.8 في المئة من الأصوات، يليه تحالف صربيا ضد العنف المنتمي ليسار الوسط بنسبة 25.6 في المئة ثم الحزب الاشتراكي بنسبة 8.9 في المئة. ويتزعم الحزب الاشتراكي وزير الخارجية المنتهية ولايته إيفيتسا داتشيتش، الشريك منذ فترة طويلة في ائتلاف الحزب التقدمي الصربي الشعبوي.
ويتعين على صربيا، المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أن تقوم أولاً بتطبيع العلاقات مع كوسوفو، إقليمها السابق الذي تسكنه غالبية ألبانية والذي أعلن استقلاله عام 2008 بعد انتفاضة في أواخر التسعينيات. وتوقفت المحادثات التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي بين بلغراد وبريشتينا، وما زال التوتر قائماً بدرجة كبيرة.
ومن المتوقع أن تعلن مراكز الاقتراع النتائج غير الرسمية الأولى، استناداً إلى فرز الأصوات في عينة من مراكز الاقتراع على مستوى البلاد، بعد الساعة التاسعة مساء (20:00 بتوقيت غرينتش). ويحظر القانون إجراء استطلاعات رأي للناخبين عقب الخروج من مراكز الاقتراع. ومن المتوقع أن تعلن لجنة الانتخابات النتائج الكاملة في الأيام التالية.