ملخص
إصابات بين قوات حرس الحدود الأردني في اشتباكات على الحدود مع سوريا
قالت مصادر مخابرات إقليمية، إن الأردن شن عدة غارات جوية، الإثنين، داخل سوريا على طول حدوده مع جارته الشمالية ضد مخابئ لمهربي المخدرات المدعومين من إيران رداً على عملية تهريب كبيرة.
وقال الجيش الأردني، إنه أحبط، الإثنين، مخططاً لعشرات المتسللين من سوريا المرتبطين بميليشيات موالية لإيران بعدما عبروا حدود الأردن بقاذفات صواريخ وألغام مضادة للأفراد ومتفجرات.
وأكد مصدران استخباريان ومصدر دبلوماسي غربي يتابع الوضع في جنوب سوريا أن الطائرات الحربية الأردنية ضربت أهدافاً مرتبطة بتجارة المخدرات في غارات نادرة داخل سوريا منذ بدء الصراع المستمر منذ أكثر من عقد من الزمن.
وأضافوا أن الطائرات قصفت منزلاً يشتبه أنه لتاجر مخدرات كبير في بلدة صلخد بمحافظة السويداء بينما أصابت ضربات أخرى مخابئ في محافظة درعا.
وتقع المحافظتان في جنوب سوريا على طول الحدود الأردنية السورية.
وقال ريان معروف، رئيس تحرير موقع "السويداء 24" الإخباري المحلي، إنه ليس من الواضح ما إذا كانت هناك خسائر بشرية جراء الغارات التي استهدفت مخابئ كبار تجار المخدرات وعديداً من المزارع.
وأصبحت سوريا التي مزقتها الحرب المركز الرئيس في المنطقة لتجارة المخدرات، والتي يقدر حجمها بمليارات الدولارات. وأصبح الأردن طريق عبور رئيس إلى دول الخليج الغنية بالنفط لمخدر الأمفيتامين المصنع في سوريا والمعروف باسم حبوب الكبتاجون، بحسب ما تقول واشنطن ومسؤولون غربيون في مجال مكافحة المخدرات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتنفي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تورطها في صناعة المخدرات وتهريبها. وتقول إيران إن الاتهامات بأنها تقف وراء تجارة المخدرات جزء من مؤامرات غربية ضدها.
أفادت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بأنه تجري منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، اشتباكات مسلحة مع مهربي مخدرات على الحدود مع سوريا، مما أسفر عن إصابات بين قوات حرس الحدود.
وذكرت أنه يجري الآن طرد المجموعات المسلحة إلى الداخل السوري، وأُحبط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة الأوتوماتيكية والصاروخية خلال الاشتباكات.
وتزايدت حدة الاشتباكات على الحدود السورية هذا الشهر، حيث أعلن الجيش الأردني في بيان، الخميس الماضي، أن اشتباكاً مسلحاً، هو الثاني من نوعه خلال يومين، أدى إلى مقتل مهرب وإصابة آخرين وضبط كمية كبيرة من المخدرات لدى محاولة إدخالها من سوريا إلى الأردن.
ونقل البيان عن مصدر عسكري أردني مسؤول قوله، إن "مجموعات مسلحة" على الحدود السورية - الأردنية حاولت استغلال "تشكل الضباب وطبيعة الأرض الوعرة في هذه المناطق للقيام بعمليات التهريب واجتياز الحدود".
وأضاف أنه "تم تطبيق قواعد الاشتباك بالرماية المباشرة عليهم، مما أدى إلى قتل أحد المهربين وإصابة عدد منهم ولاذ آخرون بالفرار إلى داخل العمق السوري".
وأشار المصدر إلى ضبط "446 ألف قرص كبتاغون و1439 كف حشيش وسلاح ناري نوع كلاشنيكوف وكميات من الذخائر".
وقُتِل أحد أفراد حرس الحدود الأردنيين وأصيب آخر، الثلاثاء الماضي، في اشتباك مسلح مع عشرات المهربين لدى محاولتهم إدخال مخدرات من سوريا إلى الأردن، مما أسفر أيضاً عن مقتل عدد منهم.
وبحث وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الأربعاء الماضي، في جنيف الأوضاع في سوريا، محذراً من "استمرار محاولات تهريب المخدرات والسلاح من سوريا إلى الأردن".
وقال الصفدي، إن عمان "ستتخذ كل الخطوات اللازمة لمنع استمرار هذا التهديد لأمن الأردن الوطني، بما في ذلك ضرب وملاحقة المجرمين الذين يعتدون على أمن البلاد أينما وجدوا".
وكان الأردن أعلن في وقت سابق أن قوات حرس الحدود أحبطت محاولة تهريب مخدرات وقتلت ثلاثة مهربين حاولوا التسلل إلى المملكة من سوريا.
ويكافح الجيش الأردني عمليات تسلل وتهريب أسلحة ومخدرات، لا سيما حبوب الكبتاغون، برّاً من سوريا التي تشهد منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
ويقول مسؤولون أردنيون، إن عمليات التهريب هذه باتت "منظمة" وتستخدم فيها أحياناً طائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة، مما دفع عمان إلى استخدام سلاح الجو أكثر من مرة لضرب هؤلاء وإسقاط طائراتهم المسيّرة.
وشدد الأردن الذي يستضيف نحو 1.6 مليون لاجئ سوري، الإجراءات عند حدوده مع سوريا التي تمتد على حوالى 375 كيلومتراً، وأوقف وسجن عشرات تجار المخدرات والسلاح لمحاولتهم التسلل .
ويؤكد الأردن أن 85 في المئة من المخدرات التي تضبط معدة للتهريب إلى الخارج، خصوصاً إلى السعودية ودول الخليج.
وصناعة الكبتاغون ليست جديدة في المنطقة، وتُعد سوريا المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011، إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً.