ملخص
بدء التصويت في الانتخابات العامة في جمهورية الكونغو الديمقراطية
بدأ الكونغوليون اليوم الأربعاء التصويت في انتخابات عامة تنطوي على رهانات كبرى يتواجه فيها الرئيس المنتهية ولايته فيليكس تشيسيكيدي، مع معارضة متشرذمة وسط مناخ سياسي وأمني شديد التوتر.
وفي مكتب اقتراع في كيسانغاني في شرق البلد الذي يسبق غربه بساعة واحدة، أدلى أول ناخب بصوته في الساعة 6،09 (4،09 بتوقيت غرينيتش).
ومن المقرر أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها من السادسة صباحاً حتى الخامسة مساء.
لا يحترمون النظام
لكن هذا التوقيت يبقى نظرياً ولا يستبعد الناخبون أن تتأخر المراكز في فتح أبوابها، علماً بأن التأخير ليست مستغرباً في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد يتفاقم بفعل صعوبات نقل التجهيزات الانتخابية إلى المناطق النائية.
وقال موهيغو روتيغو، وهو رجل في الـ45 من العمر كان واقفاً أمام مكتب تصويت في وسط غوما، العاصمة الإقليمية لشمال كيفوه، "وصلت عند الرابعة وباتت الآن السادسة وهم لم يبدأوا بعد، فهم لا يحترمون النظام".
وأعلنت اللجنة الانتخابية أن المكاتب تبقى مفتوحة بعد الساعة الخامسة إلى حين انتهاء الناخبين الواقفين في صفوف للإدلاء بأصواتهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأت عمليات التصويت في العاصمة كينشاسا، وكذلك في غوما وبومافو وبيني ولوبومباشي وتشيكابا، وأعلن الأربعاء يوم عطلة مدفوع الأجر، وكما الحال خلال الانتخابات السابقة، أغلقت الحدود وعلقت الرحلات الداخلية لمدة 24 ساعة، اعتباراً من منتصف الليل.
ودعي نحو 44 مليون ناخب مسجل، من أصل نحو 100 مليون نسمة، إلى انتخاب رئيس البلد والنواب الوطنيين والإقليميين، وأيضاً للمرة الأولى المجالس المحلية، وفي سابقة أخرى سيتسنى للكونغوليين في الشتات التصويت في خمسة بلدان.
ويتنافس أكثر من 100 ألف مرشح في الاستحقاقات الأربعة، ومساء الثلاثاء تعهد رئيس اللجنة الانتخابية دوني كاديما بضمان "شفافية المسار" مع تتبع لعملية جمع الأصوات، لكنه لم يوضح متى ستصدر النتائج الأولى من مركز عمليات أقيم خصيصاً لهذا الغرض في كينشاسا.
ونشرت في مراكز الاقتراع بعثات عدة لمراقبة المسار الانتخابي، وتعد البعثة المشتركة بين الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية التي تضم 25 ألف فرد أكبر هذه البعثات، وتولى أهمية كبيرة للآراء والتوصيات الصادرة عنها، وتعهدت أمس الثلاثاء بـ"فرز مواز" للأصوات في الانتخابات الرئاسية.
في هذا الاستحقاق الانتخابي بجولة واحدة، يتواجه فيليكس تشيسيكيدي (60 سنة) الذي يتولى سدة الرئاسة منذ 2019 والمرشح لولاية ثانية، مع 18 مرشحاً آخر. وتتباين الآراء في شأن حصيلة إنجازاته، وهو أمر يقر به، مطالباً بخمس سنوات إضافية "لتعزيز المكتسبات".
وطوال حملته الانتخابية، انتقد من سماهم "مرشحي الخارج"، متهماً إياهم بعدم التحلي بـ"حس وطني" قوي في وجه "الاعتداءات" التي يحمل مسؤوليتها خصوصاً لرواندا المجاورة.
خطابات الكراهية
وأكبر منافس له هو موييز كاتومبي (58 سنة) رجل الأعمال الثري والحاكم السابق لإقليم كاتنغا (جنوب شرقي) الغني بالمناجم، وكان عرضة بشكل خاص لانتقادات تشيسيكيدي.
ومن المرشحين الآخرين المتنافسين في السباق الرئاسي، مارتن فايولو (67 سنة) الذي يقول إن الفوز سلب منه في انتخابات 2018، والطبيب دوني موكويغي (68 سنة) الحائز نوبل السلام تكريماً لجهوده لمساعدة النساء ضحايا الاغتصاب، وهو ذائع الصيت في العالم لكنه حديث العهد بالسياسة.
وشهدت الفترة السابقة للانتخابات توترات أمنية في الشرق، إذ تشتد منذ سنتين وتيرة أعمال العنف المسلحة الدائرة في المنطقة منذ منتصف التسعينيات، مع عودة حركة "23 مارس" (إم 23) المتمردة المدعومة من رواندا.
وهدأت المعاركة منذ نحو 10 أيام، غير أن المتمردين ما زالوا يحتلون أجزاء شاسعة من إقليم شمال كيفو مما سيحرم سكانها من التصويت.
ويرى معارضون أن التصويت لن يكون شفافاً، ويشتبهون في أن النظام يعد منذ فترة طويلة للتلاعب بالانتخابات، من خلال تعيين رجاله على رأس اللجنة الانتخابية والمحكمة الدستورية.
وأعرب كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقه حيال "خطابات الكراهية" السائدة، ودعت الولايات المتحدة من جهتها إلى انتخابات "شفافة" في "أجواء سلمية".
وقال ناخب من كينشاسا أمس الثلاثاء إن يوم الاقتراع "سيكون هادئاً، ويخشى أن تندلع المشكلات وقت الإعلان عن النتائج".