Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نساء غزة يعانين من فقدان الفوط الصحية

يستخدمن الورق وقطع الملابس كبديل على رغم عدم وجود أماكن لتبديلها

يحتاج قطاع غزة إلى ما معدله 50 ألف وحدة فوط صحية يومياً (أ ف ب)

ملخص

الفوط الصحية نفدت من قطاع غزة... فماذا تستخدم النساء بدلاً منها؟

باتت لرويدا حسابات أخرى لليوم الثاني من كل شهر، إنه موعد دورتها الشهرية "الحيض"، ولم يعد يمر عليها بشكل عادي بعدما نفدت الفوط الصحية النسائية من قطاع غزة، وتفكر كثيراً في ماذا سترتدي وقت نزول الدم عليها.

على أثر الحرب الإسرائيلية في غزة، وتقسيم القطاع إلى جزءين، توقفت مصانع إنتاج الفوط الصحية النسائية التي تقع في مدينة غزة في الشق الشمالي، وبسبب إغلاق المعابر توقفت حركة استيراد البضائع كلياً، ونتيجة لمدة الحرب الطويلة نفدت معظم المنتجات الصحية النسائية.

كابوس نفسي

لم تتخيل يوماً رويدا أن تكون الفوط الصحية من ضمن الأشياء العزيزة التي سيكون الحصول على عبوة واحدة منها أشبه بمعجزة، وأن يصبح موعد دورتها الشهرية كابوساً لها، وتقلب مزاجها رأساً على عقب.

خلال الحرب جاء موعد الدورة الشهرية مرتين على رويدا، في الشهر الأول طافت على الصيدليات والمستشفيات من أجل الحصول على فوط صحية تكفيها طوال سبعة أيام، إلا أنها لم تجدها، تقول "هذه أزمة إنسانية تهدد صحة النساء، الأمر بات يقلقني كثيراً".

ساخطة رويدا تضيف "جميع الصيدليات والمستشفيات ومراكز التسوق تخلو من الفوط الصحية، أبحث يومياً عن الفوط التي تحتاج إليها كل النساء في أي مكان بالعالم ولا أجدها، أبسط المقومات الإنسانية باتت معدومة، أشعر بخجل وذل".

ملابس بالية

اضطرت رويدا إلى صنع فوط غير صحية من الملابس البالية، وجمعتها من بين الأنقاض، لكنها تشير إلى أنها تبدلها مرتين فقط في اليوم، فضلاً عن ذلك تقوم بغسل قطع الأقمشة وتعيد استخدامها مجدداً.

وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية فإن المرأة الحائض تحتاج إلى 20 فوطة صحية بحد أدنى خلال أيام الدورة الشهرية، ومن الصحي تغييرها مرات عدة في اليوم الواحد مهما كانت كثافة الدم، لكن ذلك يعد ترفاً عند رويدا التي لا تجد الفوط من الأساس.

وتشكو شيماء انقطاع الفوط الصحية، قائلة "لا أستطيع أن أتخيل سيدة تحتاج إلى الفوط ولا تجدها، ماذا ستفعل، الحقيقة أنني شعرت بحرج شديد عندما أبلغني الصيدلاني بنفادها، لقد ساءت حالتي النفسية كثيراً وانعكس ذلك على أطفالي وزوجي".

ورق جرائد

الأمر بالنسبة إلى شيماء أكثر تعقيداً، فهي تعيش في خيمة إيواء، وتتشارك الحمام مع مئات النازحين، تضيف "لا توجد مياه، إذا توافرت فمعظمها ليس نظيفاً، هذه وسيلة من وسائل التعذيب في الحرب مما يجعل تفشي الأمراض النسائية كارثة تضاف إلى مجموعة الكوارث التي جلبها القتال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحظى شيماء بفرصة للاستحمام مرة كل أسبوعين فقط، وتستخدم ورق الجرائد بدلاً من الفوط الصحية، تكمل حديثها "سمعت نساءً يستخدمن القماش، لكن أنا نزحت من دون أن أجلب ملابس كافية وأعاني نقص السراويل، لذلك أستخدم ورق الجرائد عندما تأتيني الدورة الشهرية فكل المستلزمات الصحية النسائية غير متوافرة".

في بداية الحرب كان لدى الصيدليات مخزون من الفوط الصحية، وتبيع كل سيدة بالغة عبوة واحدة فقط شهرياً، لكن الآن نفدت، إذ في غزة 500 حالة ولادة يومياً، ويحتاج القطاع إلى ما معدله 50 ألف وحدة فوط صحية يومياً.

أقراص منع الحيض

تقول سارة "السيدات في غزة مر عليهن نحو اثنين إلى ثلاث دورات شهرية خلال الحرب، عدم توافر الفوط الصحية يعد أزمة، الأمر يتعلق بحياتنا النفسية والصحية".

تستخدم سارة حبوب أقراص منع الحيض لتأجيل الدورة الشهرية، التي سببت لها كثيراً من الآلام، لكنها مضطرة إلى تحمل الوجع وتفضله على ما تصفه "بهدلة وقلة قيمة".

ولاحظت منسقة الطوارئ لمنظمة "أطباء بلا حدود" في غزة ماري ريفيال، أنه منذ بدء الحرب تضاعفت الطلبات على وسائل منع الحمل أربع مرات، وتضاعف شراء حبوب تأخير الطمث سبع مرات، لأن النساء لم يعدن يرغبن في حلول الدورة الشهرية.

مناديل بديلة

أما مرام فتشعر أنها عادت للعصر الحجري، بعد أن استقرت بها الحال في مدرسة نزوح، وتؤكد أن "الأمور قاسية جداً في غزة، بعدما فقدت الفوط الصحية، ولا تعرف ماذا ينتظرها بعد ذلك"، وباتت تستخدم المناديل "ورق المحارم" إذ توضح أنها تحاول التغلب على الأمر، لكن لا بدائل صحية آمنة.

بحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني (مؤسسة حكومية) يعيش في قطاع غزة مليون أنثى، 49 في المئة منهن في أعمار الحيض وجميعهن يحتجن إلى الفوط الصحية.

تشير فداء إلى أنها بحثت في جميع محافظات جنوب غزة عن الفوط الصحية ولم تجدها، واستخدمت بدلاً منها حفاضات الأطفال، تقول "نقسم الحفاضة إلى قسمين كي نتمكن من استخدامها مرتين، هذا الحل لم يعد يسيراً، إذ أصبحت حفاضات الأطفال غير متوافرة أو مرتفعة الثمن".

أمراض معدية

نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقريراً عن تداعيات الحرب على المرأة جاء فيه "في فترة الحيض لا تستطيع المرأة في غزة تحقيق النظافة، وتعجز عن تلبية ضرورات هذه الحالة نتيجة نقص الفوط الصحية، هذا قد يؤدي إلى التهاب الكبد (ب) والتهاب المهبل الفطري، عديد منهن يستخدمن منتجات الدورة الشهرية لفترة أطول من المتوقع، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى".

تقول متخصصة النساء والتوليد ريم بشير "ما تستخدمه نساء غزة عبارة عن أدوات ملوثة بدلاً من الفوط الصحية، مما قد يتسبب في عدوى بكتيرية، يمكن أن تصل للرحم وقنوات فالوب، وقد يحدث وقتها التهاب في الحوض وهذا كفيل بحدوث تسمم في الدم".

وتضيف بشير "أصيبت نساء في غزة فعلاً بنوع من البكتيريا العنقودية الذي ينتج من قلة النظافة، وعدم استخدام الفوط الصحية الخاصة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير