Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بحيرة الرزازة العراقية ترفض الإهمال وتتشبث بالتطوير

الأهالي ينشدون تنميتها مائياً وعلى مستوى الساحل لأنها مصدر الصيد والسياحة والتنوع البيولوجي والزراعة في كربلاء

يصل سعة مخزون بحيرة الرزازة إلى 26 مليار متر مكعب (مواقع التواصل)

ملخص

ثاني أكبر بحيرة في العراق تأمل في استقطاب المستثمرين لجعلها موقعاً سياحياً... إليكم تفاصيل أكثر

في وسط العراق عند حدود محافظتي كربلاء والأنبار تقع بحيرة الرزازة التي أنشئت في العهد العثماني على مساحة تقدر بـ1810 كيلومترات مربعة لدرء خطر الفيضان بسعة مخزون تصل إلى 26 مليار متر مكعب لتكون ثاني بحيرة من حيث السعة التخزينية للمياه بعد بحيرة الثرثار، مما يجعلها من البحيرات المهمة في العراق.

وتعد البحيرة خلال العقود الماضية مصدراً مهماً للثروة السمكية، إضافة إلى تنوعها البيئي، ومعلماً سياحياً مهماً قبل أن تزداد نسبة الملوحة فيها بصورة كبيرة، مما أدى إلى نفوق عدد كبير من الأسماك نتيجة قلة المياه المتدفقة إليها من نهر الفرات، فيما عمدت وزارة الموارد المائية خلال السنتين الماضيتين على تحويل مياه المنازل إلى البحيرة العريقة للتقليل من الآثار السلبية، وكذلك من أجل تحسين الواقع البيئي للمحافظة.

وتعد البحيرة مصدراً سياحياً يقصده أهالي كربلاء على وجه الخصوص والمحافظات الوسطى والجنوبية للاستجمام في كافة فصول السنة، وكونها مكاناً مهماً للصيد غنياً بالثروة السمكية.

افتقاد الخدمات

يبدو أن افتقاد البحيرة دور الاستراحة والشقق الفندقية والمطاعم حرمها من أن تكون مقصداً سياحياً مهماً، وظلت مهملة ومصدراً لنفايات السياح.

يقول رعد راضي الذي يسكن في محافظة كربلاء وزار البحيرة أخيراً هو وعائلته "كل عام نأتي إلى البحيرة، لا سيما في فصل الشتاء لقضاء وقت جميل، لأن لديها ساحلاً كبيراً". ويشكو من عدم الاهتمام بها سياحياً، فهي لا تضم دور استراحة أو مطاعم، أو حتى حمامات، مما يجعل القدوم إليها صعباً باستثناء أهالي المناطق المجاورة.

 مدينة حضرية

وتشهد المحافظة إقبالاً متزايداً للسياحة في منطقة البحيرة من جميع أنحاء العراق، إلا أن انعدام الخدمات أدى إلى عزوف العائلات عن القدوم إليها، حتى أدرك المسؤولون في كربلاء أهمية البحيرة سياحياً فأعلنت الهيئة الوطنية للاستثمار عن توجه لإعادة تفعيل استثمار بحيرة الرزازة وبناء مدينة متكاملة الخدمات.

 

 

وقال رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار حيدر محمد مكية في بيان إن "الهيئة والحكومة المحلية في كربلاء حريصة على إدامة التعاون البناء والمثمر، والذي ينعكس إيجاباً على التنمية الاقتصادية التي تشهدها المحافظة". وأضاف مكية "نعمل في الهيئة وفق استراتيجية الاستثمار المستدام المبني على فكر استراتيجي مدروس يستند إلى تخطيط وتصميم وإدارة متكاملة للجيل الحالي والقادم"، مؤكداً أنه "ستتم إعادة تفعيل استثمار بحيرة الرزازة لبناء مدينة حضرية متكاملة الخدمات تقدم خدماتها للسائحين والمواطن العراقي".

محمية طبيعية

ويعزز من مكانة البحيرة أهميتها البيئية باعتبارها تضم تنوعاً بيولوجياً لمختلف أنواع الحيوانات البحرية من خلال إعلانها محمية طبيعية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المتحدث باسم وزارة البيئة أمير علي الحسون في تصريح صحافي إن "الدائرة الفنية التابعة لوزارة البيئة أعدت مشروعاً متكاملاً يضمن تحقيق أو تنفيذ هذا المشروع الكبير لبحيرة الرزازة، بأن تكون محمية طبيعية تتلاءم وتتكامل فيها كل الغايات المطلوبة من التنوع الأحيائي والبيولوجي، وأيضاً كبحيرة لها أهمية على المستوى الإروائي والسياسة الإروائية".

وأضاف الحسون أن "هذه المحمية لها حدود جغرافية تعمل ضمن نطاق المشروع الذي عملت عليه وزارة البيئة، وأخذت بنظر الاعتبار كل العراقيل التي قد تواجه تنفيذه"، لافتاً إلى أن "هناك تنسيقاً واجتماعات متكررة ما بين وزارة البيئة والكوادر المعنية في وزارتي الزراعة والموارد المائية".

وتابع المتحدث أن" تنفيذ سياسات مشاريع المحميات الطبيعية المفتوحة يقع على عاتق البيئة والوزارة من حشد دعم من المنظمات الدولية لإتمام هذا المشروع"، مؤكداً أن "الوزارة تأمل في أن تتكامل التفاهمات والقناعات مع وزارة الموارد المائية لنستطيع أن نختصر الزمن في تنفيذ هذا المشروع في ظل توفر جدية عالية لتنفيذه من الوزارات الشريكة".

 

 

وعن التزامات العراق البيئية مع المجتمع الدولي قال حسون إن "هناك التزامات لتنفيذ مشاريع بيئية حددت بفترات زمنية وبشروط تضمن الجودة والكفاءة العالية في التنفيذ، ومنها بحيرة الرزازة التي هي في طريق الإنجاز".

20 مليار متر مكعب

وأدى الجفاف الذي يضرب العراق وقلة الواردات المائية إلى نهري دجلة والفرات إلى التأثير الكبير في البحيرة التي تتغذى بصورة رئيسة على نهر الفرات، مما قلل من منسوبها المائي، حيث أشار مدير الموارد المائية في كربلاء عبدالأمير الخرسان إلى أن مجموع المياه في بحيرة الرزازة أكثر من 20 مليار متر مكعب. وأضاف الخرسان "هناك شح مياه خلال السنوات الأربع الماضية، مما أدى إلى قلة الإطلاقات المائية للبحيرة وانخفاض منسوبها من 23 إلى 20 مليار متر مكعب".

واقع بيئي

بدوره، نوه مدير بيئة كربلاء حامد عبيد بضرورة الاهتمام بالواقع البيئي للبحيرة وتجهيزها بالمياه، لافتاً إلى أن "أكبر تحدٍ في مديرية بيئة كربلاء هو تدهور الواقع البيئي في بحيرة الرزازة، حيث شهدت السنوات الأخيرة خفض المياه المجهزة لها، والتي كانت تجهز من خلال ناظم المجر المرتبط ببحيرة الحبانية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي