Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

أين يتجه النفط وسط اضطرابات الشرق الأوسط وانقطاع الإمدادات الليبية؟

إنتاج "أوبك" يستقر قبل بدء إجراء الخفوضات الجديدة

ارتفع خام برنت 70 سنتاً بما يعادل 0.9 في المئة إلى 78.95 دولار للبرميل (أ ف ب)

ارتفعت أسعار النفط بنحو واحد في المئة اليوم الخميس لتواصل المكاسب وسط مخاوف تتعلق بإمدادات الشرق الأوسط في أعقاب توقف الإنتاج بحقل في ليبيا وتصاعد التوترات بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".

وأدت احتجاجات أمس الأربعاء إلى توقف الإنتاج في حقل الشرارة النفطي في ليبيا والذي يمكن أن ينتج ما يصل إلى 300 ألف برميل يومياً.
وكان حقل الشرارة، وهو أحد أكبر الحقول في ليبيا، هدفاً متكرراً للاحتجاجات السياسية.
وارتفع خام برنت 70 سنتاً بما يعادل 0.9 في المئة إلى 78.95 دولار للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 74 سنتاً أو واحداً في المئة إلى 73.44 دولار.
وقفز كلا الخامين القياسيين أمس بنحو ثلاثة في المئة ليسجلا أول صعود عند التسوية منذ خمسة أيام.

 تراجع المخزون

في غضون ذلك، تلقت السوق دعماً من بيانات معهد البترول الأميركي التي أظهرت انخفاض مخزونات الخام الأميركية 7.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي الجمعة الماضي، وهو يزيد على التدني الذي توقعه محللون استطلعت وكالة "رويترز" آراءهم.
إلى ذلك ظلت المخاوف المتعلقة بالشحن في البحر الأحمر قائمة بعد أن قال الحوثيون المتحالفون مع إيران أمس إنهم "استهدفوا" سفينة حاويات متجهة إلى إسرائيل.

استقرار إنتاج "أوبك"

في الوقت ذاته حافظ إنتاج "أوبك" على مستوى مستقر خلال الشهر الماضي قبل بدء تطبيق خفوضات جديدة للإمدادات من قبل المنظمة وحلفائها.

وضخت "أوبك" نحو 28.05 مليون برميل يومياً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مع مواصلتها فرض قيود العرض المتفق عليها في وقت سابق من العام الماضي، بينما عوضت بلدان أخرى مثل نيجيريا الخفوضات التي قامت بها الإمارات وأنغولا، وفقاً لمسح أجرته "بلومبيرغ".

 حماية الأسعار

ومن المقرر أن ينخفض الإنتاج بمستوى أكبر خلال يناير (كانون الثاني) الجاري، إذ يبدأ التحالف الأوسع المعروف بـ"أوبك+" خفوضات إضافية بنحو 900 ألف برميل يومياً في محاولة لتفادي فائض جديد وحماية أسعار النفط الخام المتدهورة.

وتراجعت العقود الآجلة للنفط بنسبة 20 في المئة تقريباً منذ أن اقتربت من مستوى 100 دولار للبرميل قبل أربعة أشهر، وسط ارتفاع الإمدادات من الولايات المتحدة ومنافسي "أوبك" الآخرين.

وربما يكون الإنتاج الإضافي من الخام أكثر من اللازم بالنسبة إلى الطلب العالمي على الوقود والذي يتوقع أن يشهد نمواً أبطأ بصورة كبيرة هذا العام، إذ تداول خام "برنت" قرب 78 دولاراً للبرميل أمس.

 مخاوف النمو

وكانت المخاوف في شأن النمو الاقتصادي ونمو الطلب على النفط والإمدادات الأعلى من المتوقع من المنتجين من خارج "أوبك+" محركاً رئيساً لأسعار النفط خلال العام الماضي.

 ومع الخفوضات المعلنة الأخيرة للربع الأول من عام 2024، يحاول تحالف "أوبك+" الحفاظ على سيطرة مشددة على إمدادات النفط العالمية، لكن المجموعة تواجه إنتاجاً قياسياً من النفط الأميركي وزيادة الإمدادات من المنتجين الآخرين من خارج "أوبك+"، بما في ذلك البرازيل وغيانا وكندا والنرويج، بعدما دعيت البرازيل إلى أن تكون جزءاً من "أوبك+" بدءاً من يناير 2024، لكنها قالت بالفعل إنها لن تشارك في أي خفوضات في الإنتاج.

وتتطلع "أوبك+" إلى الحفاظ على حد أدنى لأسعار النفط "على حساب حصتها في السوق"، لكنها قد لا تنجح في دعم الأسعار أكثر من اللازم، إذ يقول المحللون إن هذا صحيح بصورة خاصة إذا فشلت المجموعة في تمديد الخفوضات إلى ما بعد مارس (آذار) 2024.

 ويعوض ارتفاع إمدادات النفط من خارج "أوبك+" تأثير بعض خفوضات "أوبك+" والأخطار الجيوسياسية التي زادت في العام الجديد بعد أن أرسلت إيران سفينة حربية إلى البحر الأحمر.

في تلك الأثناء قال وارن باترسون وإيوا مانثي، الاستراتيجيان لدى ""ING ضمن مذكرة أمس إنه "في حين أن الوضع الجيوسياسي يشكل مصدر قلق لسوق النفط، فإن توازن النفط المريح إلى حد ما خلال النصف الأول من عام 2024 يساعد في تخفيف بعض هذه المخاوف".

 توتر البحر الأحمر

 ومن غير المتوقع هذا العام أن ترتفع أسعار النفط كثيراً عن المستويات الحالية، ما لم يحدث تصعيد كبير للتوترات في البحر الأحمر وحول نقطة عبور النفط الأخرى في الشرق الأوسط، مضيق هرمز.

وسيؤدي النمو الاقتصادي العالمي الضعيف المتوقع إلى تباطؤ نمو الطلب على النفط في 2024، مما يبقي متوسط ​​سعر النفط القياسي الأميركي أقل من 80 دولاراً للبرميل، وفقاً لاستطلاع "رويترز" الشهري الذي عدل فيه المحللون تقديراتهم لعام 2024 بالخفض مقارنة بأرقام الشهر السابق.

توقعات مع نهاية العام

إلى ذلك يتوقع بنك "مورغان ستانلي" استقرار أسعار خام برنت قرب 80 دولاراً للبرميل في النصف الأول من عام 2024 قبل أن تتراجع بحلول نهاية العام مع تجاوز العرض نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام.
ويرجح البنك تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط مع انحسار العوامل المواتية التي صاحبت التعافي من جائحة "كوفيد-19 "وتوقع محللو "مورغان ستانلي" في مذكرة أمس نمو الطلب على النفط في 2024 إلى 1.2 مليون برميل يومياً، مقارنة بنحو 2.2 مليون برميل يومياً في 2023.
ومن المحتمل أيضاً أن يتراجع نمو المعروض من خارج منظمة "أوبك"، ولكن بوتيرة أقل، لينمو بنحو 1.7 مليون برميل يومياً في 2024، مدفوعاً جزئياً بإنتاج الولايات المتحدة والبرازيل وكندا.
وتخطط "أوبك+" لعقد اجتماع في الأول من فبراير (شباط) المقبل لتقييم قرار خفض إنتاج النفط الأخير.

المزيد من البترول والغاز