ملخص
أعلنت إدارة الطيران الأميركية العثور على الباب الذي انفصل الجمعة عن طائرة تابعة لشركة "آلاسكا إيرلاينز" بعيد إقلاعها
أعلنت إدارة الطيران الأميركية مساء أمس الأحد، العثور على الباب الذي انفصل الجمعة عن طائرة تابعة لشركة "آلاسكا إيرلاينز" بعيد إقلاعها، ما يفترض أن يساعد في التحقيقات لتحديد أسباب الحادث.
وأشارت جينيفر هومندي، رئيسة الهيئة الوطنية لسلامة النقل، إلى أن مدرساً عرّفت عنه باسم "بوب"، عثر على الباب في حديقة منزله في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون.
وقالت هومندي في مؤتمر صحافي أن المدرّس "التقط صورة. وتظهر الصور الجزء الخارجي من الباب فقط، أي الأجزاء البيضاء. لا نرى أي شيء آخر، لكننا سنذهب لجلبه والبدء في فحصه".
وأوقفت شركات الطيران ووكالات السلامة في جميع أنحاء العالم إقلاع بعض طائرات "بوينغ 737 ماكس 9" بانتظار الانتهاء من عمليات الفحص. وتم إلغاء عشرات الرحلات الجوية بعد الحادث.
وأمرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية السبت بإخضاع 171 طائرة من طراز "بوينغ 737 ماكس 9" لعمليات فحص فورية ومنعتها من التحليق حتى الانتهاء من ذلك، مشيرة عبر منصة "إكس" إلى أن هذه العملية تتطلب ما بين 4 و8 ساعات لكل طائرة.
كما تشمل توجيهات إدارة الطيران الفيدرالية النماذج "ذات الباب الأوسط المسدود"، وفقاً للوثيقة المنشورة على موقعها. وتحتوي هذه الطائرات على باب محكم الإغلاق ومخفي بحاجز لا يتيح سوى رؤية نافذة، وهو خيار تقترحه شركة "بوينغ" المصنعة على العملاء بحسب رغبتهم.
الحادثة
وأكدت شركتا "يونايتد إيرلاينز" و"آلاسكا إيرلاينز" الأميركيتان اللتان تمتلكان أكبر أسطول من طائرات "737-9" الأحد، أنهما أوقفتا تحليق طائراتهما لتفحّصها.
كما علقت شركات طيران أخرى من بينها الخطوط الجوية التركية، تسيير رحلاتها على هذه الطائرات.
وأكدت هيئة سلامة الطيران الأوروبية، من جانبها، أنها ستتبع التوصيات الأميركية، مشيرةً إلى أن ذلك لا ينبغي أن يكون له تأثير، إذ لا يوجد مشغل في أوروبا يستخدم طائرة "737 ماكس 9" مع خيارات التصميم المعنية.
ووقع الحادث الجمعة حوالى الساعة 18:30 (02:30 بتوقيت غرينتش السبت) بعيد إقلاع الطائرة التابعة لشركة "آلاسكا إيرلاينز" من مطار بورتلاند الدولي في ولاية أوريغون (شمال غربي الولايات المتحدة) متجهة إلى أونتاريو بولاية كاليفورنيا.
وأشارت الهيئة الوطنية لسلامة النقل إلى أن الباب انفصل عن المقصورة خلال رحلة الطائرة التي كانت تقل 171 راكباً و6 من أفراد الطاقم على ارتفاع 5 آلاف متر.
وبعد أن استدارت، عادت الطائرة وهبطت بسلام بعد نحو 20 دقيقة، ولم يتسبب الحادث إلا في عدد قليل من الإصابات الطفيفة.
وذكرت شركة "بوينغ" مساء الأحد أن مديرها التنفيذي دعا الموظفين إلى اجتماع حول السلامة الثلاثاء في مصنع الشركة الواقع في ولاية واشنطن.
ضربة جديدة
وسدد حادث اقتلاع الباب ضربة جديدة لشركة "بوينغ" التي عصفت بها صعوبات متكررة، لكن يتوقع أن تكون التداعيات عليها محدودة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانتشر حول العالم التسجيل المصوّر للحادثة الذي أظهر فجوة في أحد جوانب الطائرة بينما تدفق الهواء إلى المقصورة وتدلت أقنعة الأوكسجين من السقف.
ويشكّل الحادث آخر حلقة ضمن سلسلة انتكاسات تعرّضت لها "بوينغ"، بعد حادثي تحطم طائرتين من طراز "737 ماكس" في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 ومارس (آذار) 2019 تسببا بمقتل 346 شخصاً بالمجموع.
وأدى الحادثان المرتبطان ببرمجية ضمن نظام موازنة الطائرة يدعى "نظام تعزيز خصائص المناورة" (MCAS) إلى منع تحليق جميع طائرات "737 ماكس" لمدة عامين تقريباً.
لكن "بوينغ" تواجه صعوبات أخرى أيضاً إذ إنها علّقت عدة مرات على مدى عامين تسليم طائراتها المخصصة للرحلات الطويلة من طراز "787" بسبب عيوب في التصنيع والفحص.
وأخيراً، جاءت المشكلات من طائرات "737 ماكس". فاكتُشفت في الخريف الماضي عيوب في الحاجز الخلفي للطائرة. وفي ديسمبر (كانون الأول)، تم الكشف عن خطر متمثّل بارتخاء البراغي في نظام الملاحة.
مشكلة منعزلة أم عيب تصنيعي؟
وأفاد سكوت هاملتون من منصة "ليهام نيوز" المتخصصة بأخبار الطيران، بأن العطل الأخير قد يكون بسبب خلل في تصنيع سدّاد الباب أو البراغي المخصصة لتثبيته أو بسبب مشكلة في مراقبة الجودة.
وقال في إشارة إلى "سبيريت إيروسيستمز"، أهم متعاقد من الباطن مع "بوينغ"، "إذا كانت بالفعل مسألة مراقبة جودة، سواء لدى سبيريت أو بوينغ، فأعتقد أنها على الأرجح مشكلة مراقبة جودة محدودة". وأضاف، "أعتقد أنها حالة خلل منعزلة أكثر من كونها مشكلة بنيوية".
ولفت ميشال مرلوزو، المتخصص بالصناعات الجوية لدى شركة AIR الاستشارية، "بالنسبة لي إنها مشكلة منعزلة... لا أظن على الإطلاق أنه خلل في التصميم".
وأشار إلى أن الدليل على ذلك هو أن إدارة الطيران الفيدرالية أمرت بأن لا تستغرق عمليات الفحص أكثر من أربع إلى ثماني ساعات. وقال مرلوزو، "يتوقع أن يعود الوضع إلى طبيعته في غضون أسبوع تقريباً".
وأشار إلى أن هذه الحادثة تنبع من مشكلات سلاسل الإمداد والإنتاج التي تؤثر حالياً في قطاع الطيران التجاري كما لفت إلى تأثير وباء "كوفيد-19".
تأثير "كوفيد"
وفي ربيع 2020 مثلاً، بينما كان وباء كورونا يتفشى وفرض إغلاق في معظم أجزاء الولايات المتحدة، توقفت "بوينغ" عن تصنيع الطائرات مدة شهر تقريباً. ومع تراجع حركة السفر جواً حول العالم، سرّحت نحو 30 ألف موظف. وبينما عادت للتوظيف بشكل كبير في 2022، إلا أن الكثير من أصحاب الخبرة قرروا عدم العودة إلى الشركة.
ولفت مرلوزو إلى أن "الخبرة مهمة للغاية في هذا القطاع".
وقال هاملتون، "لديكم أشخاص جدد الآن تم توظيفهم يتعيّن تدريبهم". وذكر أنه بخلاف "بوينغ"، لم تغلق منافستها الكبيرة "إيرباص" سوى لبضعة أيام في 2020 وتجنّبت عمليات التسريح الواسعة.
ولفت مرلوزو إلى أنه لا يتوقع أن يكون للحادثة الأخيرة أي تأثير تجاري بعيد الأمد على "بوينغ". وقال، "على بوينغ التعامل مع الوضع وتقديم ضمانات في أسرع وقت ممكن للزبائن في ما يتعلق بتصنيع طائراتها حتى لا يشعر الناس بالقلق".
وأوضح هاملتون أن "ماكس 9 هي بالمجمل طائرة للولايات المتحدة" إذ تشغل "آلاسكا إيرلاينز" (65 طائرة) و"يونايتد" (79 طائرة)، ما يعادل ثلثي أسطولها.
وقال هاملتون، "علاقتهما مع بوينغ عميقة وجيدة جداً"، معتبراً أن حادث الباب الجمعة سيؤثر خصوصاً في تعاملات "بوينغ" مع الهيئات الناظمة في الولايات المتحدة.
وطلبت الشركة أخيراً استثناء سلامة في عملية اعتماد طائرات "737 ماكس 7" ليشمل النظام المضاد للجليد في المحرك والذي تم تحديد عيب فيه. وذكر هاملتون بأنه إذا ثبت بأن "بوينغ" مسؤولة عن الحادث الأخير، فسيؤثر الأمر على قرار إدارة الطيران الفيدرالية منحها الاستثناء.