Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تقدم الوسطاء باقتراح خروج قادة "حماس" من غزة؟

وضعه مراقبون ضمن مساعي إعادة إحياء محادثات صفقة تبادل أسرى

دباباتان إسرائيليلتان على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة، الجمعة 12 يناير الحالي (أ ف ب)

ملخص

قدم الوسطاء للقيادة الإسرائيلية مقترحاً "جديداً للغاية"، ينص على خروج قادة "حماس" من غزة، وانسحاب جيشها من القطاع، وإطلاق سراح الرهائن على دفعات

يبدو أن عجلة المحادثات بين إسرائيل وحركة "حماس"، والتي عادة ما تجري بطريقة غير مباشرة، بدأت بالدوران مجدداً، بعد أن توقفت لأيام معدودة عقب اغتيال تل أبيب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وبحسب المعلومات التي أوردتها هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، فإن الوسطاء قدموا لقيادة تل أبيب مقترحاً "جديداً للغاية"، يشمل بنوداً عدة أبرزها خروج قادة "حماس" من غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وإطلاق سراح الرهائن على دفعات.
وأكد رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" دافيد برنياع أنه تسلم مقترحاً جديداً من الوسطاء، وأنه سيعمل على تقديمه إلى مجلس وزراء الحرب (الكابينت الحربي) لدراسته، وقال إن حركة "حماس" اطلعت على تلك المسودة وتدرسها.

التفاصيل

وفي تفاصيل المقترح الجديد، فإنه سيتم نفي قادة "حماس" خارج قطاع غزة، وأبرزهم قائد الحركة في غزة يحيى السنوار، وشقيقه محمد السنوار، وقائد أركان "كتائب القسام" الجناح العسكري للفصيل، محمد الضيف. وفي مقابل خروج قادة "حماس" من القطاع، تتعهد إسرائيل عدم قتلهم، والسماح بترحيلهم إلى دول أخرى ممكن أن تقبل استضافتهم، وذلك مقابل وقف كامل للحرب على غزة يتضمن انسحاب الجيش من جميع مناطق التوغل. كما يتضمن المقترح صفقة تبادل أسرى بين الطرفين، تشمل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى "حماس" على مراحل، معظمها يأتي بشكل متتابع من دون توقف والعودة إلى القتال العسكري، في مقابل تحرير الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

فكرة سابقة لدى إسرائيل

وجاء هذا المقترح في وقت لم تستطع إسرائيل الوصول إلى أي من القادة الكبار لحركة "حماس" في غزة، وقد يتعارض بشكله المبدئي مع تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال "هدفي من الحرب هى قتل زعيم حماس ومهندس هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول يحيى السنوار، وكسر التسلسل القيادى لحماس، والتأكد من أن الحركة لم تعد تعمل كمنظمة عسكرية يمكنها شن هجمات منظمة ضد بلادي".
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان)، فإن مقترح نفي قادة "حماس" كان فكرة سابقة ناقشتها القيادة الإسرائيلية السياسية والأمنية في إطار الحل لإنهاء حرب غزة قبل أسابيع عدة، لكن لم يتم التوصل إلى رؤية واضحة بين السياسيين والأمنيين، كما جاء في مسودة الوسطاء الجديدة.
وتوضح هيئة البث الإسرائيلية أن فكرة نفي زعماء "حماس" لقيت استحسان القيادة الإسرائيلية، التي تعتقد أن هذا الحل لا يتعارض مع أهداف الحرب وإنما يحققها بسهولة، ويضمن بفعالية أن تسلسل الحركة قد انتهى، فضلاً عن أنه يمكن مراقبة هؤلاء الأعضاء بسهولة خارج حدود غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ملف جيد

وقال كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإٍسرائيلي يوحنان تسوريف "لا أعتقد أن هناك وسيطاً قدم مقترحاً تضمن نفي قادة حماس، لكن هذا كان ملفاً على طاولة الدراسات واطلعت عليه القيادة السياسية والأمنية في تل أبيب وأعجبت به". ويضيف "بشكل عملي فكرة نفي قادة حماس إلى الخارج شيء جيد، ويخدم إسرائيل كثيراً، لكن من شأنه أن يفتت الجبهة الداخلية في فلسطين، وهذا ما ترفضه الحركة وحتى السلطة الفلسطينية نفسها تعارضه". وأوضح تسوريف أن "مقترح إخراج قادة حماس من القطاع هو مقترح إسرائيلي ويخدم الصالح العام في تل أبيب ولا داعي للخوف منه، وقد يساعد إلى الإسراع في إعادة إعمار غزة وإنهاء الحرب بأقل الخسائر من الطرفين".
في أي حال، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت أن القيادة السياسية والأمنية في تل أبيب طورت المقترح الجديد الذي تسلمته من الوسطاء وضمنت فيه نفي وإخراج عناصر "حماس" ومقاتليها الفاعلين بما يضمن تفتيت هيكلية الحركة وضمان قطع التسلسل القيادي فيها، وأرفقته من جديد إلى الوسطاء لعرضه على "حماس".

حماس: هذا وهم

في المقابل، قال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، "من حيث المبدأ لا توجد مبادرة من الوسطاء تتضمن أفكاراً هدفها نفي قادتنا، هذه مجرد عملية تضليل تمارسها حكومة نتنياهو لتسكين الشارع الغاضب لا سيما عائلات الأسرى". وأضاف النونو "قالوا في إسرائيل إن المبادرة تهدف إلى نزع سلاح حماس أيضاً إلى جانب خروج قادة الحركة من غزة، لكن هذا مجرد وهم، الشعب لم يغادر أرضه، وهذا ينطوي على جميع مقاتلينا، هذه فكرة تدلل على أن الطرف الآخر لا يدرك حقائق الأمور وحقيقة الصراع". وتابع "قادة حماس لا يختلفون عن أبناء الشعب الفلسطيني، وهم يعرفون أنهم قد يُقتلون في أي لحظة لكن لا يخشون تهديدات الجانب الإسرائيلي الذي فشل وعجز عن الوصول لأي من قادتنا العسكريين أو السياسيين في داخل القطاع".
وأكد النونو أن "هناك توافقاً بين جميع الفصائل الفلسطينية على عدم قبول أي مبادرات من الوسطاء ما لم تقم أساساً على وقف وإنهاء العدوان بشكل كامل على قطاع غزة".

بغض النظر عن ذلك، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يؤكد أنه سيعمل على القضاء على جميع قادة "حماس" حيثما كانوا، وسواء تضمن أي مقترح جديد نفي قادة الحركة إلى خارج غزة، أو بقوا داخل القطاع، فإن هذا لن يثنيه عن مواصلة الوصول إليهم.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات