أكد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوراكل" للاستشارات والاستثمارات المالية محمد علي ياسين أن مؤتمر "دافوس" هذا العام ينعقد في أوقات صعبة للغاية، قائلاً "ربما تكون الفترة الحالية هي الأصعب التي مر بها العالم منذ الحرب العالمية".
وأضاف ياسين في تسجيل إلى "اندبندنت عربية" تزامناً مع انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري "عندما بدأت الحرب في أوكرانيا قبل عامين كنا نعتقد أننا دخلنا في مرحلة خطرة جداً، حرب في أوروبا بين قوى عظمى حيث أميركا وأوروبا تقفان في خندق واحد وروسيا تقف في خندق آخر، واليوم نحن في عام 2024 ولا تزال هذه الحرب قائمة وتحولت إلى حرب استنزاف للطرفين".
سيستغرق سنوات عدة
وتابع أنه "في الوقت نفسه نجد أن هناك حرباً جديدة قد اندلعت في منطقة الشرق الأوسط، إذ شهدنا عدواناً وعملية تطهير عرقي ربما لم يشهدهما العالم منذ نكبة 1948، لذا أعتقد أن المناخ السياسي في العالم لم يتحسن".
ويقول ياسين إنه وعلى رغم أن شعار منتدى "دافوس" هذا العام هو "إعادة بناء الثقة"، فإن تحقيق ذلك سيستغرق سنوات عدة، إذ الثقة بين القوى العظمى حالياً تتراجع إلى أدنى مستوياتها، فالولايات المتحدة الأميركية لا تزال تتحارب اقتصادياً مع الصين، وتحاول تأخير تسارع النمو الاقتصادي لها بهدف الحفاظ على موقعها كأكبر اقتصاد في العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن أوروبا يقول المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوراكل" للاستشارات والاستثمارات المالية، إنها منغمسة في حرب أوكرانيا، وتستنزف كثيراً من مواردها التي كان من المفترض أن تكون موجهة نحو المشاريع الاقتصادية والتنموية، ولولا أنها اتجهت للحرب ربما كانت قد أعادت الاقتصاد الأوروبي إلى مستويات النمو التي لم تتعاف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
حالة حرب
ويقول ياسين إن روسيا القوة العظمى الأخرى تعيش حالياً في حالة حرب، ونتيجة لذلك لا يوجد أي مستوى من الثقة أو التعاون بينها وبين الغرب.
وتحدث ياسين عن بدء ظهور تكتلات اقتصادية جديدة مثل "بريكس"، الذي يضم دولاً مثل الهند والبرازيل التي تشهد نمواً إيجابياً وتحسناً اقتصادياً، وقد انضمت إلى هذا التكتل أخيراً السعودية والإمارات ومصر، مشيراً إلى أنه وعلى رغم الأهمية الاقتصادية لهذا التكتل، فإنه يظل عرضة أيضاً للتأثيرات الناجمة عن التوترات السياسية الحاصلة في العالم.
ويعتقد ياسين أنه في حال استمر العالم في التجاذب السياسي بين غرب وشرق، في ظل التكتلات الحاصلة، حيث أميركا وحلفاؤها من جهة، والصين وروسيا وحلفاؤهما من جهة أخرى، فإن محاولة تبني دول العالم موقفاً محايداً بين هذين التكتلين سيكون أمراً صعباً للغاية.
وختم ياسين بالقول إن الحديث عن "إعادة بناء الثقة" عنوان جميل، لكن تحقيقه لن يكون كافياً عبر مؤتمر واحد.
Listen to "دافوس 2024 إعادة بناء الثقة مرحلة للاستقرار" on Spreaker.