Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة "بوينغ" تتعمق مع تردد الصين في شراء الطائرات

يجري التخطيط لمزيد من فحوصات السلامة بعد حادثة "خطوط ألاسكا الجوية"

كانت "بوينغ" لسنوات أكبر مصدر أميركي للصين وعلى مدار العقود الخمسة الماضية ساعدت بكين على تأسيس الطيران التجاري (أ ف ب)

ملخص

هيئة تنظيم الطيران الصينية وجهت بإجراء عمليات تفتيش احترازية للسلامة على أساطيل "بوينغ 737 ماكس"

يواجه استئناف "بوينغ" تسليم طائراتها من طراز "737 ماكس" الذي طال انتظاره إلى الصين تأخيرات جديدة بعد حادثة "خطوط ألاسكا الجوية"، إذ كانت شركة صناعة الطائرات على وشك الاستفادة من ذوبان الجليد في العلاقات الأميركية- الصينية.

وقال أشخاص مطلعون على الأمر لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن شركة طيران جنوب الصين (تشاينا ساوثرن إيرلاينز)، إحدى شركات الطيران الصينية لم تتسلم طائرات "ماكس" بعد، وكانت تستعد لاستقبالها في وقت مبكر من يناير (كانون الثاني) الجاري.

وأضافوا إن شركة الطيران الصينية تخطط الآن لإجراء عمليات تفتيش إضافية للسلامة على تلك الطائرات بعد الحادثة، على رغم أن الطائرات التي ستسلم للصين ليست هي نفس طراز "ماكس 9" الضالعة في حادثة "ألاسكا".

ولا يمكن تحديد المدة التي يمكن أن تستغرقها عمليات التفتيش الإضافية، لكنها تزيد من عدم اليقين في شأن توقيت عمليات التسليم التي جمدتها بكين لسنوات منذ حادثتي تحطم طائرة "737 ماكس 8".

ووفقاً للمصادر، فإن هيئة تنظيم الطيران الصينية أصدرت تعليماتها أيضاً لشركات الطيران في البلاد بإجراء عمليات تفتيش احترازية للسلامة على أساطيلها من طائرات "بوينغ 737 ماكس"، في حين أن طراز "ماكس 9" ليس من بين أساطيل شركات الطيران الصينية.

من جانبها، امتنعت "بوينغ" عن التعليق، ولم تستجب شركة طيران جنوب الصين وإدارة الطيران المدني الصينية لطلبات التعليق.

وأرسلت شركة "بوينغ" مذكرة إلى الموظفين تقول فيها إنها تجري عمليات تفتيش إضافية على خط إنتاج طائراتها من طراز "737" وترسل موظفين إضافيين لفحص سدادات الأبواب وغيرها من الأعمال في شركة "سبيريت إيروسيستيمز"، التي تزود جسم الطائرة، في حين لا تزال شركة "بوينغ" وشركات الطيران تعمل على تطوير عملية لفحص طائرات "ماكس 9" متوقفة عن التحليق حتى تتمكن من العودة إلى الخدمة.

ويعد استئناف تسليم طائرات "737 ماكس" خطوة حاسمة لشركة "بوينغ" لإعادة أعمالها إلى مسارها الصحيح في الصين، ومن المتوقع أن تمثل السوق خمس تسليمات الطائرات في العالم في العقدين المقبلين، بحسب ما تتوقع الشركة.

التأخير أحدث ضربة

ويعد التأخير الجديد أحدث ضربة لـ"بوينغ" في الصين بعد سنوات من الصراع مع العلاقات المضطربة بين واشنطن وبكين وضعت الشركات في مرمى النيران، إذ عملت الشركة الأميركية على استعادة ثقة المنظمين والمستهلكين الصينيين في طائراتها، وأعيدت ضبط العلاقات الثنائية بعد لقاء الرئيس بايدن والزعيم الصيني شي جينبينغ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على رغم أنها لا تزال حساسة ويبقى أن نرى كيف سترد بكين على نتائج انتخابات تايوان.

وقال رئيس مستشاري تقييم الطيران الآسيوي، ديفيد يو، للصحيفة، إن من المرجح أن تتعامل بكين مع الرد على الحادثة بعناية لتجنب الإضرار بالعلاقات الثنائية، مضيفاً "إنهم لا يريدون أن يزعزعوا القارب أكثر من اللازم".

وحتى الآن، التزمت هيئة تنظيم الطيران في الصين الصمت علناً في شأن حادثة "خطوط ألاسكا الجوية"، وقال شخص مطلع على الأمر إن بكين تحجم عن اتخاذ خطوات موضوعية في انتظار مزيد من الوضوح من التحقيقات الأميركية في الحادثة.

واستشهد سفير الصين لدى الولايات المتحدة، شيه فنغ، بشركة "بوينغ" عندما تحدث عن الخطوات التي اتخذتها بكين لتسهيل التبادلات والتعاون بين البلدين.

وفي خطاب بالفيديو صدر في التاسع من يناير الجاري، للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 45 للعلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين، قال شيه إن بكين تدعم عودة جميع طائرات "بوينغ 737 ماكس" إلى الأجواء الصينية، وفي الشهر ذاته، أعادت الصين طائرة "737 ماكس" إلى الخدمة بعد أن أوقفت تحليق الطائرات في عام 2019.

العلاقة بين بوينغ والصين

لسنوات، كانت "بوينغ" أكبر مصدر أميركي للصين، وكانت طائراتها من بين أكبر الصادرات الأميركية إلى البلاد، وعلى مدار العقود الخمسة الماضية، لعبت "بوينغ" دوراً رئيسياً في مساعدة الصين على تأسيس صناعة الطيران التجاري، بدءاً من تدريب مسؤولي الطيران والطيارين الصينيين إلى الحصول على المزيد من المكونات من الموردين الصينيين، ومارست ضغوطاً من أجل انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية.

وتغيرت هذه الديناميكية في السنوات الأخيرة مع تصاعد العلاقات بين بكين وواشنطن، وأصبحت الصين مصدر خطر لشركة "بوينغ"، وفي عام 2019، كانت الصين أول دولة توقف تشغيل طائرات "737 ماكس 8" بعد الحادثتين، وهو القرار الذي أثر على ما يقرب من 100 طائرة كانت شركات الطيران الصينية تعمل بها في ذلك الوقت، وفي ذلك العام، تجاوز عدد طائرات "إيرباص" بين الأساطيل المجمعة لأكبر ثلاث شركات طيران في الصين عدد طائرات "بوينغ"، وتباطأت مبيعات الطائرات التجارية للشركة الأميركية إلى الصين إلى حد كبير، بينما تلقت شركة "إيرباص" الأوروبية، طلبات لشراء مئات الطائرات.

وقال المدير الإداري لشركة استشارات الطيران "إيرو دايناميك أدفايزوري" ريتشارد أبو العافية، للصحيفة، إن القضية المحيطة بشركة "بوينغ" أصبحت مسيسة في الصين.

ومنذ أن أعادت الصين طائرة "737 ماكس" إلى أجوائها، سعت "بوينغ" إلى استئناف تسليم طلباتها المتراكمة للعملاء الصينيين، لكن بكين كانت بطيئة في منح الموافقة.

وكانت نحو 85 طائرة من طراز "737" متوقفة في انتظار تسليمها إلى الصين اعتباراً من سبتمبر (أيلول) الماضي، وفقاً لأحدث تقرير مالي لشركة "بوينغ"، وقال رئيسها التنفيذي، ديفيد كالهون، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن شركته تعمل بشكل وثيق مع العملاء الصينيين في شأن توقيت استئناف عمليات التسليم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وناقشت "بوينغ" وشركة الطيران الصينية "تشاينا ساوثرن" استئناف عمليات التسليم في الربع الثالث من العام الماضي، لكن شركة النقل الصينية لم تتمكن من الحصول على موافقة بكين على استيراد الطائرات في ذلك الوقت، بحسب ما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

يبدأ ذوبان الجليد

وكانت نقطة التحول هي قمة بايدن وشي في نوفمبر الماضي في كاليفورنيا، والتي عقدت في محاولة لتحقيق الاستقرار في العلاقات الثنائية المضطربة. وبعد أسابيع، التقى المدير التنفيذي لشركة "بوينغ" والمسؤول عن عودة الطائرة "737" إلى الخدمة، مايك فليمنغ، مع مسؤولي إدارة الطيران المدني الصينية في بكين، وأخبرهم فليمنغ أن "بوينغ" ما زالت متفائلة في شأن نموها في الصين، وفقاً لبيان صادر عن الهيئة التنظيمية الصينية.

وبعد فترة وجيزة، أبلغت الهيئة التنظيمية، "بوينغ" أن الصين وافقت على تسليمها، بحسب ما قال شخص مطلع على الأمر، وبعد الموافقة، خططت "بوينغ" في البداية لتسليم طلبية شركة "تشاينا ساوثرن" في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتأجل ذلك إلى يناير الجاري، بحسب ما قال أشخاص مطلعون على الأمر. وكان لا بد من فحص الطائرة من قبل شركة طيران جنوب الصين "تشاينا ساوثرن إيرلاينز"، لأنها كانت موجودة في مخزون شركة "بوينغ" لسنوات.

وفي ديسمبر الماضي، وصل بعض أفراد طاقم شركة "تشاينا ساوثرن إيرلاينز" إلى سياتل لاختبار أول طائرة من طراز "ماكس 8 737" لتسلم والاستعداد لإعادتها إلى الصين، ثم جاءت حادثة "خطوط ألاسكا الجوية" في الخامس من يناير الجاري، حين هبطت طائرة "ألاسكا" من طراز "ماكس9 737" اضطرارياً بعد انفصال جزء من الطائرة عن الجو وترك فجوة في الهيكل.

وقال أبو العافية إن الطائرات النفاثة هي من بين الأدوات القليلة التي يمكن للصين استخدامها رداً على القيود التجارية الأميركية المفروضة على تصدير أشباه الموصلات إلى الصين، مشيراً إلى أن العنصر الجيوسياسي المرتبط بـ"بوينغ" سيكون من الصعب حقاً التغلب عليه.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة