Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عودة إلى "هاري وسالي"... الصداقة بين الرجال والنساء غير ممكنة

قد لا توافقونني الرأي، لكن ما عليكم سوى انتظار اعتراف بالحب من صديق لكم عند بداية رحلة 30 ساعة بالسيارة

يقول فيلم "عندما التقى هاري بسالي"، "لا يمكن لأي رجل أن يصادق امرأة يجدها جذابة" (مترو غولدن ماير)

ملخص

هل الصداقة بين الرجال والنساء ممكنة؟

لو سألتم أنفسكم إن كان الرجال والنساء قادرين على تكوين صداقة حقيقية يحتمل أن يصدح في رأسكم صوت هاري بيرنز الأجش وهو يحاجج بأن ذلك غير ممكن فعلياً. وهو صاحب تلك المقولة الشهيرة التي طرحها أمام سالي ألبرايت في فيلم الكوميديا الرومانسية من كتابة نورا إيفرون، "عندما التقى هاري بسالي" When Harry Met Sally "دائماً يعترض الجنس الطريق [الصداقة]".

لكن ألبرايت، التي تؤدي دورها ميغ راين، تعارضه بشدة وتجيب "هذا ليس صحيحاً. لديَّ أصدقاء كثر من الرجال ولا دخل للجنس بالعلاقة"، لكن بعد أخذ ورد، يصر بيرنز (بيلي كريستال) على قوله "لا يمكن لأي رجل أن يصادق امرأة يجدها جذابة. فهو لا ريب سيرغب بإقامة علاقة جنسية معها".

يلقي حوارهما الضوء على مأزق دائم غالباً ما يخضع للتحليل والتمحيص على طاولة العشاء وفي السرير. هل يمكن لشخصين لديهما ميول جنسية مغايرة أن يكونا صداقة جادة ويحافظا عليها؟ هل يمكن أن يكشفا نقاط ضعفهما للآخر، كما يفعل الأصدقاء الحقيقيون من دون إثارة الغيرة والحسد في قلوب شريك كل منهما؟ ولو كان الاثنان عازبين، هل يمكنهما تفادي الاحتمال الحتمي المحرج لإقامة علاقة جنسية في حال الثمالة؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول الإحصاءات إن ذلك ممكن. أقله، وفقاً لاستطلاع الرأي هذا الذي وجد أن 84 في المئة من البريطانيين يعتقدون أن الرجال والنساء المغايري الجنس يمكن أن يكونوا أصدقاء، لكن الروايات تخبر قصة أقل وضوحاً. فلنأخذ مثالاً بالفيديو الأخير المنتشر على "تيك توك" الذي تكشف فيه سيدة عن أن صديقها المفضل "اعترف" بحبه لها في بداية رحلة 30 ساعة بالسيارة.

وتطلب السيدة رايتشل فوستر من أتلانتا، جورجيا، "المساعدة" من متابعيها في المقطع المصور وتكتب في شرح الفيديو "تخيلوا: صديقكم المفضل اعترف لتوه بحبه لكم، وما زال أمامكم 28 ساعة حتى تنتهي الرحلة بالسيارة". حصد الفيديو منذ نشره أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة وآلاف التعليقات من مستخدمين وجدوا أنفسهم في حالات مشابهة. كتبت إحداهن "حصل معي الأمر نفسه. ويصادف الأسبوع المقبل ذكرى زواجنا الـ15". وكتبت أخرى "هذا ما فعله صديقي المقرب منذ خمس سنوات، وتزوجنا هذا الشهر".

حتى الآن، يبدو أن حجة هاري قوية. وبعد قضاء سنوات في محاولة تأييد وجهة نظر ألبرايت الأكثر تفاؤلاً، عليَّ القول إنني الآن أؤيد الشخص الساخر القاسي المهووس بالملابس الصوفية المفضل لدى الجميع.

لا تسيؤوا فهمي، فلديَّ كثر من الأصدقاء الذكور، لكن الصداقة التي تربطني بهم لا تشبه أبداً صداقاتي مع النساء في حياتي. لا شك أننا مقربون من بعضنا بعضاً، لكن بصورة غير حميمية تماماً. أعتقد أننا غالباً ما نخطئ عندما نبحث هذا الموضوع، إذ ننظر إلى مفهوم فضفاض جداً لكلمة "صداقة"، لا شك في أنه من الممكن للرجال والنساء تكوين صداقة سطحية. يمكنكم تناول العشاء معاً أحياناً، أو التنزه في الحدائق أو ارتياد دور السينما وما شابه، لكنني أعتقد أنه لا يمكن لهذه الصداقات أن تتعمق أكثر من ذلك، وإلا فسيتعرض أحدهما للأذى.

قد تكون أنت هذا الشخص، أو صديقك أو أحد شركائكما (في حال وجودهما). وهذا ليس ذنبكم. فكروا بالموضوع: لو كانت تربطكم مع أحدهم علاقة فيها حميمية عاطفية كما هو الحال مع الأصدقاء المقربين، فهناك حدود لهذا التصرف، قبل أن تتحول مشاعركم تجاههم إلى شيء يتخطى المساحة العذرية. وهذا لا يجعلكم مختلين مهووسين بالجنس والرومانسية، بل هذا يجعل منكم بشراً فحسب.

نحن مفطورون على الحاجة إلى إقامة روابط مع الآخرين. وفي عالم اليوم، حيث يتركز المجتمع في الفضاء الافتراضي بصورة كبيرة، ولا يرقى إلى المستوى المطلوب من بعض النواحي، تعد هذه الروابط من السلع النادرة والعابرة. من ثم فور عثورنا على شخص من النوع الاجتماعي الذي نشعر بانجذاب تجاهه، لا بد أن نتعلق بها. وليس في ذلك عيباً، إذ إن بعض أكثر العلاقات صحية تبدأ كصداقات.   

ما عليكم سوى أن تسألوا هاري، الذي يثبت وجهة نظره في النهاية لأنه - واحذروا أن تفسد التفاصيل الآتية عليكم الفيلم - في النهاية يرتبط عاطفياً بألبرايت فتصبح علاقتهما الخاتمة السحرية لفيلم غالباً ما يشاد به باعتباره أحد أعظم الأفلام الكوميديا الرومانسية التي كتبت على الإطلاق.  

عندما يواجه سالي في المشهد الذروة للفيلم، خلال حفلة في ليلة رأس السنة، أثناء العد التنازلي قبل أن تدق الساعة 12 ليلاً، يقول لها "عندما تدرك بأنك تريد قضاء ما تبقى من حياتك برفقة أحدهم، ترغب في أن يبدأ ما تبقى من حياتك بأسرع وقت ممكن". إنها اللفتة الرومانسية المثالية - مشهد لا يمكن أن تراه إلا في الأفلام. أما بالنسبة إلى معظمنا، عندما يعترف لنا أصدقاؤنا الذكور بحبهم، فلا نتوقع خطاباً رومانسياً عظيماً - جل ما نتمناه هو ألا يعترف الشخص بحبه بعد مرور خمس دقائق على بداية رحلة تستغر 30 ساعة بالسيارة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات