Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراكم سريع لأكسيد الكربون يهدد هدف كبح ارتفاع حرارة الأرض

توقع خبراء الأرصاد الجوية في بريطانيا أن تكون مستوياته في عام 2024 أعلى من أي وقت مضى على امتداد مليوني عام

تراكم ثاني أكسيد الكربون في الجو ناجم كلياً عن البشر (أ ب)

ملخص

نبه "مكتب الأرصاد الجوية" في المملكة المتحدة من أن تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يتجاوز المعدل اللازم للحفاظ على درجات الحرارة العالمية في حدود 1.5 درجة مئوية فوق مستويات الحقبة الصناعية

نبه "مكتب الأرصاد الجوية" في المملكة المتحدة Met Office من أن تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يتجاوز المعدل اللازم للحفاظ على درجات الحرارة العالمية في حدود 1.5 درجة مئوية فوق مستويات الحقبة الصناعية.

ويمثل حصر ارتفاع حرارة الجو بهذا المستوى هدفاً رئيساً لـ"اتفاق باريس للمناخ"، الذي جرى التوصل إليه في عام 2015، مع أن التراكم المستمر للانبعاثات منذ ذلك الحين يعرقل أكثر فأكثر تحقيق الهدف المنشود، ويجعل بلوغه أكثر صعوبة.

وفي التفاصيل، يتوقع "مكتب الأرصاد الجوية" أن تبلغ مستويات ثاني أكسيد الكربون ذروتها عند 426 جزءاً في المليون [مقابل كل مليون جزيء من الهواء، يوجد 426.6 جزيء من ثاني أكسيد الكربون أي بنسبة 0.000426 في المئة] في شهر مايو (أيار) المقبل، لتزيد من ثم عن نسبته في مليوني سنة ماضية.

تختلف مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي باختلاف الفصول، وتتأثر بدورة نمو النباتات في نصف الكرة الشمالي. خلال فصل الربيع، مع نمو النباتات، فإنها تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي لعملية التمثيل الضوئي. ومع ذلك، في الخريف، عندما تتساقط أوراق النباتات، تطلق هذه الأوراق المتحللة ثاني أكسيد الكربون مرة أخرى إلى الغلاف الجوي.

وفي هذا السياق، يرى "مكتب الأرصاد الجوية" أنه لولا النباتات والمحيطات التي تتشرب ثاني أكسيد الكربون، لكانت مستوياته في الغلاف الجوي أعلى بنحو مرتين مما هي عليه الآن.

وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة "إل نينو"، التي تؤدي إلى ارتفاع حرارة سطح البحار والجو على امتداد دورات تستمر لسنوات عدة، حدت من قدرة المحيطات على تشرب ثاني أكسيد الكربون بالكميات التقليدية المعتادة، مما تسبب في زيادة أكبر في مستويات الغاز المتراكمة [في الغلاف الجوي].

وفي هذا الإطار، قال البروفيسور ريتشارد بيتس، الذي عمل على إعداد توقعات "مكتب الأرصاد الجوية"، "إن الارتفاع المتوقع لمستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو، خلال هذا العام، يزيد بكثير عن الارتفاع المطروح في السيناريوهات الثلاثة المتماشية مع ارتفاع 1.5 درجة مئوية، التي جرى تسليط الضوء عليها في تقرير "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" Panel on Climate Change (IPCC).

وأضاف، "وحتى لو عوضنا عن التأثيرات الموقتة لظاهرة (إل نينو)، فسنرى أن الانبعاثات الصادرة عن البشر ستبقى تزيد من حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال عام 2024، لتصل هذه الأخيرة إلى سقف حدود التزام المسارات التي تهدف إلى حصر ارتفاع حرارة الجو بـ1.5 درجة مئوية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعزى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو بالكامل إلى إقدام البشر على حرق الوقود الأحفوري، وإنتاج الأسمنت، وقطع الغابات التي كانت لولا ذلك لتتشرب هذا الغاز.

ومنذ عام 1958، يقوم مرصد في مدينة ماونا لوا، في هاواي، بقياس مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وقد تمكن من رصد مراحل الحد من انبعاثه، التي جاءت بموازاة حد البشر من انبعاثاتهم، كما حصل خلال الجائحة العالمية في عام 2020.

وقال البروفيسور بيتس في هذا الصدد، "على امتداد العقود الستة الماضية، تسارعت وتيرة ارتفاع ثاني أكسيد الكربون"، مضيفاً أنه "إذا ما أريد لمعدل الاحترار العالمي أن يبقى أقل من 1.5 درجة مئوية، فلابد أن يتباطأ معدل تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بصورة كبيرة في السنوات المقبلة، ثم يتوقف تماماً قبل منتصف القرن، بيد أن التوقعات لعام 2024 لا تشير البتة إلى أي تباطؤ محتمل من هذا القبيل".

وكذلك، لفت "مكتب الأرصاد الجوية" إلى أن مستويات الاحترار الراهنة تقدر بنحو 1.3 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية.

أما تخطي عتبة الـ1.5 درجة مئوية، فسيحدث بعد أن يتحول هذا الرقم إلى معدل سائد لفترة 20 عاماً تقريباً. من ثم فإن جرى تخطي هذا الرقم في إحدى السنوات [دون سواها] لن يعني أن اتفاق باريس فشل في تحقيق هدفه.

لقد تأكد أن السنة الماضية كانت أكثر السنوات قيظاً على الإطلاق، حيث تخطت حرارة الجو خلالها معدلاتها الموسمية بأشواط. وبدءاً من شهر يونيو (حزيران)، كان كل شهر يشهد درجات حرارة تزيد على معدلاتها المعتادة في الشهر المقابل [من السنوات السابقة].

وبالكلام عن عام 2024 يتوقع "مكتب الأرصاد الجوية" أن يكون أكثر قيظاً من سابقه حتى، لأن ظاهرة "إل نينو" تزيد من وطأة الاحترار الناجم عن انبعاث غازات الدفيئة.

المزيد من بيئة