كان يتوشح صدره وهو يافع "نجمة داوود" التي تتوسط علم إسرائيل، وفي شبابه توشح "الكوفية" الفلسطينية، كانت تلك أبرز مراحل حياة اللاعب عطا جابر الذي يمثل منتخب فلسطين في بطولة كأس آسيا 2024 في قطر بعد سنوات من تمثيله أندية ومنتخب الدولة العبرية.
وأثار اللاعب الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية ردود فعل واسعة تعدت مستطيل الكرة ومدرجاتها بعد أن وصفه وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهار بـ"الخائن" ليطالب بـ"سحب جنسيته الإسرائيلية"، بعد تمثيله للمرة الأولى المنتخب العربي الفلسطيني.
ومثل عطا منتخب إسرائيل تحت سن 21 ولعب لأندية مكابي حيفا وسخنين وأشدود الإسرائيلية قبل احترافه بفريق نفتاشي باكو الأذري.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 تم تعيين جابر الذي كان موهبة صاعدة في مكابي حيفا قائداً للمنتخب الإسرائيلي. ويعد عطا أول قائد عربي للمنتخب الوطني الإسرائيلي الشاب. وبحسب تقرير نشره موقع "والا" العبري عن اللاعب الذي أحدث صخباً في تل أبيب أنه كان يتمنى "لو لم يكن إسرائيلياً أن يكون لاعباً لمنتخب ألمانيا".
ونادي مكابي حيفا كان له الفضل في إبراز موهبة جابر. وشارك اللاعب الذي بلغ 30 سنة أخيراً، للمرة الأولى مع فلسطين في يونيو (حزيران) الماضي بالمباراة الودية التي جمعت المنتخب الفلسطيني بإندونيسيا ضمن أسبوع "فيفا"، وفي إطار تحضيرات المنتخبين لكأس آسيا 2024.
ويشارك منتخب فلسطين حالياً في كأس آسيا المقامة في قطر، حيث يحتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد نقطة واحدة بعدما خاض مباراتين أمام إيران والإمارات، فيما يدخل لقاء الغد أمام هونغ كونغ على أمل الإبقاء على حظوظه بالتأهل لدور الـ16.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي وقت سابق، قال لصحيفة "عرب نيوز"، "في إسرائيل يعلمون اللاعبين أنه يجب ألا يتم خلط السياسة بالرياضة، وأنك لست مطالباً بأن تشدو النشيد الوطني الإسرائيلي، ولكن بعد ذلك أدركت أنه من غير الممكن فصل السياسة عن الرياضة".
وعن سبب عدم تمثيله المنتخب الفلسطيني على رغم أصوله العربية أرجع جابر هذا الأمر إلى أوراقه الثبوتية بقوله، "لم أكن أعلم أنه من الممكن تمثيل منتخب فلسطين لأنني لم أكن أمتلك جواز سفر، ولكن بعد ذلك أيقنت أن ذلك ممكن". وأضاف "بعد ما حدث في حي الشيخ جراح، أدركت أنه من المستحيل فصل السياسة عن الرياضة، وحتى لو أردت تمثيل عرب 48، كانت هناك طرق أفضل للقيام بذلك". وقال "اتخذت قرار تمثيل المنتخب الفلسطيني لأسباب عديدة" مضيفاً، "أولاً لأنني فلسطيني، وثانياً لأن لديَّ القدرة على ذلك، وثالثاً لإيصال رسالة للاعبين داخل الخط الأخضر بأن هذا الخيار متاح لهم".
وباتت تحيط اللاعب هالة من الضوء بعد دقيقة صمت شاركها منتخب فلسطين على ضحايا الحرب في غزة خلال مباراة جمعت منتخب فلسطين بالمنتخب اللبناني في نوفمبر الماضي ضمن تصفيات كأس العالم 2026 في الإمارات. واعتبر حينها وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي أن وقوف اللاعب ينم عن "تجاهل للضحايا الإسرائيليين"، متابعاً القول إن "جابر أظهر تعاطفه مع حركة (حماس) الإرهابية"، بحسب وصفه.
وعبر المعلق الرياضي الإسرائيلي أوري أوزان عن أسفه على الخطوة التي فاجأ بها جابر المجتمع العبري، وكتب في مقالة نشرها موقع "إسرائيل اليوم"، "ليس جابر أول من نشأ في فريق إسرائيلي وانتقل لتمثيل منتخب فلسطين، لكن ما فعله أمر محبط وصادم"، قبل أن يضيف "أشعر أيضًا بالألم وخيبة الأمل منه، أولاً على المستوى الشخصي كشخص عمل معه، وأيضًا بسبب الضرر الكبير الذي لحق بكرة القدم الإسرائيلية ولأصدقائه... إنه فعل مؤذٍ للعرب واليهود".
ويشارك منتخب فلسطين للمرة الثالثة في كأس آسيا المقامة في قطر، حيث يلعب في المجموعة الثالثة التي تضم إيران والإمارات وهونغ كونغ، بينما سجل حضوره في البطولة القارية للمرة الأولى في نسخة 2015 التي أقيمت في أستراليا، حيث وقع في المجموعة الرابعة بصحبة اليابان والعراق والأردن وخسر مبارياته الثلاث.
وحقق المنتخب الفلسطيني أولى نتائجه الإيجابية في بطولة 2019 التي أقيمت في الإمارات عندما تعادل مع سوريا في مباراه الافتتاحية بالبطولة قبل أن يخسر من أستراليا ويتعادل مع الأردن، بينما حقق التعادل الثالث له في تاريخ المسابقة القارية خلال مباراته الأخيرة أمام الإمارات التي انتهت بهدف لكل فريق.