Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الضربات الأميركية والبريطانية لن توقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

الولايات المتحدة ضربت أهدافاً حوثية في اليمن في سبع جولات على الأقل من الهجمات

بحارة على متن السفينة الحربية الملكية "دايموند" يطلقون صواريخ "سي فايبر" على مسيّرات حوثية (وزارة الدفاع البريطانية)

ملخص

هجمات الحوثيين في البحر الأحمر مستمرة على رغم الضربات الأميركية ضدهم.

يحذر خبراء من أن الضربات الأميركية والبريطانية التي تستهدف المقاتلين الحوثيين في اليمن لن تردع الجماعة المدعومة من إيران عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر، وسط تفاقم الأوضاع المتوترة في أنحاء الشرق الأوسط كله.

وفي وقت شنت الولايات المتحدة ما لا يقل عن سبع جولات من الضربات ضد مواقع الحوثيين في اليمن – مع مشاركة المملكة المتحدة أيضاً في الضربات الأولى الأسبوع قبل الماضي – أبلغ خبراء صحيفة "اندبندنت" أن الضربات ترقى إلى مجرد حل موقت لمشكلة تتطلب استجابة بعيدة الأجل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول أليسيو باتالانو، الأستاذ المتخصص في الاستراتيجية والعقيدة البحريتين في قسم دراسات الحرب بكينغز كوليدج لندن: "لا شيء في رواية الحوثيين يشير إلى أن لديهم أي نية للتوقف، مهما كان الثمن".

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الخميس الفائت أن الضربات الجوية ستستمر، حتى مع اعترافه بأنها قد لا توقف هجمات الحوثيين. قال: "هل ستوقف الحوثيين؟ لا. هل ستستمر؟ نعم".

بدأ الحوثيون هجماتهم على طول طريق التجارة البحرية الرئيسية هذه في نوفمبر (تشرين الثاني)، إذ زعمت الحركة المتحالفة مع "حماس" أنها تهدف إلى وقف الحرب في غزة. وقتلت "حماس" ألفاً و200 إسرائيلي، واحتجزت 240 آخرين كرهائن – نصفهم تقريباً لا يزالون أسرى في غزة – خلال هجوم شنته في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ورداً على ذلك، تعهدت إسرائيل بالقضاء على "حماس"، وشنت غارات جوية وعمليات برية داخل غزة، مدعومة بحصار. ويقول مسؤولو الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه "حماس" إن أكثر من 25 ألف شخص قُتِلوا.

وبينما يزعم الحوثيون أنهم يستهدفون السفن المتجهة إلى إسرائيل، أطلقوا النار على أكثر من 30 سفينة تجارية منذ 19 نوفمبر.

وباستخدام المواقع في الشمال الغربي لليمن الذي يحيط بمضيق باب المندب، حيث يمر حوالى 12 في المئة من حركة الملاحة البحرية العالمية، يهدد الحوثيون بزعزعة استقرار سلاسل الإمداد القائمة بين آسيا وأوروبا.

وأجبرت هجماتهم مئات السفن التجارية على تغيير مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، وهو التفاف طويل إلى الجنوب من أفريقيا، وضاعفت أقساط التأمين على شركات الشحن التي تتطلع إلى العمل في المنطقة.

في أواخر ديسمبر (كانون الأول)، أنشأت الولايات المتحدة تحالفاً بحرياً في البحر الأحمر – "عملية حارس الازدهار" – بدعم من المملكة المتحدة، لمواجهة هذا التهديد.

يقول الأستاذ باتالانو إن الضربات الأولية التي وُجِّهت إلى مواقع الحوثيين كان لها أثر واضح. ويشير إلى "أننا انتقلنا من أكثر من 20 صاروخاً ومسيّرة في كل هجوم [للحوثيين] إلى طلقات منفردة فقط"، مشيراً إلى ذلك كدليل على تدهور القدرات الهجومية للجماعة. لكنه يصف النية الأوسع لمنع هجمات الحوثيين تماماً بأنها "ساذجة".

ويشير براء شيبان، الخبير في شؤون اليمن في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مؤسسة بحثية أمنية تتخذ من لندن مقراً، إلى أن قدرة الولايات المتحدة على تدمير قدرات الحوثيين في الأجل البعيد هي المشكلة.

يقول: "يمارس [الحوثيون] شيئاً اعتادوا عليه. هم شديدو التنقل. لقد كيفوا قدراتهم العسكرية حول كيفية الحفاظ على حملة جوية ضد [الضربات المستهدفة]".

ووفق "أوفشور إنرجي"، وهي نشرة قطاعية متخصصة في مصادر الطاقة البحرية، "لم تتعرض إمدادات النفط إلى خطر" إذ أعادت شركات مثل "بريتيش بتروليوم" و"شل" توجيه سفنها بعيداً من البحر الأحمر. أما أقساط التأمين ضد الحرب، وهي تعرفة يجب أن تدفعها شركات الشحن لكي تبحر في المياه الخطرة، فربما تضاعفت إلى 0.7 في المئة، لكن القطاع يمكن أن يتحمل زيادات أكبر، كما يقول الأستاذ باتالانو، مستشهداً بأقساط بلغت 10 في المئة تقريباً طُبِّقت خلال حرب الناقلات بين إيران والعراق في ثمانينيات القرن العشرين.

لكن، كما قال السيد بايدن، لا يزال الحوثيون يشكلون تهديداً، وسيزداد الأثر الاقتصادي إذا استمرت الضربات لعدة أشهر.

ومن الآن فصاعداً، يقول الأستاذ باتالانو إنه يعتقد بأن الولايات المتحدة ستتطلع إلى تطوير استراتيجيتها مع أخذ هذا الواقع الجديد في الاعتبار. ويقول إن تدمير القدرة الهجومية للحوثيين، أو إقناعهم بالتوقف، يبدو مستحيلاً الآن، على رغم أن الولايات المتحدة ستواصل على الأرجح المحاولة.

ويضيف: "يجب أن تكون [الاستراتيجية] مزيجاً من الاستراتيجيات المختلفة التي تقلل من الأخطار في بيئات مختلفة. يجب على الولايات المتحدة أيضاً تقليل عدد القوافل التي تمر عبر البحر الأحمر، والنظر في مرافقة موسعة للسفن التجارية في المنطقة.

"يجب أن يكون ذلك كافياً لحجب أثر أقساط التأمين ضد الحرب لفترة أطول قليلاً".

ويعترف بعض المسؤولين بوجود حاجة إلى تخطيط بعيد الأجل. وأفادت الحكومة البريطانية بأن صواريخ سلاح البحرية الملكي التي استُخدِمت لإسقاط مسيّرات الحوثيين في البحر الأحمر ستُحدَّث.

سيحصل نظام الدفاع الجوي "سي فايبر" على صواريخ أكثر فاعلية تتميز برأس حربي جديد، وسيمكّنه تحديث للبرمجيات من حجب التهديدات التي تمثلها الصواريخ الباليستية. وسيساعد ذلك على حماية مجموعة "كاريير سترايك" التابعة لسلاح البحرية، ويسمح بمتابعة مجموعة متنوعة من التهديدات الجوية واستهدافها وتدميرها على بعد أكثر من 70 ميلاً (113 كيلومتراً تقريباً). وستكتمل الترقية التي تبلغ تكلفتها 405 ملايين جنيه استرليني (515 مليون دولار) بحلول عام 2032. ومن المأمول أن تساعد الترقية سفن سلاح البحرية على التعامل في شكل أفضل مع التهديدات الأكثر تعقيداً في المستقبل.

وقال وزير الدفاع غرانت شابس: "مع تدهور الوضع في الشرق الأوسط، من الضروري أن نتكيف للحفاظ على سلامة المملكة المتحدة وحلفائنا وشركائنا. ويُعَد "سي فايبر" في طليعة ذلك، كونه السلاح المفضل لسلاح البحرية في الإسقاط الأول لأي تهديد جوي منذ أكثر من 30 سنة.

"لقد ضمنت علاقتنا القوية والدائمة مع الصناعة البريطانية قدرتنا على نشر أحدث القدرات التكنولوجية أينما كانت مطلوبة، مع دعم مئات الوظائف في أنحاء البلاد كلها وتعزيز ازدهار المملكة المتحدة".

لكن في غضون ذلك، تخاطر الولايات المتحدة بتحسين الحوثيين لسمعتهم في المنطقة، وفق شيبان، الذي أمضى سنوات في الحكومة اليمنية مفاوضاً للحوثيين قبل أن تجبره الحكومة على العيش في المنفى لانتقاده سجلها في مجال حقوق الإنسان.

ويضيف: "تحتفل العديد من البلدان العربية بما يفعله الحوثيون باعتبارهم المجموعة الوحيدة التي تحاول صد إسرائيل. ربما يفعلون ذلك لأسباب أخرى، في محاولة لصرف الانتباه عن المسائل الداخلية، لكن هذا ليس ما يراه [كثيرون] من الشعب العربي".

بالنسبة إلى شيبان، هذا شيء لم تفكر فيه الولايات المتحدة، وهو يخاطر بترتيب عواقب سلبية خطيرة. كذلك يعتقد بأن آمال الولايات المتحدة في أن تتوقف الهجمات إذا انتهت الحرب في غزة في غير محلها.

يقول: "يريد الحوثيون أن يكون لهم نفوذ بعيد الأجل على المجتمع الدولي، والآن أظهروا ذلك، لقد بات لديهم هذا النفوذ. الحوثيون باقون".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات