Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضغط الحرب يدفع الجنود الأوكرانيين على الجبهة إلى حافة الإرهاق

يقدر عدد قتلى الجيش الأوكراني بنحو 70 ألفاً والجرحى بما يصل إلى 120 ألفاً

جنديان أوكرانيان يجهزان مدفع هاوتزر قرب مدينة باخموت الخاضعة للسيطرة الروسية، في 25 يناير الحالي (رويترز)

ملخص

بعد عام من المعارك الطاحنة التي لم تحقق أية مكاسب ملحوظة للطرفين على الأرض تضخ موسكو مزيداً من قواتها وتكثف قصفها المواقع الأوكرانية

أنهى الجندي الأوكراني فاديم نوبة حراسته الليلة في موقعه على الجبهة الشمالية الشرقية للبلاد ودخل إلى مخبئه مرتمياً على سريره ومغطياً عينيه بقبعته العسكرية طلباً للراحة.
درجة الحرارة في الخارج تبلغ ثماني درجات مئوية تحت الصفر، ويمكن سماع خطى الجنود من اللواء 41 الميكانيكي على الثلوج المتراكمة وهم يتحركون بين الخنادق في شمال بلدة كوبيانسك.
وقال فاديم (31 سنة)، إن "الأمر صعب، لكننا صامدون"، مضيفاً "ليس أمامنا خيار آخر".
ودفعت حرب الخنادق المستمرة منذ نحو عامين في مواجهة القوات الروسية بالجنود الأوكرانيين إلى حافة الإرهاق.
ويجهد الجيش الأوكراني لتجنيد رجال يخدمون على الجبهة، في تناقض مع تقاطر المتطوعين في بداية الحرب.
وحافظت كييف على سرية خسائرها البشرية، لكن أحدث التقديرات الأميركية التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" في أغسطس (آب) الماضي تقدر عدد قتلى الجيش الأوكراني بنحو 70 ألفاً، والجرحى بما يصل إلى 120 ألفاً.
واستعيدت كوبيانسك ومنطقة خاركيف المحيطة بها من الروس في سبتمبر (أيلول) عام 2022 إثر هجوم أوكراني خاطف، لكن منذ الصيف عاودت القوات الروسية شن هجمات في هذه المنطقة على رغم عدم تحقيقها أي إنجاز رئيس.
وقال فاديم "إنهم ينفذون هجمات باستمرار ويتقدمون"، مشيراً إلى أن الأدرينالين ساعدهم في السنة الأولى عندما "لم يكن يخيفهم أي شيء". وأضاف، "لكننا الآن بكل بساطة مرهقون، لأنه بعد مرور عامين، لم نرَ الضوء في نهاية النفق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن الجيش يريد حشد ما يصل إلى نصف مليون شخص لمحاربة نحو 600 ألف جندي روسي منتشرين في أوكرانيا، لكن في وقت سابق خلال هذا الشهر رفض البرلمان مناقشة مشروع قانون مثير للجدل يهدف إلى تعبئة مزيد من الجنود، وسط انتقادات شديدة من الناس والنواب، وشكل ذلك ضربة مؤلمة للجيش الذي كان يكافح لتعبئة صفوفه، فضلاً عن تسريح جنوده الذين خدموا لفترات طويلة على الخطوط الأمامية.
وعلق فاديم، "بالطبع نريد التسريح، لأن الخدمة صعبة. لم أرَ عائلتي منذ ستة أشهر"، لكنه أضاف "الأمر لا يتعلق بأن يمنحونا إجازة لـ10 أيام. لن يكون مفيداً، أي نوع من الراحة سيكون هذا؟". وتابع "إذا منحونا إجازة لمدة ستة أشهر في الأقل، سيكون ذلك أفضل".
وتأتي الدعوات إلى تسريح جنود أوكرانيين في وقت صعب بالنسبة إلى الجيش الذي يواجه حالياً ضغوطاً روسية متجددة على الجبهة الشرقية.
وبعد عام من المعارك الطاحنة التي لم تحقق أية مكاسب ملحوظة للطرفين على الأرض، تضخ موسكو مزيداً من قواتها وتكثف قصفها للمواقع الأوكرانية.
وقال أولكسندر، الجندي الأوكراني البالغ 20 سنة، والذي رفض أيضاً ذكر اسمه الثاني لأسباب أمنية، إن "كثافة الأعمال الحربية التي تستهدفنا الآن أصبحت مرتفعة جداً، وهناك جرحى يسقطون أكثر مما نتوقع". وأضاف، "اليوم، بصورة عامة تتم تعبئة كبار السن من الرجال"، لذلك هناك قوات احتياط يمكن استدعاؤها. وتابع، "نحن في حاجة إلى التعبئة ولدينا وسائل للقيام بذلك"، لكن تلاشى الزخم الذي ظهر في الأشهر الأولى من الحرب حين اندفع الأوكرانيون أفواجاً إلى الجبهة بشكل طوعي.
وقال فاديم "منذ الأيام الأولى للغزو، كنا دائماً تقريباً على خط المواجهة". وأضاف، "الرجال متعبون عقلياً وجسدياً. لم يعد باستطاعتهم الاحتمال أكثر من ذلك".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات