Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كارثة جديدة من "بريكست" عقب انهيار محادثات التجارة بين بريطانيا وكندا

إحباط بسبب انهيار المفاوضات في أعقاب الضغوط على المملكة المتحدة لتخفيف القيود على لحم البقر المعالج بالهرمونات

قال بوريس جونسون إن اتفاق ما بعد "بريكست" مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو سيعزز الاقتصاد البريطاني (رويترز)

ملخص

انهيار محادثات الاتفاق التجاري بين بريطانيا وكندا كارثة أخرى في مرحلة ما بعد "بريكست"

تواجه حكومة ريشي سوناك كارثة جديدة من تبعات "بريكست" على إثر انهيار المحادثات التي كانت تهدف للتوصل إلى اتفاق تجاري مع كندا وسط خلافات حادة. وقد كانت الآمال معقودة على أن تتكلل هذه المفاوضات باتفاق تجارة حرة مع حليف بريطانيا المقرب في الكومونولث بسهولة بالغة، لا سيما بعد "بريكست".

وكان المحافظون قد أعلنوا بفخر أن بريطانيا بعد "بريكست" ستتمتع بالحرية لعقد اتفاقات اقتصادية جديدة مع مختلف دول العالم بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي. وقد تعهد رئيس الوزراء آنذاك، بوريس جونسون، توقيع "اتفاق تجاري مصمم خصوصاً" مع حكومة جاستن ترودو لتحفيز الاقتصاد بعد الموافقة على ترتيبات موقتة للتمديد عام 2020.

لكن الأمور اتخذت منحى آخر بعد تعثر المحادثات الرسمية، والتي استمرت لمدة عامين، حيث قررت حكومة سوناك إلغاء المفاوضات مع الجانب الكندي بسبب خلاف حول حصص اللحوم والأجبان. واحتدم الخلاف على إثر مطالبة كندا بتخفيف الحظر البريطاني المفروض على لحوم البقر المعالجة بهرمونات، وهو حظر اعتبره المنتجون الكنديون عائقاً كبيراً أمام دخول منتجاتهم إلى السوق البريطانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتواجه الحكومة الكندية ضغوطاً من قبل منتجي اللحوم البقرية وصناع الجبن المحليين الذين يدفعون أيضاً للوصول بصورة أفضل إلى سوق المملكة المتحدة.

في هذا السياق، عبرت متحدثة رسمية باسم وزيرة التجارة الكندية ماري أنغ عن شعورها بـ"خيبة أمل" من انهيار المحادثات، موجهة رسالة بهذا الأمر لوزيرة الأعمال والتجارة البريطانية كيمي بادينوك.

وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، قالت المتحدثة باسم الوزيرة "إن قرارهم مواصلة الإبقاء على حواجز الوصول إلى الأسواق أمام قطاعنا الزراعي وعدم الرغبة في التوصل إلى اتفاق متبادل لم يؤد إلا إلى توقف المفاوضات".

وعلى منصة "إكس" أكدت أنغ أن "الحكومة الكندية لن توافق أبداً على صفقة ليست في صالح عمالنا ومزارعينا وشركاتنا".

من جهته، قال مصدر حكومي بريطاني إن كندا على ما يبدو "فقدت القدرة على رؤية الصورة الكاملة والتي تشمل الشركات البريطانية والكندية التي تمارس تجارة بقيمة 26 مليار جنيه استرليني (33 مليار دولار) سنوياً والأشخاص الذين توظفهم". وأضاف المصدر "في حال عودة كندا إلى طاولة المفاوضات بعرض متزن ورغبة صادقة في تحقيق تقدم، فإن أبوابنا مفتوحة للحوار. إلى ذلك الحين، ستسعى حكومتنا لاستكشاف فرص اتفاقات تجارية أخرى تصب في مصلحة القطاعات البريطانية."

وقد تفاوضت الدولتان على مدار العامين الماضيين، مع استمرار التجارة بموجب الترتيبات التي جرى التوصل إليها عندما كانت المملكة المتحدة عضواً في الاتحاد الأوروبي.

وبدأت المفاوضات في شأن اتفاق جديدة في مارس (آذار) 2022. وكانت الاتفاق السابقة قد سمحت للمملكة المتحدة بمواصلة بيع السيارات والجبن في الدولة الواقعة في أميركا الشمالية دون أن تفرض كندا ضريبة استيراد.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، ادعى جونسون، رئيس الوزراء آنذاك، أن الاتفاق الجديد بعد "بريكست" مع كندا "سيحقق نسبياً درجة أكبر في تلبية حاجات اقتصادنا".

وكانت التوقعات عالية بإبرام الصفقة خلال هذا العام، لا سيما بعد التنسيق الوثيق بين السيدة بادينوك ونظيرتها الكندية، والذي أثمر عن انضمام المملكة المتحدة إلى جانب حليفتها الكندية إلى "الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ" Comprehensive and Progressive Agreement for Trans-Pacific Partnership (CPTPP). إلا أن مينيت باترز رئيسة اتحاد مزارعي إنجلترا وويلز، أشاد بحكومة سوناك لأنها "التزمت بموقفها ولم تتراجع".

وفي تصريح لبرنامج "اليوم" عبر راديو "بي بي سي 4"، أكدت ضرورة منع استيراد لحم البقر المعالج بالهرمونات إلى الأراضي البريطانية، لافتة إلى "أنه مصدر ارتياح للمزارعين. لقد استمر هذا لفترة طويلة ويتعلق بتعزيز العلاقة التجارية بين المملكة المتحدة وكندا"، وأشارت إلى أن السلع الزراعية غالباً ما تكون "أول شيء يناقش وآخر شيء يتفق عليه - ويسعدني أن الحكومة التزمت بموقفها ولم تتراجع". وأضافت السيدة باترز "لقد انتهجت كندا سياسة التشدد في المفاوضات لفترة طويلة، مما كان ينذر ببلوغ نقطة تحول حاسمة تكشف عن الطرف المستسلم".

وتأتي هذه الأحداث كتطور جديد في سياق معضلات التي أنتجتها عملية "بريكست" عقب تحذيرات من عدد بارز من النواب حول احتمالية تعرض البريطانيين لتأخيرات تتجاوز الـ14 ساعة عند نقاط العبور الأوروبية، بفعل التعديلات المرتقبة على قوانين السفر.

من جانب آخر، رفع أصحاب المصالح الصوت محذرين من العقبات البيروقراطية الجديدة المرتبطة بـ"بريكست" والمقرر تطبيقها مع نهاية يناير (كانون الثاني) وأبريل (نيسان)، معتبرين إياها تهديداً "جوهرياً" لاستمرارية شركات الأغذية الطازجة والزهور في بريطانيا.

وفي هذا الإطار، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية "نحتفظ بالحق في تجميد المفاوضات مع أية دولة في حال عدم تحقيق أي تقدم ملموس"، مضيفاً "ما زلنا منفتحين على استئناف المحادثات مع كندا في المستقبل لبناء علاقة تجارية أقوى تعود بالنفع على الشركات والمستهلكين على جانبي المحيط الأطلسي".

© The Independent

المزيد من أسهم وبورصة