ملخص
هل ستحذو التنس حذو الغولف والرياضات الأخرى في عقد صفقات مع الرياض؟
"حجج نمطية عفا عليها الزمن"، هكذا ردت السفيرة السعودية في الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان على حسابها بمنصة "إكس" على الرافضين استضافة الرياض نهائيات اتحاد التنس النسائي، المقررة بين الـ30 من أكتوبر (تشرين الأول) والخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
على رغم أن الاتحاد الدولي للاعبات التنس المحترفات لم يقرر بعد مكان إقامة نهائيات موسم 2024 بصورة نهائية، لكن التكهنات المتزايدة تؤكد أن البطولة تتجه إلى السعودية التي وضعت نصب أعينها استضافة الحدث النسائي ضمن جهودها في استضافة الأحداث العالمية، التي بدأت خلال السنوات القليلة الماضية في كل الرياضات.
الأمر أثار أسطورتي التنس الأميركيتين كريس إيفرت ومارتينا نافراتيلوفا، اللتين قالتا إنهما بذلا جهدهما في بناء جولة "تقوم على المساواة لتمكين المرأة في عالم يهيمن عليه الذكور، لكن هذا العمل معرض للخطر الآن إذا استضافته السعودية". ودعتا الاتحاد الدولي لتنس السيدات إلى إبقاء البطولة خارج السعودية في خضم جدل حيال ما إذا كانت "الرياضة البيضاء" ستحذو حذو الغولف ورياضات أخرى في عقد صفقات مع الرياض.
نعارض منح البطولة للرياض
جاء الانتقاد الأول من قبل نافراتيلوفا وإيفرت لمسؤولي جولة اتحاد لاعبات التنس المحترفات الذين يفكرون في تنظيم النهائيات في السعودية، في مقال مشترك نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في الـ24 من يناير (كانون الثاني) بعنوان "لم نساعد في بناء التنس النسائي لتستغله السعودية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالتا "نحن نقدر تماماً أهمية احترام الثقافات والأديان المتنوعة، ولهذا السبب نعارض منح البطولة للرياض"، وبحسب قولهما، فإن قيم اتحاد لاعبات التنس المحترفات تتناقض بصورة كبيرة مع قيم المستضيف المقترح.
من جانبها ردت السفيرة السعودية في الولايات المتحدة على مخاوف اللاعبتين التي وردت في المقال في شأن موقف البلاد من المساواة بين الجنسين، قائلة إن الفشل في الاعتراف بالتقدم الكبير الذي حققته المرأة في السعودية يشوه رحلتنا الرائعة.
وأضافت "مثل عديد من النساء حول العالم نظرنا إلى أساطير التنس كرواد ونماذج يحتذى بها، لكن هؤلاء البطلات أدرن ظهورهن للنساء اللاتي ألهمن بهن، وهذا أمر مخيب للآمال للغاية".
تحول ملحوظ في دعم المرأة
وأشارت السفيرة إلى أن من المفترض أن تكون الرياضة بمثابة هدف التعادل الذي يوفر الفرصة للجميع على أساس القدرة والتفاني والعمل الجاد، ولا ينبغي استخدامها سلاحاً لتعزيز التحيز الشخصي أو الأجندات أو معاقبة مجتمع حريص على احتضان التنس والمساعدة في الاحتفال بهذه الرياضة وتنميتها.
وعلى رغم ما تشهده أوضاع المرأة السعودية من تحول ملحوظ في دعم حقوق المرأة، فإن التقارير والتقييمات والدراسات والبحوث الدولية تحاول أحياناً التقليل من الجهود التي تقوم بها، فقد استشهدت النجمتان بالقانون السعودي الذي يتطلب وصاية الذكور على الزواج وإلزام الزوجات بإطاعة أزواجهن في القرارات المنزلية الرئيسة.
لكن الوزيرة السعودية فندت الادعاءات التي وردت في حديث نجمتي التنس، وقالت إن الاعتقاد أن المرأة مطالبة بالحصول على موافقة ولي الأمر الذكر للسفر أو العمل أو رئاسة الأسرة غير صحيح. ونفت المزاعم القائلة إن السعودية تقيد حرية المرأة، وإن القانون السعودي يعتبر المرأة ملكية، وحثت على ضرورة العثور على معلومات دقيقة في هذا الشأن.
وأضافت "باعتباري امرأة كرست حياتها لقضية المرأة آلمني بشدة قراءة مقال رأي في صحيفة (واشنطن بوست)، يعترض على استضافة السعودية نهائيات اتحاد التنس النسائي بسبب حجج نمطية عفا عليها الزمن، ووجهات نظر غربية حول ثقافة مجتمعنا".
أكثر من 330 ألف لاعبة رياضية
واستشهدت الأميرة ريما في حديثها بالإحصاءات التي أفادت أن النساء السعوديات يمتلكن أكثر من 300 ألف شركة، وما يقارب 25 في المئة منهن يشاركن في شركات ناشئة صغيرة ومتوسطة الحجم، وهي نسبة مماثلة لتلك الموجودة في الولايات المتحدة.
كما أشارت إلى أن المرأة في بلادها تتمتع بفرص في القطاعات التي يهيمن عليها الذكور تقليدياً، مثل الجيش ومكافحة الحرائق وإنفاذ القانون، وحتى استكشاف الفضاء. وشددت على أن النساء في البلد يحصلن على أجر متساو مع الرجل، وهو ما لا يشكل قاعدة عالمية.
ومع اعترافها بأنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به، شددت الأميرة ريما على التقدم الأخير في مشاركة المرأة في القوى العاملة وخلق الفرص الاجتماعية والثقافية لها.
وفي مجال الرياضة أشارت إلى التطورات الكبيرة التي تمر بها بلادها، بما في ذلك إنشاء الدوريات والاتحادات الرياضية النسائية. وبلغة الأرقام أوضحت أن البلاد تضم أكثر من 330 ألف لاعبة رياضية مسجلة، منهن 14 ألفاً يشاركن بنشاط في رياضة التنس. وتعمل آلاف النساء مدربات وموجهات وحكاماً وطبيبات رياضيات بصفات مختلفة.
الحوار لحل الخلاف
وشددت الأميرة ريما على أن تصوير المرأة السعودية على أنها ضحية لا صوت لها لا يقوض تقدمها في الرياضة فحسب، بل ينتقص أيضاً من التقدم الأوسع الذي حققته في البلاد. وسلطت السفيرة الضوء على إنجازات الرياضيين كياسمين الدباغ وتهاني القحطاني ويارا الحقباني. وأكدت مساهماتهن في تحدي المفاهيم حول حقوق المرأة في السعودية.
وأعربت السفيرة السعودية عن استعدادها للترحيب بوجهات النظر المتنوعة، وشددت على أهمية تعزيز الحوار المثمر من أجل القضية المشتركة المتمثلة في النهوض بالفرص المتاحة للمرأة على الصعيد العالمي.