Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يصبح اقتصاد كردستان العراق ضحية تصفية الحسابات؟

استهداف المسيرات أكبر حقول الغاز يهدد بقطع الكهرباء ومراقبون يتحدثون عن الجهة المستفيدة

أضرار ناتجة عن استهداف إحدى المنشأت المدنية في كردستان العراق (أ ف ب)

ملخص

بحسب مراقبين فإن الجهة التي استهدفت حقول غاز خور مور هي نفسها التي استهدفت قاعدة حرير والسفارة الأميركية لدى بغداد.

لم تكتف الجماعات المسلحة وطائراتها المسيرة باستهداف القواعد الأميركية ومطارات في إقليم كردستان العراق، بل طاولت هجماتها منشآت حيوية مدنية، ومنها ما أدى إلى مقتل أحد أبرز رجال الأعمال في الإقليم منتصف الشهر الجاري، ووصلت إلى العمود الفقري لاقتصاد الإقليم باستهداف أكبر حقول الغاز التي تزود المحطات الكهربائية، ليس في الإقليم فحسب، وإنما بمناطق أخرى في العراق.

الخميس الماضي أدى هجوم بطائرة مسيرة على أحد أكبر حقول الغاز في العراق إلى تعليق موقت للإنتاج، مما تسبب في انقطاع في التيار الكهربائي بأنحاء إقليم كردستان بشمال البلاد.

ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الطائرة المسيرة التي قصفت حقل "خور مور" للغاز في منطقة السليمانية بشمال العراق ليلاً.

وقالت شركة "دانة غاز" الإماراتية للطاقة التي تشغل الحقل إن الهجوم ألحق أضراراً بخزان للغاز المسال، لكنه لم يتسبب في إصابات بشرية.

ونددت الولايات المتحدة الجمعة بهجوم نفذ بطائرة مسيرة على حقل غاز خور مور الضخم في إقليم كردستان العراق الخميس وحثت السلطات العراقية على التحقيق، ملقية باللائمة على فصائل مسلحة موالية لإيران.

وذكرت وزارة الخارجية في بيان "نقف مع شركائنا في العراق في وجه هذه الأفعال الشائنة التي لا معنى لها".

ووجه القائد العام للقوات المسلحة العراقية بإجراء تحقيق لمعرفة ملابسات هذه الحادثة على أن ينجز خلال 48 ساعة.

ولم يكن هذا الاستهداف الأول، فسبق أن تم استهداف الحقل في أغسطس (آب) 2023 بصواريخ عدة لكنها سقطت في محيط الحقل ولم تسفر عن أضرار مادية.

ضرب اقتصاد الإقليم

من جهته أشار مدير مركز الجمهوري للدراسات الأمنية والاستراتيجية، معتز محيي عبدالحميد، إلى أن الهجمات في حق حقول غاز خور مور هو ضرب لاقتصاد الإقليم، موضحاً "هذا الحقل مهم جداً كونه يمول إقليم كردستان بالغاز الخاص بمحطات الطاقة الكهربائية، وعلينا أن نبحث عن الجهة المستفيدة من هذا الأمر كون الاستهداف له علاقة بالاستثمارات في الإقليم وكذلك الشركات المستثمرة".

ولفت إلى أن "هذه الضربة لم يتم تسليط الضوء عليها من قبل حكومة الإقليم ولم توجه اتهام لجهات معينة باستهداف هذا الحقل الغازي، وإن ما نشر هو أخبار مقتضبة عن استهداف المحطة الغازية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبين أن "الإقليم يمر بمرحلة حرجة وبات ساحة لتصفية الصراعات، حيث تمت تصفية قيادات حزب العمال الكردي من قبل القوات التركية، وكذلك استهداف المطارات والقواعد الأميركية عبر الطائرات المسيرة والصواريخ بحجج وجود الموساد، وهذه النقطة التي يثيرها إعلام المقاومة ولا يوجد رد من قبل الإقليم على هجمات إيران والجماعات المسلحة الموالية لها".

وقال عبدالحميد إن "جميع هذه المعطيات تشير إلى أن مستقبل الإقليم سيكون مخترقاً من جهات عدة، منها الميليشيات المسلحة وإيران والجانب التركي وأحياناً أخرى حزب العمال الكردستاني".

‏ورجح أن تكون الجماعات المسلحة الموالية لإيران لها علاقة بما حدث لقدرتها وتسليحها، إذ تملك طائرات مسيرة حديثة استخدمتها في السابق والوقت الحاضر ويدل على ذلك ما قامت به تلك الجماعات من ضرب أهداف أميركية داخل الأراضي الأردنية والسورية.

ويمتلك "كونسورتيوم اللؤلؤة" المكون من شركة "دانة غاز" الإماراتية للطاقة، ووحدتها التابعة "نفط الهلال"، حقوق استغلال حقلي "خور مور" و"جمجمال"، وهما من أكبر حقول الغاز في العراق.

الجهات نفسها

مدير مركز العراق للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل رجح أن من استهدف حقول غاز خور مور هي نفسها الجهات التي استهدفت قاعدة حرير والسفارة الأميركية لدى بغداد.

وأضاف فيصل أن "الهجمات الصاروخية المستمرة على محطة إنتاج الغاز في إقليم كردستان وقبلها المحطات الحيوية كمصافي النفط ومطار أربيل واستهداف شخصيات من رجال الأعمال، إضافة إلى قصف مؤسسات وأبنية في إقليم كردستان هدفها شل الحركة السياحية والتجارية وغيرها من مؤشرات التقدم والازدهار في الإقليم".

واعتبر أن تداعيات الهجوم ستكون واسعة بهدف تفكيك الاستقرار الذي ينعم به الإقليم، مشيراً إلى أن وجود حزب العمال الكردستاني في سنجار والمناطق الشمالية على الحدود العراقية التركية كلها عوامل تقلل فرص الوصول إلى الأمن والاستقرار والتنمية في الإقليم، مما يهدد نجاح تجربة الإقليم الفيدرالية في كردستان العراق الذي يشكل نموذجاً مستقراً لأكراد إيران.

وتابع أن "استهداف استقرار إقليم كردستان هي واحدة من أهداف إيران التي تعلن عن ذرائع غير مقبولة من خلال الزعم بوجود بؤر للتجسس، على رغم عقد اتفاقات عديدة بين بغداد وطهران لأمن الحدود ووضع أجهزة الرقابة"، مشيراً إلى أن الهجمات على إقليم كردستان معلنة من قبل الحرس الثوري الإيراني وموثقة في بيانات سابقة، إضافة إلى الفصائل المسلحة المتحالفة.

مهم لمحطات الكهرباء

من جهته بين المتخصص في مجال النفط والغاز حمزة الجواهري أن الحقل الغازي يغذي محطات الطاقة الكهربائية في إقليم كردستان وكركوك ونينوى، معتبراً استهدافه يمثل ضرراً للمواطنين.

وأضاف الجواهري "الحقل الغازي يغذي محطات الطاقة للإقليم وأيضاً يزود الجانب الجنوبي عبر خط سير صغير، وتضرره يعني خسارة كركوك الكهرباء وكذلك نينوى".

وبين أن الذي سيخسر من تضرر الحقل هو الشركة المستثمرة التي هي شركة "دانة غاز"، كون أن الحقل هو استثماري، ومن ثم هذا الغاز يقدم خدمات للمواطنين العراقيين واستهدافه يؤدي إلى تضرر المواطنين.

ويشهد العراق هجمات شبه يومية بطائرات مسيرة وصواريخ تشنها جماعات مسلحة منذ نشوب الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استهدف معظمها قواعد تضم قوات تابعة للتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، وأعلنت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عنها، وهي مظلة تضم فصائل متشددة موالية لإيران.

المزيد من متابعات