ملخص
أعلن مصدر دبلوماسي في واشنطن أنه لا تقدم على صعيد المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل والأمور مجمدة وما زالت مرتبطة بوقف الحرب في غزة
في حين أعلن مصدر دبلوماسي عربي في فرنسا عن تخوف جديد من توسع الحرب في غزة باتجاه لبنان، يتحرك الموقف الرسمي اللبناني المتناغم بخطابه ورؤيته للأمور مع موقف "حزب الله" بهدوء المقتنع بأن الحرب مستبعدة.
ويرى مصدر دبلوماسي لبناني نقلاً عن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب العائد من نيويورك أن الحرب مستبعدة، وأن الأجواء "التهويلية" مبالغ بها في الإعلام على رغم أن الوزير لمس في لقاءاته قلقاً دولياً حقيقياً من تصعيد الأمور، جنوب لبنان، لكن توسيع الحرب يحتاج إلى راع دولي وهو غير متوفر.
وبموازاة المساعي القائمة للتوصل إلى هدنة قابلة للتجديد في غزة، يعمل لبنان ممثلاً في رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب على خط تسوية شاملة استعداداً لما بعد وقف الحرب، ويدفع باتجاه المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.
وكان وزير الخارجية بو حبيب قد أعلن "وجود فرصة تاريخية لهدوء مستدام على الحدود الجنوبية للبنان". فهل من بوادر لانطلاق هذه المفاوضات أم أن الأمور ستبقى رهن الوضع الميداني في الجنوب والتصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل؟
المفاوضات غير ممهدة بعد
يؤكد مصدر دبلوماسي في واشنطن أن الحديث عن الحل المستدام سابق لأوانه، خصوصاً أن الاتصالات الدبلوماسية الدولية لا تسير في هذا الاتجاه بعد، ولا وجود لعرض أميركي جديد سمعه بو حبيب في نيويورك.
ويكشف المصدر عن أنه لا تقدم على صعيد المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، والأمور مجمدة ولا تزال مرتبطة بوقف الحرب في غزة، كما أبلغ "حزب الله" والمسؤولون في لبنان الوسيط الأميركي مقابل تمسك إسرائيل بتراجع "حزب الله" لبضعة كيلومترات وانسحاب فرقة "الرضوان" إلى شمال الليطاني قبل البحث بأي نقاط أخرى.
وفيما ينصب الاهتمام الأميركي حالياً على معالجة ملف الرهائن ومصير "حماس"، يؤكد المصدر الدبلوماسي في واشنطن أن المسؤولين عن ملف لبنان في واشنطن يبدون استعدادهم للاستمرار في المحاولة للتوصل إلى حل بين لبنان وإسرائيل، يشمل وقف إطلاق النار على الحدود بينهما وانسحابات متبادلة بين الجانبين، وصولاً إلى معالجة النقاط البرية العالقة، إلا أن هذا الملف مجمد حالياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسط هذه الأجواء تأتي زيارة نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب إلى واشنطن المقرر أن يلتقي الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، على هامش تلبيته وعدد من النواب الدعوة إلى حضور اللقاء السنوي للصلاة المعروف بـ"national prayer breakfast".
ويؤكد مصدر دبلوماسي أن زيارة هوكشتاين إلى بيروت مستبعدة حالياً ولم يحدد موعداً ما دامت مواقف الطرفين لا تزال على حالها، فيما الرهان على اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، الذي إن حدث قد يعيد تحريك ملف الحدود مع لبنان.
العرض اللبناني
يدرك لبنان أن مسار المفاوضات غير المباشرة لمعالجة النقاط البرية وإعادة تحديدها لم يحن موعده بعد، وأن الوصول إلى الاتفاق النهائي يحتاج إلى وقت كما حصل في ملف الحدود البحرية، كما أن التوقيع على اتفاق من هذا النوع يتطلب وجود رئيس للجمهورية كونه الوحيد المخول وفق الدستور التوقيع على هذا النوع من الاتفاقات، إضافة إلى أن إنهاء الاتفاق مشروط بوقف الحرب في غزة، لكن على رغم كل هذه العوائق لا مانع من البدء بالتحضير، وفق مصدر دبلوماسي لبناني. وانطلاقاً من ذلك كان لرئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ووزير الخارجية طرح واحد مع الموفدين الدوليين الذين نقلوا الرسالة الإسرائيلية الداعية إلى تنفيذ القرار 1701. ويوضح المصدر الدبلوماسي اللبناني المطلع على الملف، أن "رؤية لبنان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار المستدام في الجنوب تقوم على التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلة متكاملة بضمانات دولية واضحة ومعلنة".
ويتابع المصدر أن بو حبيب أبلغ كل من التقاهم من الموفدين الدوليين ووزراء خارجية، وهم أكثر من 40 دولة، أن القرار 1701 ينص على أن تكون منطقة جنوب الليطاني خالية من السلاح والمسلحين، وينص أيضاً على احترام إسرائيل للخط الأزرق وللحدود الدولية المرسمة عام 1923 والمؤكد عليها في اتفاق الهدنة الموقعة عام 1949 بين لبنان وإسرائيل في جزيرة رودس برعاية الأمم المتحدة. ويضيف، "القرار الدولي يتحدث عن وقف الخروق من الجانبين فيما إسرائيل سجلت منذ عام 2006 حتى اليوم 30 ألف خرق جوي. ويطالب لبنان بأن تلتزم إسرائيل بتنفيذ ما ينص عليه القرار لجهة تسوية قضية مزارع شبعا المحتلة، وأن تترك للبنان معالجة القضية مع سوريا التي تتذرع بأنها تابعة لها".
البنود الكاملة سبيل التهدئة
يتمثل الموقف الرسمي اللبناني المنسق مع "حزب الله" بربط الاستقرار في الجنوب بتحقيق البنود الكاملة للقرار 1701، رافضاً تنفيذ ما يناسب إسرائيل منه فقط واستبعاد ما لا يناسبها.
ويؤكد المصدر الدبلوماسي اللبناني أن هذا الملف لا ينبغي فيه تجزئة البنود ولا تراجع من جانبنا عن هذا الموقف. وكشف عن أن إسرائيل لم تعط جواباً حتى الآن.
ويضيف، "الوسيط الأميركي في زيارته بيروت قبل اندلاع حرب غزة عرض العمل على الملف البري استناداً إلى تجربته الناجحة في نظيره البحري، ونقل إقامة حائط بين الدولتين ووافق لبنان، لكن إسرائيل لم يكن لديها الاستعداد حينها لبحث المسألة، واستتبع ذلك وقف اجتماعات اللجنة الثلاثية العسكرية التي كانت تلتقي في الناقورة بصورة دورية". وأشار إلى أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين يعمل على هذا الملف، ولا نعرف إذا كان سيصل إلى نتيجة في الوقت الحالي أم لا؟