بالأهازيج والأغاني وهتافات "صدارة أردنية... بطولة أردنية" احتفلت، مساء أمس الجمعة، أعداد كبيرة من الجماهير الأردنية في منطقة "سوق واقف" وسط العاصمة القطرية الدوحة ومناطق أخرى عدة، بالتأهل للدور نصف النهائي من بطولة "كأس آسيا 2023" لكرة القدم التي تستضيفها قطر بين الـ12 من يناير (كانون الثاني) الماضي، والـ10 من فبراير (شباط) الجاري، بعد الفوز على طاجيكستان بنتيجة (1 - 0) في مباراة الدور ربع النهائي التي استضافها استاد "أحمد بن علي"، لكن آمال "النشامى" في بلوغ الدور النهائي ستكون أمام اختبار صعب بمواجهة كوريا الجنوبية، مساء الثلاثاء المقبل.
ونجح المنتخب الكوري الجنوبي في تحقيق "ريمونتادا" ثانية على التوالي - بعد الفوز على السعودية - بتحويل تأخره أمام أستراليا بهدف حتى الوقت بدل الضائع إلى فوز بنتيجة (2 - 1) في الوقت الإضافي، ليعبر سون هيونغ مين ورفاقه إلى المربع الذهبي على أمل استكمال المسيرة نحو تحقيق اللقب الثالث لبلاده في البطولة الآسيوية بعد نسختي 1956 و1960.
وبالنظر إلى مسيرة المنتخبين في البطولة، حتى الآن إضافة إلى السياق العام المحطين بكل منهما يمكن اعتبار هذه المواجهة استثنائية، فبينما يحمل الجيل الحالي للمنتخب الكوري الجنوبي على عاتقه إرث الفشل المستمر منذ 64 سنة في جلب الكأس الثالثة إلى سيول، نجح المنتخب الأردني في تخطي أفضل مركز سابق له في كأس آسيا وفتح أمامه آفاقاً جديدة.
وكانت كوريا الجنوبية قد توجت بأول لقبين متتاليين في كأس آسيا عامي 1956 و1960، لكنها منذ ذلك الحين وصلت إلى المربع الذهبي ثماني مرات، محققة المركز الثاني أربع مرات في أعوام 1972 و1980 و1988 و2015، والمركز الثالث أربع مرات في أعوام 1964 و2000 و2007 و2011.
ويرى المدرب الألماني للمنتخب الكوري الجنوبي يورغن كلينسمان أن الحلم قد اقترب من التحقق هذه المرة حيث قال أمس، "إنها تجربة رائعة، نحن في نصف النهائي، لدينا مباراتان فقط لجعل هذا البلد فخوراً، كما نأمل، يمكنكم رؤية ذلك في أعين اللاعبين، فهم يريدون أن يجعلوا بلدهم وأصدقاءهم فخورين بهم، إنهم يريدون جلب هذه الكأس إلى وطنهم".
وما يميز فريق كوريا الجنوبية حتى الآن هو قدرته على تحمل ضغط التأخر في النتيجة حتى ثوان قليلة قبل نهاية المباريات، فقد كان متأخراً بهدف أمام السعودية في دور الـ16 واستمر في محاولات تعديل النتيجة حتى جاء هدف التعادل في الدقيقة التاسعة من الوقت بدل الضائع، قبل تحقيق الفوز بركلات الترجيح، ثم تكرر الأمر نفسه أمام أستراليا، لكن نجم توتنهام الإنجليزي سون هيونغ مين نجح في حسم الفوز والتأهل بهدف في الوقت الإضافي.
وعن هذه المزية قال كلينسمان، "أنا فخور بهذا الفريق، أنا فخور بالروح التي يتمتعون بها، أتمنى في بعض الأحيان أن نبدأ متأخرين بهدف حتى نتمكن من اللعب بهذه الطريقة منذ البداية، ونركض خلف الكرة". وأضاف، "ربما نصل إلى إيقاع أعلى عندما نتأخر في النتيجة، وعندما تكون النتيجة 0-0 نشعر بالقلق كثيراً، الأمر كله نفسي".
"نحن سعداء بالتأهل للدور التالي، في نصف النهائي سنلعب مع فريق أردني جيد، لقد كانت مجموعة صعبة، اثنان من هذه الفرق وصلا إلى الدور نصف النهائي، وهذا يتحدث عن قوة مجموعتنا، نحن جائعون، جائعون للغاية، ونريد أن نكون هنا حتى النهاية".
"الأمر يبدأ دائماً بنتيجة 0-0، لكن عندما يتعلق الأمر بالأردن، سيكون الأمر بمثابة قضم أظافر مرة أخرى، علينا أن نحقق النتيجة مرة أخرى، ونأمل في أن يكون ذلك من دون لعب 120 دقيقة، لكنها ستكون مباراة صعبة أخرى".
وسيدخل المنتخب الكوري الجنوبي إلى مواجهة الأردن من دون مدافع بايرن ميونيخ كيم مين جاي، الذي حصل على الإنذار الثاني في البطولة خلال الفوز على الأستراليين.
وتابع كلينسمان، "سنعمل على إيجاد الحلول في ظل وجود بعض الغيابات المؤثرة، لا سيما في خطي الدفاع ووسط الملعب".
وعلى الجانب الآخر كان المدرب المغربي للمنتخب الأردني حسين عموتة سعيداً بالفوز والتأهل، وقال، "بصورة عامة، كانت هناك أوقات كان علينا فيها التعامل مع ضغط المنافس، وعمل الجميع معاً للدفاع كوحدة واحدة، أنا سعيد لأننا تمكنا من التسجيل من ركلة ثابتة، وهو ما يضيف إلى تنوع الطرق التي يمكننا من خلالها خلق الفرص". وأضاف، "الفارق في الجودة بين الفرق يصنع الفارق دائماً، كنا قلقين في شأن كوننا هجوميين للغاية في طريقة لعبنا، طلبت من اللاعبين أن يظهروا الاحترام لطاجيكستان، وأن يكونوا حذرين لأنهم في مستوانا نفسه، فهم ليسوا أقل من الأردن، لأنهم تحسنوا كثيراً في العامين الماضيين".
"عندما تواجه فرقاً أقوى يجب ألا تخاف منهم كثيراً، لأن ذلك يؤثر أيضاً في اللاعبين سلباً، علينا أن نحترم كل فريق وأن نثق في قدرتنا على معاقبة كل فريق نواجهه".
وسيفتقد المنتخب الأردني الظهير الأيسر سالم العجالين والمهاجم علي علوان لمباراة واحدة بسبب تراكم البطاقات الصفراء، وعلق عموتة "كلاهما لاعب أساس في الفريق وساعدونا في الوصول إلى هنا وأسهما في الأداء الرائع اليوم، البطاقة الصفراء التي حصل عليها علوان كانت غير مقبولة، بخاصة أننا جميعاً منضبطون حتى في احتفالاتنا كنا منضبطين لتجنب البطاقات الصفراء".
"إذا كان خطأ تكتيكياً، يمنع فرصة مهمة للخصم، كنت سأوافق على بطاقة صفراء أو حتى حمراء لأي من لاعبي فريقي، لكن لا ينبغي أن نتلقى بطاقات صفراء غير ضرورية".
"حان الوقت للاعبي البدلاء أن يتقدموا ويلعبوا دورهم في البطولة".
وحتى هذه النقطة من البطولة لعب المنتخب الكوري الجنوبي خمس مباريات حقق الفوز في اثنتين على البحرين بنتيجة (3 - 1)، وعلى أستراليا بنتيجة (2 - 1)، وتعادل في ثلاث منها مع ماليزيا (3 -3)، والسعودية (1 - 1) قبل العبور بركلات الترجيح بنتيجة (4 - 2)، وقد تعادل مع الأردن بنتيجة (2 - 2) في الجولة الثانية من دور المجموعات.
أما المنتخب الأردني فحقق الفوز في ثلاث من مبارياته الخمس بالبطولة على ماليزيا (4 - 0)، والعراق (3 - 2) في مباراة مثيرة، وعلى طاجيكستان بهدف، وخسر مباراة واحدة أمام البحرين في دور المجموعات.
وسبق أن التقى منتخبا كوريا الجنوبية والأردن في ست مباريات سابقة، منها اثنتان في كأس آسيا، ومباراتان في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، ومباراتان وديتان.
وبينما فازت كوريا الجنوبية في ثلاث مباريات على الأردن، انتهت المباريات الثلاث الأخرى بالتعادل، وكان آخرها مباراة دور المجموعات في النسخة الحالية من البطولة، حين سجل النجم الأردني يزن العرب هدفاً في مرماه من طريق الخطأ ليحرم النشامى من تحقيق أول فوز في تاريخه على كوريا الجنوبية.