تشن جماعات مدعومة من إيران هجمات على أهداف إسرائيلية وأميركية منذ اندلاع الحرب بين حليفتها حركة "حماس" وتل أبيب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مما دفع الولايات المتحدة إلى شن ضربات مضادة وأثار مخاوف من تصعيد أوسع نطاقاً.
وقتل ثلاثة جنود أميركيين في الـ28 من يناير (كانون الثاني) الماضي خلال هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون تدعمهم إيران شمال شرقي الأردن وقرب الحدود مع سوريا.
واتهمت الولايات المتحدة جماعة مسلحة تدعمها طهران بالمسؤولية عن الهجوم، وردت واشنطن بشن غارات جوية على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا والعراق، وهذه هي الجماعات الرئيسة المشاركة في هذه الهجمات.
"المقاومة الإسلامية" في العراق
أعلنت "المقاومة الإسلامية" في العراق والتي تنضوي تحت لوائها جماعات مسلحة شيعية متشددة مقربة من إيران، مسؤوليتها عن هجوم وقع قرب الحدود السورية - الأردنية في الوقت ذاته تقريباً الذي أعلن فيه مسؤولون في الولايات المتحدة تعرض القوات الأميركية إلى هجوم.
وأقرت الجماعة بمسؤوليتها عن أكثر من 150 هجوماً على قواعد تضم قوات أميركية في سوريا والعراق منذ أكتوبر الماضي، مما أدى إلى إصابة العشرات معظمهم بإصابات طفيفة، وتسبب في شن ضربات أميركية عدة.
وبرزت جماعات شيعية مدعومة من إيران في العراق وتحولت إلى أطراف فاعلة فيه بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، إذ يقدر عدد مقاتلي هذه الجماعات بعشرات الآلاف.
ولعبت هذه الجماعات المسلحة دوراً رئيساً في الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، كما قاتلت ضمن قوات الحشد الشعبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتلقى مقاتلو هذه الجماعات رواتب من الدولة ويخضعون من الناحية النظرية لسلطة رئيس الوزراء، لكنهم غالباً ما ينفذون عمليات خارج سلسلة القيادة.
ومن بين الجماعات التي استهدفت قوات أميركية خلال الأشهر القليلة الماضية "كتائب حزب الله العراقي" وحركة "النجباء"، وكلاهما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحرس الثوري الإيراني، وتشمل ترسانتهما طائرات مسيرة متفجرة وقذائف وصواريخ باليستية.
وقالت "المقاومة الإسلامية" في العراق عبر بيان إن عملياتها تأتي في إطار جهود "مقاومة قوات الاحتلال الأميركي في العراق والمنطقة، ورداً على مجازر الكيان الصهيوني بحق أهلنا في غزة".
وتصنف الولايات المتحدة "كتائب حزب الله العراقي" وحركة "النجباء" منظمتين إرهابيتين.
جماعة الحوثي في اليمن
أعلنت جماعة الحوثي التي تسيطر على أجزاء من اليمن دخولها الصراع في الـ31 من أكتوبر الماضي، وأطلقت طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل على بعد أكثر من 1000 ميل من مقر سلطتها في صنعاء.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وسع الحوثيون دورهم من خلال مهاجمة السفن في جنوب البحر الأحمر قائلين إنهم يستهدفون السفن التابعة لإسرائيليين أو المتجهة إلى موانئ إسرائيلية، لكن بعض السفن المستهدفة ليس لها صلات معروفة بإسرائيل.
ودفعت الهجمات الولايات المتحدة وبريطانيا إلى شن غارات جوية على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن خلال يناير الماضي.
وأعلن الحوثيون أن "السفن والقطع الحربية الأميركية والبريطانية المشاركة في العدوان على اليمن سينظر إليها باعتبارها معادية تقع ضمن أهدافهم".
وأدت الهجمات إلى تعطيل التجارة الدولية عبر أقصر طريق شحن بين أوروبا وآسيا، ودفعت بعض شركات الشحن إلى تغيير مسار سفنها.
وتعتقد الولايات المتحدة أن الحرس الثوري الإيراني يساعد الحوثيين في التخطيط لشن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة وتنفيذها، فيما طهران ضلوعها في هذه الهجمات.
وقالت مصادر لـ "رويترز" الشهر الماضي إن قادة من "الحرس الثوري الإيراني" و"حزب الله اللبناني" موجودون على الأرض في اليمن للمساعدة في توجيه هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر والإشراف عليها، بينما نفى الحوثيون مشاركة "حزب الله" أو إيران في ذلك، لتعيد الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية رداً على مهاجمة السفن.
"حزب الله" اللبناني
يشن "حزب الله" اللبناني المسلح هجمات شبه يومية على أهداف إسرائيلية على الحدود بين لبنان وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر الماضي، مما أدى إلى أعنف تبادل لإطلاق النار بين الخصمين منذ أن خاضا حرباً واسعة النطاق عام 2006.
ويقول الحزب إن هجماته تساعد في إرهاق الجيش الإسرائيلي وتهجير عشرات آلاف الإسرائيليين الذين فروا من منازلهم قرب الحدود، كما أجبرت الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي عشرات آلاف اللبنانيين على الفرار.
وقتل أكثر من 150 من مقاتلي "حزب الله" وما لا يقل عن 25 مدنياً في لبنان، إضافة إلى تسعة جنود في الأقل ومدني واحد في إسرائيل.
ويشارك مبعوث أميركي في جهود تهدف إلى منع تفاقم العنف إلى صراع أكبر.
و"حزب الله" الذي أسسه "الحرس الثوري الإيراني" عام 1982 بمثابة نموذج للجماعات الأخرى المدعومة من طهران في أنحاء المنطقة، كما تقدم المشورة أو التدريب لبعض هذه الجماعات.
وينظر إلى "حزب الله" على نطاق واسع على أنه أقوى من الدولة اللبنانية، وتصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية.