Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"فن القاهرة" يغزو رحاب المتحف المصري الكبير

الدورة الخامسة  تمثل لقاء نادرا بين ابداعات رسامين ونحاتين عرب من مختلف الأجيال

من مهرجان "فن القاهرة" في المتحف المصري (خدمة المهرجان)

انطلقت مساء الجمعة الدورة الخامسة من "فن القاهرة"، التي تنظم للعام الثالث في رحاب المتحف المصري الكبير. تجمع هذه الدورة نحو 200 من الفنانين المصريين والعرب، وبأعمال تتجاوز 1500 عمل فني. ويعد مهرجان "فن القاهرة" التجمع الأكبر من نوعه لقاعات العرض العربية في الشرق الأوسط. يتواصل المهرجان على مدى خمسة أيام يقدم خلالها مزيجاً من الأنشطة المتنوعة، بدءاً من المساحات الفنية المُخصصة لقاعات العرض، إلى المعارض النوعية وحلقات النقاش والندوات والجولات الفنية. تمثل هذه الدورة من فن القاهرة انعطافة جديدة لهذا المهرجان السنوي، نظراً لاتساع نطاق المشاركات فيها، إذ تشارك لأول مرة 35 قاعة عرض عربية، وتضم تجارب وإبداعات لفنانين عرب بارزين، لم يسبق لبعضهم عرض أعمالهم في القاهرة، مما يُساهم في إثراء النسيج الفني للعرض.

تشهد هذه الدورة من "فن القاهرة" أيضاً بداية شراكة جديدة ومثمرة مع وزارة الثقافة المصرية، إذ تضم خليطاً ثرياً من الأعمال الفنية البارزة من مقتنيات أهم المتاحف الفنية في مصر. تعرض هذه الأعمال المُعارة من وزارة الثقافة المصرية في مساحة مستقلة داخل المعرض، لتسلط الضوء على عشرات التجارب الفنية المميزة لفنانين راحلين وحاليين، مما يمثل بداية قوية لهذا التعاون المثمر مع المؤسسة الثقافية الرسمية في مصر.

بين المعارض النوعية التي يضمها "فن القاهرة" هذا العام خصصت مساحة للأعمال المستلهمة من الثقافة الفلسطينية، وهي أعمال تحتفي بالموروث الفلسطيني كمحور رئيس لها، وتعكس الحضور الفلسطيني اللافت في وجدان المبدعين العرب. تضم هذه المساحة أعمالاً للفنانين إسماعيل الرفاعي وإلياس أيوب ومحمد خياطة من سوريا وفاطمة لوتاه من الإمارات وحسان مناصرة من الأردن ومحمد عبلة وعلي سعيد من مصر وعلي الشيخ من فلسطين. 

بين المساحات الفنية التي يضمها المهرجان هذا العام أيضاً، خصصت مساحة أخرى لمعرض مميز عن الفنانات المصريات البارزات تحت عنوان "رائدات الفن في مصر" . يسلط المعرض الضوء على الرموز النسوية داخل الحركة الفنية المصرية، ويجمع بين مقتنيات القاعات الفنية والمجموعات الخاصة. المعرض من تقييم نادين نور الدين ويضم أعمالاً للفنانات الراحلات إنجي أفلاطون وجاذبية سري وعفت ناجي ومارغريت نخلة وآخرين.

أما ضيف الشرف لهذه الدورة فهو الفنان الراحل عبد الهادي الوشاحي (1936 – 2013 ) الذي يعد واحداً من أبرز النحاتين المصريين، وتُعرض أعماله ضمن مجموعات فنية داخل مصر وخارجها، ومن أبرز أعماله تمثال عميد الأدب العربي طه حسين المعروض في ساحة مكتبة الإسكندرية. إن اختيار الوشاحي ضيف شرف لهذه الدورة يمثل إضافة مهمة لفن القاهرة، خاصة أنه يُدرج بين روائع المنحوتات المصرية القديمة. يمثل فن الوشاحي امتداداً معاصراً لهذه المنحوتات العظيمة، إذ تميزت أعماله ببنائها الصرحي، حتى لو تضاءلت أحجامها، فكل عمل من أعماله يمثل مشروعاً لعمل ميداني. هذه الهيئة الصرحية التي تتمتع بها أعمال الوشاحي تعود لاعتماده منطق الدوران في الفراغ، فالكتل التي ينحتها لابد لها أن تقيم حواراً مع الفراغ المحيط بها، تتواءم الأعمال مع هذا الفراغ حيناً وتتحداه حيناً آخر، لكنها في النهاية لا بد أن تُخضعه لمنطقها الخاص.

يسعى "فن القاهرة" كما يقول محمد يونس المؤسس والمدير التنفيذي لهذا المهرجان، إلى تهيئة مناخ فني يسمح بالتعاون والتبادل الثقافي والمعرفي بين المبدعين العرب والفاعلين الرئيسيين في الوسط الفني، في كافة العواصم العربية. من أجل التأكيد على هذه الأهداف يشمل البرنامج الثقافي المصاحب ل"فن القاهرة" هذا العام كما يقول يونس، مجموعة متنوعة من الأنشطة المختلفة التي تجمع حولها هؤلاء المبدعين. بين هذه الأنشطة سيتم تنظيم عدد من الجولات الثقافية لأهم المساحات الفنية في القاهرة. تشمل هذه الجولات الفنية المخصصة لضيوف المهرجان عدداً من المراكز والمؤسسات الفنية المهمة، مثل متحف آدم حنين، ومركز رمسيس ويصا واصف، ومسبك الألوسي، ومؤسسة فاروق حسني الثقافية. يشمل البرنامج أيضاً جولة بين أبرز متاحف القاهرة، مثل متحف محمود خليل، ومتحف محمود مختار، ومتحف الفن المصري الحديث، بالإضافة إلى جولات فنية أخرى بين أبرز الغاليريات والمساحات الفنية في القاهرة. وتأتي البرامج الحوارية من بين الأنشطة المهمة لهذه الدورة، وهي عبارة عن لقاءات تجمع بين الفاعلين والمبدعين العرب وتسلط الضوء على العديد من القضايا والإشكاليات الملحة على الصعيد الفني العربي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من بين الضيوف البارزين لهذه الدورة من "فن القاهرة" تأتي الفنانة السورية جومانة مراد. لا يقتصر حضور مراد على الزيارة فقط، بل تعد جزءاً رئيساً من مشهد العرض، إذ يخصص المهرجان مساحة مستقلة لعدد من مقتنياتها الفنية المميزة. تعد جومانة مراد واحدة من أبرز جامعي الأعمال الفنية في المنطقة العربية مع زوجها الأردني ربيع بسيسو. تضم المساحة المخصصة للفنانة جومانة مراد عدداً كبيراً من الأعمال الفنية لمبدعين عرب، كل عمل من هذه الأعمال يحمل حكاية مختلفة أو ذكرى لا تُنسى.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة