Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الانتخابات الباكستانية بصيص أمل لعودة الاستقرار

إقليم بنجاب الذي يحظى بأكثر من نصف المقاعد البرلمانية يمثل الحلبة الأساسية للأحزاب السياسية

تقام الانتخابات التشريعية الباكستانية وسط بيئة سياسية مشحونة وتحديات أمنية واقتصادية (أ ف ب)

ملخص

تكمن أهمية المقاعد البرلمانية في أنها تلعب دوراً محورياً في انتخاب رئيس الحكومة

يتجه الباكستانيون نحو صناديق الاقتراع، الخميس المقبل، لانتخاب ممثليهم في المجلس النيابي والمجالس الإقليمية وسط بيئة سياسية مشحونة وتحديات أمنية واقتصادية تشهدها الدولة منذ أكثر من عامين.

وكانت الانتخابات الماضية التي أجريت في 2018 أسفرت عن تشكيل حكومة تحالفية برئاسة عمران خان بغالبية بسيطة وهو ما استغلته المعارضة بعد ثلاثة أعوام في إنجاح مشروع سحب الثقة في البرلمان ضد الحكومة، ليتم تشكيل حكومة تحالفية جديدة برئاسة شهباز شريف، شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، ومشاركة زعيم حزب "الشعب" الرئيس الباكستاني السابق آصف زرداري.

وشهدت باكستان خلال فترة انتقال الحكم فوضى عارمة على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي إذ حشد رئيس الوزراء المخلوع عمران خان أنصاره في سلسلة من التظاهرات والمسيرات، مطالباً إجراء انتخابات جديدة بعد أن استقال جميع أعضاء حزبه من البرلمان، فيما فشلت الحكومة الجديدة من جانب آخر في مواجهة التضخم غير المسبوق لتخلق حالة عدم استقرار كاملة يأمل الباكستانيون أن تنتهي بعد الانتخابات.

تشكيلة المجالس النيابية في باكستان

تنعقد الانتخابات النيابية في باكستان كل خمسة أعوام على المستوى الإقليمي والفيدرالي في يوم واحد، ويتشكل المجلس النيابي الفيدرالي (البرلمان) من 266 مقعداً يتم الانتخاب عليها مباشرة إضافة إلى مقاعد خاصة للنساء والأقليات.

تكمن أهمية المقاعد البرلمانية في أنها تلعب دوراً محورياً في انتخاب رئيس الحكومة الذي ينتخب بأصوات أعضاء البرلمان ويتطلب فوزه الحصول على أكثر من نصف أصوات الأعضاء، لذا تحاول الأحزاب السياسية الحصول على غالبية بسيطة في الأقل حتى لا تضطر إلى تشكيل حكومة تحالفية.

يحظى إقليم بنجاب بأكبر عدد من المقاعد النيابية من بين الأقاليم الأربعة إذ يبلغ عدد المقاعد في بنجاب 141 مقعداً نيابياً، أي مما يشكل 53 في المئة من إجمالي المقاعد في البرلمان، وتزداد أهمية العضوية النيابية في سياق انتخاب رئيس الوزراء الذي يحتاج إلى 51 في المئة من أصوات أعضاء البرلمان، ويمثل بنجاب الحلبة الأساسية للأحزاب السياسية الكبرى التي تحاول كل منها كسب هذا الإقليم الذي يمهد لها تشكيل الحكومة.

وتنقسم المقاعد الباقية بين الأقاليم الثلاثة الأخرى والعاصمة الفيدرالية إذ يبلغ عدد المقاعد في السند 61 مقعداً، وفي خيبربختون خوا وبلوشستان 45 مقعداً و17 مقعداً على الترتيب، بينما يتم تمثيل العاصمة إسلام آباد من خلال ثلاثة مقاعد فقط.

من جانب آخر، تتمتع الأقاليم الأربعة في باكستان بسلطات مستقلة عن الحكومة المركزية في إسلام آباد إذ يوجد مجلس إقليمي وحكومة منفصلة تحظى بالسلطة التشريعية والتنفيذية لإدارة الشؤون العامة للإقليم.

الأحزاب المشاركة والتحالفات

يشارك أكثر من 26 ألف مرشح في الانتخابات الباكستانية بينما يتنافس عدد من الأحزاب السياسية المحلية والوطنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جدير بالذكر أن حزب حركة "الإنصاف" الذي فاز في الانتخابات الماضية بدعم غير مباشر من مؤسسات الدولة يواجه ضغوطاً كبيرة من نفس تلك المؤسسات إذ يقبع زعيمها عمران خان في السجن منذ أكثر من خمسة أشهر كما تم سحب الرمز الانتخابي للحركة بموجب قرار قضائي ليصبح مرشحوه للبرلمان البالغ عددهم 236 مرشحاً من دون غطاء حزبي ورمز انتخابي موحد.

استبعاد حركة "الإنصاف" مهد الطريق لحزب "الرابطة الإسلامية" بقيادة نواز شريف الذي يتطلع لولاية رابعة بعد عودته من المنفى الاختياري قبل أشهر قليلة، ويحظى حزبه بدعم الحزب السياسي الذي شكل حديثاً بزعامة قياديين سابقين في "الإنصاف"، كما أعلنت "الحركة القومية المتحدة" أحد الأحزاب المتمركزة في مراكز إقليم سند الحضرية، تحالفها مع "الرابطة الإسلامية".

في الجانب الآخر، يقود زعيم حزب "الشعب" ووزير الخارجية السابق بيلاول بوتو حركة انتخابية حثيثة في جميع أنحاء البلاد لا سيما في إقليم بنجاب مستغلاً الفراغ السياسي الذي خلقه غياب حركة "الإنصاف" عن المشهد السياسي، ويحظى بدعم شعبي كبير في المناطق الريفية في إقليم السند الذي يحكمه الحزب منذ 15 عاماً.

إقليم بلوشستان سيشهد تنافساً كبيراً بين زعماء القبائل الموالين لكل من حزب "الرابطة الإسلامية" وحزب "الشعب" من جهة والجماعات القومية المحلية من جهة أخرى، وتعتبر الانتخابات المقبلة ذات أهمية وحساسية أمنية للإقليم وسط تزايد في أعمال العنف من قبل الانفصاليين القوميين.

الأحزاب السياسية الصغيرة مثل "جمعية علماء إسلام" و"الحزب الوطني" يتحالفون في ما بينهم على مقاعد معينة لمواجهة المرشحين المدعومين من "حركة الإنصاف" في إقليم خيبربختون خوا، كما تعتبر "جمعية علماء إسلام" حليفاً تقليدياً لحزب "الرابطة الإسلامية" وحزب "الشعب" على المستوى الوطني.

مرشحو رئاسة الوزراء

يدعي حزب "الرابطة الإسلامية" أنه سيحصل على 100 مقعد من إقليم بنجاب وسينجح في تشكيل الحكومة القادمة بسهولة، ويقدم زعيمه نواز شريف نفسه مرشحاً لرئاسة الوزراء في حال حصول حزبه على عدد المقاعد المطلوبة.

في الجانب الآخر، قدم حزب "الشعب" بيلاول بوتو البالغ من العمر 35 سنة مرشحاً لرئاسة الوزراء كوجه جديد للحزب، مع أن والده كان رئيساً لباكستان بينما كانت والدته بنظير بوتو أول رئيسة وزراء مسلمة.

حزب حركة "الإنصاف" لم يقدم أحد زعمائه كمرشح لرئاسة الوزراء رغم ادعائه أنه سيكتسح الانتخابات بفضل الدعم الشعبي الكبير الذي يحظى به.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير