ملخص
تقوم الخطة التي بحثت على ثلاث مراحل، هدنة في غزة، ومسار سياسي يخص الإسرائيليين والفلسطينيين، واتفاق إقليمي - دولي
مع وصول وزير الخارجية الأميركي الإثنين إلى السعودية في أول جولة له بالمنطقة منذ أن توسطت واشنطن في اقتراح - شاركت فيه إسرائيل - بخصوص أول وقف ممتد لإطلاق النار في الحرب، لم ترد عليه بعد حركة "حماس"، ذكرت مجلة "المجلة" أن دولاً كبرى وإقليمية تكثف جهودها لتحويل مجموعة من الأفكار إلى خطة عمل بمراحل محددة وتفصيلية ومتداخلة، تبدأ بهدنة في غزة لمدة 45 يوماً، وتنتهي باتفاق إقليمي - دولي كبير قبل يونيو (حزيران) المقبل، مع بدء انشغال المؤسسات الأميركية خصوصاً الكونغرس في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وتقوم هذه الأفكار على ثلاث مراحل، هدنة في غزة، ومسار سياسي يخص الإسرائيليين والفلسطينيين، واتفاق إقليمي - دولي.
ونقطة البداية لهذه التحركات، هي الاتفاق على هدنة في غزة بناء على مسودة الاتفاق الإطاري، الذي أعده مسؤولون أميركيون وقطريون ومصريون وإسرائيليون في باريس، وفق "المجلة".
نص الاتفاق الاطاري
وبحسب نص الاتفاق الإطاري، تستمر المرحلة الأولى 45 يوماً، وتهدف "الحركة الإنسانية إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال (دون 19 سنة) والمسنين والمرضى، في مقابل عدد محدد من المسجونين الفلسطينيين، إضافة إلى تكثيف المساعدات الإنسانية. وإعادة تمركز القوات خارج المناطق المأهولة بكثافة، والسماح ببدء أعمال إعادة إعمار المستشفيات في مناطق القطاع كافة، والسماح للأمم المتحدة ووكالاتها بتقديم الخدمات الإنسانية، وإقامة مخيمات الإيواء للمدنيين، وذلك وفق ما يلي:
- وقف موقت للعمليات العسكرية، ووقف الاستطلاع الجوي، وإعادة تمركز القوات الإسرائيلية بعيداً خارج المناطق المأهولة بكثافة في كل قطاع غزة، وذلك لتمكين الأطراف من استكمال تبادل المحتجزين والمسجونين.
- يقوم الطرفان بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال (دون 19 سنة) والمسنين والمرضى، في مقابل عدد من المسجونين الفلسطينيين، على أن يتم ذلك بشكل يضمن الإفراج خلال هذه المرحلة عن جميع الأشخاص المدرجة أسماؤهم في القوائم المتفق عليها مسبقاً.
- يسمح الجانب الإسرائيلي بتكثيف إدخال كميات كبيرة (سيتم تحديدها) من المساعدات الإنسانية والوقود وما يشبه ذلك، بشكل يومي، وكذلك يتيح وصول كميات مناسبة من المساعدات الإنسانية إلى المناطق كافة في قطاع غزة بما فيها شمال القطاع.
- السماح بإعادة إعمار المستشفيات في كل القطاع وإدخال ما يلزم لإقامة مخيمات لإيواء للمدنيين، والسماح باستئناف كل الخدمات الإنسانية المقدمة للمدنيين من الأمم المتحدة ووكالاتها.
- البدء بمحادثات (غير مباشرة) في شأن المتطلبات اللازمة لإعادة الهدوء".
المرحلة الثانية
وتتضمن المرحلة الثانية بحسب النص، "الإفراج عن جميع المحتجزين الرجال (المدنيين والمجندين)، في مقابل عدد محدد من المسجونين الفلسطينيين، واستمرار الإجراءات الإنسانية للمرحلة الأولى، وذلك وفقاً لما سيتم التوافق عليه في المرحلة الأولى"، فيما تقول إنه في المرحلة الثالثة "يجب الانتهاء من المحادثات (غير المباشرة) في شأن المتطلبات اللازمة لإعادة الهدوء وإعلانها، وذلك قبل نهاية المرحلة الثالثة. وتهدف هذه المرحلة إلى تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول والتعرف عليهم، واستمرار الإجراءات الإنسانية للمرحلتين الأولى والثانية، وذلك وفقاً لما سيتوافق عليه في المرحلتين الأولى والثانية".
وأرسلت مصر مسودة الاتفاق هذه إلى قادة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وهما تدرسان نصها، لإبلاغ القاهرة بموقفهما، لكن النقطة الأساسية لديهما، هي تحويل الهدنة إلى وقف إطلاق نار كامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإطلاق أكبر عدد من الأسرى، إضافة إلى تكثيف المساعدات الإنسانية وعودة النازحين لديارهم، ويتوقع أن ترسل "حماس" و"الجهاد" ورقة بموقفهما إلى مصر قريباً.
ورقة مختلفة
وكانت مصر سلمت الجانبين ورقة مختلفة نهاية العام الماضي، تضمنت بنوداً فنية عن الهدنة وبنود سياسية تشمل تشكيل "حكومة تكنوقراط غير فصائلية لإدارة قطاع غزة والضفة الغربية"، ومنع "حماس" عن حكم غزة، في مقابل وقف كامل لإطلاق النار. ورعاية أميركية – مصرية – قطرية لهذا الاتفاق.
وكانت تلك الورقة تتحدث عن صفقة إنسانية تمتد بين 7 و10 أيام، يتم خلالها قيام "حماس" بالإفراج عن جميع المدنيين الموجودين لديها من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، في مقابل إفراج إسرائيل عن عدد مناسب يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين لديها.
وتقول إسرائيل إن 129 شخصاً لا يزالون محتجزين كرهائن، وكان التقدير في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن 21 شخصاً في الأقل ماتوا. وأطلقت "حماس" المحتجزين المدنيين، وهم 110 أشخاص، وانتشلت 11 جثة، بينهم ثلاثة رجال أطلق عليهم الجيش الإسرائيلي النار عن طريق الخطأ، وفي المقابل أفرجت إسرائيل عن 240 فلسطينياً من سجونها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الإطار السياسي
وتراهن أميركا ودول عربية على الاستفادة من "الهدنة الإنسانية" التي تستمر 45 يوماً، لإعادة ترتيب الأولويات في إسرائيل والشرق الأوسط. ونقلت "المجلة" عن مسؤولين غربيين، أنه يجري العمل على سلسلة خطوات، وتشمل:
- تحويل الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم للنار.
- الضغط على إسرائيل لوقف التحريض في الضفة الغربية ولجم المستوطنين.
- إعلان مواقف سياسية غربية إزاء الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
- إصلاح السلطة الفلسطينية وتشكيل حكومة تكنوقراط، لحكم قطاع غزة والضفة الغربية.
- تنفيذ تل أبيب للاتفاق الأميركي - النرويجي بتحويل أموال الضرائب لدفع رواتب موظفي السلطة الفلسطينية.
- بحث إعمار قطاع غزة ونشر مراقبين لتوفير الأمن.
- يعمل فريق الرئيس الأميركي جو بايدن على ورقة تسمى "معايير بايدن" للحل السياسي، في تقليد لـ"معايير كلينتون" التي أعلنها الرئيس السابق بيل كلينتون نهاية عام 2000.
ويقول مسؤولون غربيون إن تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ومسؤولين غربيين عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هدفه فتح أفق المسار السياسي والضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، كما يجرى تداول مقترح لعقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة، بموجب اقتراح أوروبي.
السياق الإقليمي - الدولي
ويأمل العاملون على هذه الأفكار بالانتقال إلى المرحلة الثالثة أو السياق الثالث، الذي يشمل بحث ترتيبات أمنية وهيكلية إقليمية تغير الأولويات في المنطقة، وتعيدها إلى مرحلة ما قبل هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، خصوصاً بعد اتخاذ خطوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ويشمل ذلك مفاوضات أميركية – سعودية لتوقيع اتفاقات دفاعية استراتيجية.
وبحسب مسؤولين غربيين، فإن هناك ثلاث عقد أمام تحويل هذه الأفكار إلى واقع ملموس، الأولى نتنياهو وحكومته اليمينية، فهو يريد استمرار بقائه في الحكم لتجنب المحاكمة ولا يريد اتخاذ خطوات تؤدي إلى انهيار حكومته. الثانية يحيى السنوار، قائد "حماس" في غزة، الذي لا يريد بدء مسار يؤدي إلى خروجه من المشهد. الثالثة إيران التي لا تريد إطلاق مسار إقليمي يضعف دورها وأوراقها في الإقليم.
ويقول المسؤولون إن الإدارة الأميركية تراهن على أن تحويل الهدنة الإنسانية إلى وقف نار دائم، قد يغير المزاج الإسرائيلي ويدفع باتجاه انضمام يائير لابيد إلى حكومة نتنياهو وخروج وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. ويشيرون إلى أن أفكاراً طرحت لاحتمال خروج بعض قيادات "حماس" مثل يحيى ومحمد السنوار، والقائد العسكري لـ"القسام" محمد الضيف من غزة إلى دولة عربية.
ولا شك أن اجتماع باريس الرباعي، وجولة وزير خارجية أميركا أنتوتي بلينكن في المنطقة، والاجتماع السداسي العربي المقبل، تبحث جوانب هذه النقاط.