ملخص
تتيح الانتخابات التمهيدية للناخبين إمكانات أكثر للتصويت، لا سيما مع خيار الاقتراع البريدي.
تنظم نيفادا اليوم الثلاثاء وبعد غد الخميس انتخابات تمهيدية للجمهوريين تخلو من أي ترقب، إذ إن النتيجة محسومة للرئيس السابق دونالد ترمب في مواجهة منافسته نيكي هايلي، فيتوقع أن يحصل على الأصوات التي سيكون لها وزن لنيل ترشيح الحزب للبيت الأبيض بسبب نظام انتخابي أثار بلبلة في هذه الولاية الواقعة في الغرب الأميركي.
ويحظى الجمهوريون في هذه الولاية بفرصتين نادرتين للاختيار بين المرشحين، الأولى اليوم في عملية اقتراع عادية بينما تتخذ الفرصة الثانية شكل مجالس انتخابية يتم خلالها اختيار مرشح الحزب بعد غد.
وهو نظام انتخابي معقد لدرجة أن الأميركيين أنفسهم يواجهون صعوبة في فهمه، وإذا سئلوا عما سيحصل في ولاية نيفادا هذا الأسبوع يقول معظمهم "السوبر بول" المرتقب الأحد المقبل في لاس فيغاس بين San Francisco 49ers وKansas City Chiefs.
يوضح الخبير السياسي في جامعة جورج واشنطن بيتر لودج أن التصويت "ليس مهماً فعلياً" لأن "الناس ليسوا متنبهين جداً" لهذا الأمر.
أما السبب وراء هذا الوضع غير المسبوق، فهو إصدار الحاكم الديمقراطي السابق ستيف سيسولاك قانوناً عام 2021 يقضي بتنظيم تصويت تمهيدي، يحل محل المجالس الحزبية التقليدية التي كانت تنظم في هذه الولاية منذ سنوات.
في الواقع، تتيح الانتخابات التمهيدية للناخبين إمكانات أكثر للتصويت، لا سيما مع خيار الاقتراع البريدي. في المقابل، تحتم المجالس (الشعبية) الحزبية على الناخبين الحضور شخصياً مع بطاقات هويتهم في مكان ووقت محددين.
غير أن دونالد ترمب الذي يربط أنصاره بين التصويت عن بعد والغش، يعرف جيداً أن نتائج المجالس الحزبية تميل لمصلحته.
لذا رفض الحزب الجمهوري في نيفادا الذي يهيمن عليه الرئيس السابق التقويم الجديد للانتخابات التمهيدية، وحافظ على تنظيم مؤتمرات حزبية بعد يومين.
نتيجة لذلك، سيظهر اسم نيكي هايلي على أوراق الاقتراع اليوم من دون اسم دونالد ترمب، بينما سيظهر اسم دونالد ترمب خلال المجالس الانتخابية بعد غد، من دون اسم منافسته.
يبقى المؤسف بالنسبة إلى هايلي أن المجالس الانتخابية هي التي ستحدد من يحظى بدعم مندوبي الحزب الـ26، وبذلك بات واضحاً أن ترمب سيكسب هذا الدعم، مما أدى إلى اتهام قطب العقارات السابق بتحريف القواعد لمصلحته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويؤكد الخبير السياسي في جامعة نيفادا في لاس فيغاس دانيال لي، فاعلية الحسابات السياسية لدونالد ترمب في الاعتماد على المجالس الحزبية، ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية إن "المشاركين في المجالس الحزبية يتميزون بحماستهم، فهم نشطاء متحمسون حقاً وملتزمون تجاه مرشحهم، كما أنهم مستعدون للتضحية بوقتهم من أجل الذهاب إلى التصويت في صالة للألعاب الرياضية ذات رائحة كريهة. هؤلاء هم مؤيدو ترمب النموذجيون"، مما يخيب آمال المحافظين المناهضين لترمب.
ونقلت صحيفة "لاس فيغاس ريفيو" عن تشارلز فروت المؤيد لنيكي هايلي، قوله "ليس هناك أي معنى للمشاركة في المجالس الحزبية. لا أستطيع التصويت لمرشحتي"، وأضاف أنه "بصورة أساسية، إنهم يحرمونني من حقي في التصويت. وهذا يحدث في الحزب الجمهوري الذي أنتمي إليه. إنني مستاء جداً".
وكانت نيكي هايلي صرحت الشهر الماضي بأنه "تم حجز المجالس الحزبية وشراؤها ودفع ثمنها منذ فترة طويلة"، مردفة "لكننا سنركز على الولايات المنصفة".
في هذه الأثناء، تنظم انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي أيضاً اليوم، ولكن من دون أي عنصر تشويق، إذ يتنافس جو بايدن مع ماريان ويليامسون ودين فيليبس اللذين من المرجح أن يجمعا عدداً قليلاً من الأصوات.
ومع ذلك، قد يسلط الضوء مجدداً على نيفادا مع احتمال أن تشهد الولاية منافسة بين الرئيس الديمقراطي الحالي وسلفه الجمهوري، وكان جو بايدن فاز بفارق ضئيل في هذه الولاية المحورية عام 2020.
وتصدر نتائج الانتخابات التمهيدية للجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء عند الساعة 19:00 اليوم (3.00 ت غداً الأربعاء)، ويفترض أن تعلن نتيجة المجالس الانتخابية للجمهوريين بعد غد، بحسب الحزب.
