Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأميرة يوجيني هي صديقة هاري وسنده الحقيقي في محنة مرض والده

عندما سافر هاري عبر الأطلسي ليكون إلى جانب الملك تشارلز بعد انتشار أخبار عن تشخيص إصابته بالسرطان، بدا كإنسان وحيد. إلا أن هناك شخصاً واحداً في حياته رافقه في أحلك الأوقات، لكنه ليس ميغان

الأميرة بياتريس والأمير هاري والأميرة يوجيني خلال حفل "استعراض الراية" (يو كيه برس عبر غيتي)

ملخص

الأميرة يوجيني أقرب المقربين للأمير هاري وسنده خلال الفترة القادمة بعد مرض والده الملك تشارلز

كانت رحلة خاطفة، ولكنها أطلقت العنان لموجة لا يمكن تجنبها من التكهنات. يوم الثلاثاء الماضي، قضى الأمير هاري أكثر من نصف ساعة بقليل مع الملك في كلارنس هاوس، بعدما قطع مسافة 5 آلاف ميل من منزله في مونتيسيتو في كاليفورنيا عقب سماع أخبار تشخيص إصابة والده بالسرطان.

أمضى ليلة في أحد فنادق لندن، ثم استقل الطائرة مجدداً متوجهاً إلى الولايات المتحدة، تاركاً الشعب البريطاني يتساءل عما إذا كانت تلك اللحظات القصيرة مع الرجل الذي يقول إنه "سيحبه دائماً" كافية لبدء إصلاح علاقتهما المتضررة.

بعد الاضطرابات التي شهدتها السنوات القليلة الماضية، بما فيها تنحي هاري عن دوره الملكي وإطلاق سلسلة من الادعاءات المضرة بعائلته، فمن المؤكد أنه لا يستطيع اللجوء إلى أخيه، أمير ويلز، من أجل مواساة بعضهما البعض في هذا الوقت المقلق. ولا يُعتقد أن الشقيقين تحدثا على الإطلاق منذ نشر هاري مذكراته "احتياطي" Spare التي وصف فيها ويليام بـ"عدوه اللدود".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن هناك فرداً واحداً من العائلة لا يزال بإمكان هاري الاعتماد عليه، والذي كان دعمه ثابتاً خلال محنة انسحاب هاري وميغان من العائلة الملكية (فيما عرف بـ "ميغست" على نسق بريكست) وما تلاها: إنها ابنة عمه يوجيني. كان الثنائي صديقين مقربين منذ الطفولة، ويتواصلان مع بعضهما البعض بانتظام، ويلتقيان شخصياً كلما أمكن ذلك ويتحادثان عبر تطبيق "فيس تايم" بين اللقاءات.

ابنا العم، اللذان طالما ربطهما إدراكهما المشترك بأنهما شخصيتان ثانويتان ضمن المؤسسة الملكية تحتاجان إلى شق مساريهما الخاصين، يجدان نفسيهما الآن في مواجهة تحد أخطر بكثير في الوقت عينه. فكلاهما شُخص أحد والديه بالسرطان - في حالة يوجيني، إنها والدتها سارة فيرغسون، التي خضعت لعلاج سرطان الثدي الصيف الماضي لكنها ما لبث أن شخصت بإصابتها في شهر يناير (كانون الثاني) بورم ميلانيني خبيث، وهو شكل عدواني من سرطان الجلد.

بالتزامن مع بدء الملك تشارلز علاجه من مرض السرطان الذي لم يُحدد نوعه بعد، يعرف هاري أنه سيكون قادراً على مشاركة مشاعره مع يوجيني، الشخص الوحيد الذي سيعرف حقاً ما يمر به. بفضل ثقته التلقائية بها، كان قادراً دائماً على مصارحتها وسيقدرها الآن أكثر من أي وقت مضى.

لن تكون هناك فقط لتوفير الراحة والمساعدة في تهدئة القلق الذي يرافق دائماً تشخيص إصابة أحد الأقارب بالسرطان، والآن بعد أن اتخذ هاري خطواته الأولى نحو المصالحة مع والده، فإن الرابط الذي توفره ابنة عمه مع بقية أفراد عائلته قد يصبح عاملاً حاسماً في تسهيل الطريق إلى الصفح - من كلا الجانبين.

يقول مصدر يعرفها: "يوجيني مخلصة بشكل لا يصدق، وكانت هي وبياتريس داعمتين جداً لوالدتهما طوال هذا الوقت العصيب... لطالما عُرفت بتمتعها بنضج يفوق عمرها، وقدرتها الرائعة على تقديم النصائح. لا تزال هي وهاري قريبين جداً، لذلك ليس هناك شك في أنها ستكون في جانبه خلال الأشهر المقبلة - وإذا كان بإمكانها تقديم أي مساعدة في العلاقات بينه وبين العائلة، فستفعل ذلك بالطبع".

وبعد مشاهدة هاري وويليام يكبران في أعقاب وفاة والدتهما الحبيبة ديانا، كان العالم يأمل بأن يكون الأخان قريبين كما أرادت أمهما بلا شك. لكن كما كشف كتاب "احتياطي"، الذي يرسم صورة قاتمة للحياة التي قضاها هاري في ظل ويليام الوريث، لم تكن العلاقة بينهما على هذا النحو على الإطلاق. بدلاً من ذلك، وجد هاري علاقة أكثر طبيعية وعمقاً مع يوجيني المحبة للضحك.

لقد كانت والدتاهما، اللتان ينظر إلى كلتيهما على أنهما منبوذتان من العائلة المالكة بعد طلاقيهما، هما من قرّبتا الطفلين من بعضهما. في كثير من الأحيان، كانت فيرغي تحضر بنتيها لتناول الشاي مع الأميرين في قصر كنسينغتون في لندن، وقد اصطحبت هي وديانا أطفالهما الأربعة سوية في عطلة إلى جنوب فرنسا في عام 1996.

عندما كبرا في العمر، غالباً ما كان شوهد الأصغر من بين الشقيقين والشقيقتين وهما الأكثر شقاوة من الأخت والأخ الأكبر سناً والأكثر جدية (بياتريس وويليام) في الليالي يخرجان إلى النوادي الليلية مثل ماهيكي، حيث كان حبيب يوجيني آنذاك، جاك بروكسبانك، يعمل مديراً في السابق، وتونتيريا، حيث كانا يشربان من أقداح مكسيكية على هيئة جماجم. ونظراً لمعرفة يوجيني أن هاري كان يتوق إلى لقاء فتاة مميزة، لعبت ابنة عمه دور ملاك الحب بينه وبين حبيبته السابقة كريسيدا بوناس بعد انفصاله المدمر عن تشيلسي ديفي.

كذلك كانت صديقة زوجة هاري المستقبلية، ميغان ماركل، قبل أن يقابلها، وقد التقت المرأتان من خلال صديقتهما المشتركة، مصممة الأزياء ميشا نونو. خلال مقابلة دوق ودوقة ساسكس مع أوبرا وينفري عام 2021، أكدت ميغان: "لقد عرفت أنا ويوجيني بعضنا البعض قبل أن أعرف هاري، لذلك كان الأمر مريحاً... نحن صديقاهما كثنائي"، في إشارة إلى يوجيني وبروكسبانك، اللذين يقسمان وقتهما الآن بين عزبة فروغمور، منزل هاري وميغان السابق، وساحل المحيط الأطلسي في البرتغال، حيث يشغل بروكسبانك منصباً تسويقياً في المنتجع الفاخر "كوستا تيرا للغولف ونادي أوشن" CostaTerra Golf and Ocean Club.

بعدما جرى ترتيب التعارف بين ميغان وهاري عام 2016 عن طريق فيوليت فون ويستنهولتز، مسؤولة علاقات عامة تعمل لمصلحة علامة رالف لورين وابنة أحد أفضل أصدقاء [الملك] تشارلز، خرج الثنائي في مواعيد غرامية مزدوجة برفقة يوجيني وحبيبها جاك بروكسبانك.

في الليلة التي سبقت الكشف عن علاقتهما الرومانسية للعالم، قام الرباعي "بتفجير قنبلة من المتعة" وحضروا معاً حفلة عيد الهالوين تدور أجواؤها حول ما بعد نهاية العالم، حيث تنكر هاري في زي تزلج كامل مع نظارات واقية بينما ارتدت ميغان قبعة صياد وبلوزة مموهة تكشف منطقة البطن.

جدير بالذكر أن والدة يوجيني كانت أول شخص كبير في السن تلتقي به ميغان من العائلة المالكة بعد انتشار خبر ارتباطها بهاري في ذاك الشهر. كتب هاري في "احتياطي": "كانت المحطة الأولى، النزل الملكي لمقابلة فيرغي، لأن ميغ كانت تعرف بالفعل يوجي ابنة فيرغي، وجاك، لذلك بدت هذه خطوة صغيرة منطقية. كانت فيرغي هي من علمت ميغان أن عليها الانحناء عند مقابلة الملكة إليزابيث للمرة الأولى، وقد مثلت الحركة أمامها كي تتمكن ميغان من تقليدها".

منذ حدوث "ميغست" عام 2021، ظل دعم يوجيني للزوجين ثابتاً، إذ زارتهما مرات عدة في كاليفورنيا، حتى أنها ظهرت في خلفية الفيلم الوثائقي الخاص بهما على "نتفليكس". في كتاب "نهاية لعبة" Endgame، أحدث أعمال الصحافي الملكي أوميد سكوبي، كشف المؤلف أنه بينما كان هاري يسافر إلى بالمورال آملاً بيأس رؤية الملكة قبل وفاتها في سبتمبر (أيلول) عام 2022، كان يُبقي يوجيني على إطلاع بكل جديد بخصوص حالتها المرضية. في سبتمبر من العام الماضي، قضت عائلتها وعائلته وقتاً معاً في البرتغال بعد دورة ألعاب "إنفيكتس" الرياضية للمحاربين المصابين.

لطالما كانت فيرغي مناصرة لهاري، ويبدو أن تعليقاتها المدافعة عن اختياراته تعكس عاطفة مستمرة تجاه ابن شقيق زوجها: فقد قالت إنها لن تحكم على دوق ودوقة ساسكس بسبب قرارهما بالتنحي عن مهامها كعضوين في العائلة المالكة، بعد أن "جرى الحكم علي طوال حياتي"، كما أشادت بميغان قائلة: "لقد جعلت هاري سعيداً جداً، وهذا لطيف جداً. بصراحة، إنه سعيد للغاية معها. إنها تحبه حقاً، وأعتقد أن هذا جميل".

على كل حال، كان هاري ينتقد بشدة زوج سارة السابق، الأمير أندرو، الذي تدين له بالولاء الشديد أيضاً. وأصبح أول عضو في العائلة المالكة ينتقد أندرو علناً، واصفاً تورطه مع المتحرش بالأطفال جيفري إبستين بالـ "فضيحة المخزية". أما سارة فكانت تؤكد، على النقيض من ذلك، أن زوجها السابق "رجل جيد".

لذا، مثل كثير من علاقات هاري داخل العائلة، فالأمر معقد. لكن إذا كان يحتاج إلى مثال على شخص طُرد من العائلة تحت أكثر الظروف سمية، ومن ثم رُحب به مرة أخرى في النهاية، فما عليه سوى أن ينظر إلى طليقة عمه.

بعد فضحها ومعاقبتها بشكل علني للغاية بعد الكشف عن علاقتها مع جون برايان – والتي تضمنت تسريب صورة يظهر فيها الرجل وهو يمص إصبع قدمها – والتي قال دوق إدنبرة خلالها إنه لا يريد أبداً أن يوجد معها في غرفة واحدة مرة أخرى - تمكنت فيرغي تدريجاً من كسب دعم كبار أفراد العائلة المالكة، وساعد في ذلك بشكل كبير قرار هاري دعوتها لحضور حفل زفافه عام 2018.

ويقول أصدقاؤها الآن إنها تتمتع بوضع "كنز العائلة"، إذ لا أحد يمتلك القدرة على إضحاك الملك مثلها، وتقدّر الملكة ولاءها ودفأها وروح الدعابة الجيدة التي تتمتع بها في الأزمات. فيرغي وبنتاها قريبات جداً من بعضهن البعض لدرجة أن بياتريس تشير إلى مجموعتهن باسم "القاعدة ثلاثية الأرجل"، وهو إنجاز نال إعجاب الجميع، إلى جانب صبرها الملحوظ في مواجهة تشخيص إصابتها بالسرطان، حيث كانت تشير مازحة إلى ثديها المعاد بناؤه باسم "ديريك" وتستغل إصابتها بسرطان الجلد كفرصة لحث متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي على فحص الشامات لديهم.

كان ظهورها في قداس عيد الميلاد السنوي للعائلة في ساندرينغهام بمثابة رمز مهم وعلني للمصالحة من جانب الملك، الأمر الذي قالت إنه يشعرها "بالامتنان". لكن بعدما أمضت عقوداً في العزلة والإقصاء، وبعد أن "لم تعد قادرة على تحمل المتطلبات الملكية"، ربما تكون أدرى من أي شخص آخر بما يشعر به هاري.

من المناسب إذاً أن تكون ابنتها يوجيني نقطة اتصال هاري الرئيسة مع داخل العائلة. وبينما يجتاز كلاهما الأشهر الصعبة المقبلة، سيكون من أكثر الأمور التي تسعد الملك رؤية هاري يبني الجسور - وإذا كان بإمكان أي شخص المساعدة في تحقيق ذلك، فهو ابنة عمه المحبة للمرح.

© The Independent

المزيد من متابعات