ملخص
ما حقيقة المبالغ التي ينفقها الأطراف في الحرب في أوكرانيا وكيف تأثر اقتصاد البلدين بذلك؟
مع اقتراب الذكرى الثانية لبداية الغزو الروسي لأوكرانيا، تواصل حصيلة الخسائر ارتفاعها لدى الطرفين.
فعلاوة على آلاف الوفيات، تأتت عن الحرب المستمرة تداعيات اقتصادية هائلة، لم تقتصر على الطرفين المتحاربين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي حين تعهدت موسكو بإنفاق مليارات إضافية على الدفاع خلال عام 2024، يلف الغموض مصير حزمة مساعدات حيوية، من المفترض أن يصوت عليها مجلس النواب الأميركي في واشنطن عما قريب، على وقع تحذيرات كييف من أن قوات فلاديمير بوتين تتقدم على طول "الجبهة الأمامية بكاملها"، وعقب تعهد [العاصمة الأوكرانية] بإنفاق نحو 20 في المئة من إجمالي الناتج المحلي لدحض الهجمات الروسية خلال هذا العام.
ومن جهته أكد بوتين أن الحرب ستنتهي ما إن تكف بلدان الغرب عن تزويد أوكرانيا بالأسلحة. أما كييف، فأكدت أنها لن تنزع سلاحها إلا بعد ضمان أمن حدودها.
ومن ثم، ما كلف الحرب التي يتكبدها كل من روسيا وأوكرانيا والغرب؟
روسيا
صحيح أن المبالغ التي تنفقها روسيا على الحرب هي سر من أسرار الدولة، لكن مركز أبحاث أميركياً كشف أخيراً عن أن المبلغ الإجمالي الذي تعهدت البلاد بإنفاقه على الدفاع خلال عام 2024، سيكون بقيمة 87 مليار جنيه استرليني (109 مليارات دولار أميركي).
وفي حديث مع صحيفة "اندبندنت"، أوضح الباحث كلينتون ريتش، من مركز الأبحاث "راند" RAND، أن موسكو تعتزم "استنفاد قدراتها" لدعم جهود الحرب خلال هذا العام، بعد أن قررت زيادة المبالغ الإجمالية التي ستنفقها على قطاع الدفاع بثلاثة أضعاف مقارنة مع 30 مليار جنيه استرليني (37.6 مليار دولار أميركي) أنفقتها خلال عام 2021.
وفي عام 2023، ضاعفت روسيا المبالغ المخصصة لقطاع الدفاع لديها إلى أكثر من 80 مليار جنيه استرليني (100.3 مليار دولار أميركي)، أي ما يمثل ثلث إنفاقها العام الكلي، وفق ما كشف عنه مستند حكومي اطلعت عليه وكالة "رويترز".
أوكرانيا
أما أوكرانيا، فصادقت في سبتمبر (أيلول) من السنة الماضية على مسودة موازنة لعام 2024، كشفت فيها عن خطط بزيادة إنفاقها الدفاعي، بموازاة اعتمادها على الدعم المالي الغربي لسد العجز المتوقع.
وفي هذا الإطار، حددت مسودة الموازنة المذكورة العجز [المتوقع] عند 33 مليار جنيه استرليني (41.4 مليار دولار أميركي)، أي ما يناهز 20.4 في المئة من إجمالي الناتج المحلي الأوكراني، مع الإشارة إلى أكثر من نصف الإنفاق المنصوص عليه في موازنة العام المقبل، وتعادل قيمته 35 مليار جنيه استرليني (43.9 مليار دولار أميركي)، سيكرس لقطاع الدفاع، ويكون الهدف منه، وفق المخططات، تمويل جهود الحرب ضد روسيا.
وفي سياق متصل، صرح وزير المال الأوكراني سيرغي مارشنكو قائلاً: "لا شك في أن الطريق طويل أمام التعاون مع الشركاء". وأضاف: "إن العمل مستمر، وقد تمكنا، في عام 2023، من ضمان التمويل بالكامل. ومن ثم أعتقد وآمل أن نتفق مع شركائنا على دعم يقدمونه خلال عام 2024".
الغرب
منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في عام 2022، قدم الغرب لكييف مساعدات بقيمة تناهز 97 مليار جنيه استرليني (121.7 مليار دولار أميركي). وفي عام 2024، تعهد الاتحاد الأوروبي بمنح [كييف] مساعدات إضافية بقيمة 43 مليار جنيه استرليني (53.9 مليار دولار أميركي).
أما في الولايات المتحدة، فأصبح تقديم المساعدات [لأوكرانيا] مسيساً إلى أقصى الحدود، وباتت حزمة مساعدات مخصصة لأوكرانيا، بقيمة 48 مليار جنيه استرليني (60.2 مليار دولار أميركي)، موضع تشكيك. وفي هذا الصدد، يشار إلى أن هذا الالتزام المادي هو جزء من اتفاق أوسع نطاقاً [لتمويل العمليات في] إسرائيل وتايوان والمنطقة الحدودية بين الولايات المتحدة والمكسيك، وقد سبق لمجلس الشيوخ أن صدق عليه هذا الأسبوع.
ومع ذلك، ستواجه [حزمة المساعدات المذكورة] عراقيل إضافية في مجلس النواب، بسبب التوقعات بأن يرفضها الجمهوريون المؤيدون لحملة أطلقها الرئيس السابق دونالد ترمب تحت شعار: "اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى" (ماغا) MAGA.
© The Independent