Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"زرقاء اليمامة" أول أوبرا سعودية شهدت لندن إعلانها

تنتجها هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية ويبدأ عرضها بالرياض في أبريل المقبل 

ملخص

شهدت قاعة "غولد سميث" في وسط لندن ليلة عربية بامتياز مع إطلاق أول أوبرا سعودية "زرقاء اليمامة" قبل انطلاقها في الرياض في أبريل المقبل.

خمسة قرون ومصطلح "الأوبرا" لازم العروض الرواية الغنائية أو المسرحية الغنائية الأجنبية، حتى لاحت أخيراً الأعين إلى قصة "زرقاء اليمامة" لتعلن بحدة نظرها عن ولادة أكبر أوبرا عربية عبر التاريخ.

عنزة بنت لقمان بن عاد الملقبة بـ"زرقاء اليمامة" اشتهرت في الجاهلية بحدة النظر وجودة البصر، فكانت تبصر الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام، إلا أن صيتها اليوم يصل إلى العالم، بعد أن أعلن من قاعة "غولد سميث" العريقة في وسط لندن، إطلاق أول أوبرا سعودية بعنوان "زرقاء اليمامة"، لتضاهي قصة الفتاة الغجرية حسناء في أوبرا "كارمن"، و"فيوليتا" مريضة داء السل في أوبرا "لاترافياتا"، والفتاة اليابانية التي وقعت في غرام أحد الجنود في أوبرا "مدام بترفلاي"، و"روزينا" عشيقة الحلاق في أوبرا "حلاق إشبيلية"، وقصص أوبرا البوهيمية، والناي السحري، وتوسكا، وريجوليتو، ودون جوان.

نشأت الأوبرا بداية في إيطاليا عام 1600، وحتى عصرنا الحالي لم يقدم هذا الفن باللغة العربية بمستوى عالمي، لتكون "زرقاء اليمامة" أكبر أوبرا تقدم بالعربية عبر التاريخ، حيث ستبدأ عروضها على مسرح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض في الـ25 من أبريل (نيسان) المقبل.

 

تطل على لندن قبل انطلاقها في الرياض

وشهدت أرجاء قاعة "غولد سميث" العريقة في وسط لندن ليلة عربية حافلة مع إطلاق أول أوبرا سعودية "زرقاء اليمامة"، وسط حضور متذوق للفنون، حضره وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، حيث نظمت هيئة المسرح والفنون الأدائية احتفاء للإعلان عن بدء عمليات إنتاج العرض الأوبرالي السعودي الأول والأضخم عربياً "أوبرا زرقاء اليمامة".

وكشف الحفل عن تفاصيل الإنتاج الأوبرالي الفريد من نوعه، وسرد الأبعاد التاريخية للقصة، إضافة إلى عرض موسيقي قدمه الرئيس التنفيذي لشركة الأوبرا العربية إيفان فوكسيفيتش، وهي الشركة التي تجمع بين طاقم عالمي من مغني الأوبرا المشهورين وفنانين سعوديين، كما شهد الحفل مشاركة للسوبرانو العالمية سارة كونولي، التي ستؤدي دور "زرقاء اليمامة".

وتتناول قصة "زرقاء اليمامة" الشخصية الشهيرة في تاريخ العرب خلال عصر ما قبل الإسلام، ذات العينين الزرقاوين، والتي تمتلك قدرة فريدة تمكنها من الرؤية من مسافات بعيدة. وستظهر قصتها في مزيج فريد يجمع بين العناصر الموسيقية العربية والغربية بشكل لم يسبق استكشافه في عالم الأوبرا حتى اليوم، ويشكل إضافة ثمينة للمخزون الثقافي العالمي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ترجمة لرؤية 2030

وقال الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، خلال الحفل، إن الثقافة السعودية تحظى بتشجيع ودعم وتمكين غير محدود من القيادة السعودية "مما خلق حراكاً غير مسبوق بمختلف قطاعاتها التي تمد جسورها الثقافية مع العالم، وتعكس إرثنا وهويتنا الراسخة والعريقة"، موضحاً أن الثقافة والفنون تبرز بصفتها ركيزة أساسية في "رؤية 2030".

ونوه بأن الوزارة تعمل على ازدهار المملكة بمختلف ألوان الثقافة لتثري فيها نمط حياة الفرد، وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية، وتشجع الحوار الثقافي مع العالم، لافتاً إلى أن المسرح والفنون الأدائية يعد قطاعاً رئيساً ضمن الإطار العام للاستراتيجية الوطنية للقطاع.

وأشار الأمير بدر بن فرحان إلى أن مشروع أوبرا "زرقاء اليمامة" وغيره من المشاريع تأتي ترجمة للرؤية الطموحة، مختتماً كلمته في الحفل بدعوة الحضور إلى زيارة السعودية، "للتعرف إلى ثقافتها وفنونها، وحضور العمل في الرياض".

فريق عمل "زرقاء اليمامة"

يضم فريق عمل "زرقاء اليمامة" مجموعة من المواهب والفنانين، فكتب النص الأصلي للعمل الشاعر والكاتب والناقد المسرحي السعودي صالح زمانان، فيما ألف الملحن العالمي الشهير لي برادشو، المقطوعة الموسيقية الأوبرالية لـ"زرقاء اليمامة"، مستوحياً في تركيبها الموسيقي عناصر من الموسيقى العربية والتراث السعودي والأساليب الموجودة في المقطوعات الموسيقية الأوبرالية العالمية مثل موزارت وفيردي وبوتشيني.

 

وتقود السوبرانو العالمية سارة كونولي جوقة من المغنين الموهوبين بدور "زرقاء اليمامة"، فيما تجمع قائمة المغنين الرئيسين تسعة مواهب سعودية، من بينهم خيران الزهراني وسوسن البهيتي وريماز العقبي، وهي أسماء بارزة في المشهد الموسيقي السعودي، وتتشارك خشبة المسرح مع مجموعة من الأسماء العالمية المرموقة، من بينهم كليف بايلي وإميليا وورزون، إلى جانب سيرينا فارنوتشي وبارايد كاتالدو، إضافة إلى جورج فون بيرغن.

وتؤدي أوركسترا دريسدنر سينفونيكر المقطوعات الموسيقية للأوبرا، وترافقها جوقة الفيلهارموني التشيكية، كما تعمل مصممة الأزياء جيوفانا بوزي وفريقها على تصميم أزياء تعكس روح الأوبرا، والجماليات البصرية لعصر ما قبل الإسلام.

ويتولى المخرج المسرحي دانييل فينزي باسكا مهمة تنظيم العرض إلى جانب المؤثرات المسرحية الخاصة لابتكار مشاهد ساحرة تجسد واقع القصة، وتنقل الجمهور إلى أجواء الجزيرة العربية القديمة الساحرة.

قصة ملهمة

وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي في تصريح له أنه تم العمل على أوبرا "زرقاء اليمامة" لأكثر من سنتين وستعرض في الرياض لمدة 10 أيام.

وعن فريق العمل المشارك في أوبرا "زرقاء اليمامة"‬ بين البازعي أنه يضم مجموعة من الجنسيات المختلفة في الإخراج والصوت والموسيقى، إضافة إلى مواهب سعودية بدأت من كتابة النص، مشيراً إلى أن العرض سيستمر لمدة 10 أيام في الرياض ومن ثم باقي المدن السعودية وخارجها.

وعن تقبل الجمهور السعودي هذا الفن، تيقن البازعي أن هذا النوع سيحظى بجمهور كبير قائلاً "الجمهور لديه ذائقة فنية ومقبل على الأعمال المختلفة والجادة، كما ستلهم قصة زرقاء اليمامة كثراً حول العالم".
 
مضرب للمثل

وكانت الشخصية العربية الجاهلية "زرقاء اليمامة" مضرباً للمثل في حدة النظر وجودة البصر، إذ قيل إنها كانت تبصر الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام، ويعود أصلها إلى "جديس" إحدى قبائل العرب البائدة المنسوبة إلى لاوذ بن إرم بن سام بن نوح وهي قبيلة ذات جاه ونفوذ.

ويقال إنها كانت تبصر "الشعرة البيضاء" في اللبن، وترى الشخص من مسيرة يوم وليلة، وسميت بـ"زرقاء اليمامة" لزرقة عينيها.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون