أعلن العملاق التكنولوجي "فيسبوك" خططاً للتكامل بين تطبيقات "واتس آب" و"آنستاغرام" و"ماسنجر".
ويرمي الاندماج إلى صنع "التجارب الأفضل في التراسل" لدى مليارات الناس حول العالم، ممن يستخدمون تلك التطبيقات المملوكة من "فيسبوك". وستبقى التطبيقات متمايزة عن بعضها بعضاً لكن سيجري توحيد البنية التقنية للتراسل التي تستند التطبيقات إليها، وفق ما نقل مطلعون على مجريات الاندماج.
إذ أعلن ناطق بلسان "فيسبوك" أن الاندماج سيؤدي إلى ظهور منصة رقمية للتراسل تتميّز بالسرعة والبساطة والموثوقيّة والخصوصيّة، على الرغم من أن مختصين في البيانات حذّروا من تأثير الاندماج على خصوصيّة الجمهور.
"نشتغل على تطوير منتجاتنا في التراسل المشفّر بين طرفي الاتصال، ونفكر في طرق أكثر بساطة في التواصل عبر الشبكات مع الأصدقاء والأسرة"، وفق كلمات الناطق نفسه.
لم تُعلن تفاصيل رسمية عن الاندماج الذي يسود توقّع بإتمامه في وقت مبكر من العام المقبل، وفق ما ورد في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
ويعتبر الاندماج نقضا للموقف الأصلي لمارك زوكربرغ، المدير التنفيذي لـ "فيسبوك"، بضرورة أن يعمل "آنستاغرام" و"واتس آب" بشكل مستقل عن شبكة "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي. وتذكيراً، إنطلق تطبيق "آنستاغرام" في العام 2010 على يد كيفين سيستروم ومارك كيفن كتطبيق للخليوي يختص بتبادل الصور وأشرطة الفيديو بين أفراد الجمهور. ويتوافق مع نُظُم "آندرويد" و"آبل- آي أو إس" و"ويندوز".
وظهر "واتس آب" في العام 2009، كتطبيق مختص بالاتصال المتنوّع عبر الهواتف الذكيّة (مكالمات، رسائل مكتوبة، رسائل صوتية، تخابر بالفيديو...)، وانتشر بصورة مذهلة عالمياً، وفي البداية، كان يعمل بالاستناد إلى نظام "آندرويد"، ثم صار يعمل على معظم نظم تشغيل الخليوي بما فيها "آي فون، إضافة إلى نظم تشغيل الكومبيوتر. وصنع "فيسبوك" تطبيق "ماسنجر" في العام 2008 تحت مسمّى "فيسبوك شات"، ثم أعيدت هيكلة تقنياته في العام 2010 وأُعطِيَ إسمه الحالي. وصار متوافقاً مع "آي فون" وكومبيوتر "آبل" في السنة الجارية، ولكن تناغمه مع "ويندوز" يرجع إلى العام 2018.
وفي العام 2012، استحوذ "فيسبوك" على تطبيق "آنستاغرام" لتبادل الصور بقرابة مليار دولار، ثم استولى على تطبيق "واتس آب" للاتصال التراسلي في العام 2014 في صفقة بلغت قيمتها 19.3 مليار دولار، ومنذها، تسارع نمو التطبيقين بسرعة، وصار لـ"آنستاغرام" مليار مستخدم نشِط شهرياً، ويصل الرقم نفسه إلى 1.5 مليار بالنسبة لـ"واتس آب"، والمفارقة أن المؤسّسين الأصليّين للتطبيقين خرجوا من "فيسبوك" في السنوات التي تلت تلك الاستحواذات.
ونقلت تقارير أن موظفي شركة "واتس آب" أعربوا عن قلقهم من الخطط الرامية إلى إدماج خدماتها في التراسل مع تطبيقات اخرى، بل حرصوا على جعل تلك مخاوفهم صريحة أثناء اجتماع إداري جرى في ديسمبر الفائت.
© The Independent