اتهم وزير النقل اليمني، صالح الجبواني، دولة الإمارات العربية المتحدة، بتسيير رحلات جوية خلال الأيام الماضية، من وإلى مطار الريان بمحافظة حضرموت (شرقي اليمن) دون أي تنسيق مسبق مع وزارة النقل في الحكومة. يأتي ذلك وسط توتر في العلاقات بين الحكومة اليمنية والإمارات على خلفية تمرد مسلحي المجلس الانتقالي وسيطرتهم على العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
موانئ اليمن للسلاح
كما اتهم الجبواني دولة الإمارات خلال تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، باستخدام موانئ بلاده لجلب أسلحة لمسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أسقط مدينة عدن، التي كانت تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد بقوة السلاح وبدعم إماراتي، في ال10 من شهر أغسطس (آب) الماضي وأجزاء واسعة من محافظة أبين المحاذية لها.
الحكومة تتوعد
وقال الجبواني "الإمارات بدأت خلال الأيام الماضية بتسيير رحلات من وإلى مطار الريان (الواقع في مدينة المكلا المركز الإداري لمحافظة حضرموت الغنية بالنفط والثروات المعدنية)، بدون أي تنسيق مع وزارة النقل".
وأضاف الوزير اليمني، "تقوم (الإمارات) أيضاً باستخدام موانئ البلاد لجلب الأسلحة للمتمردين في عدن (في إشارة إلى مسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم منها)".
وتوعد الجبواني "قريباً سنضع هذه التجاوزات على سيادة الدولة على طاولة الإيكاو (منظمة الطيران المدني الدولي) والمنظمة البحرية الدولية والهيئات الدولية ذات العلاقة".
امتعاض شعبي
وتتخذ الإمارات، الشريك الفاعل في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، من مطار الريان مقراً عسكرياً، واتهمت من قبل الحكومة في وقت سابق، بعرقلتها إعادة نشاطه الملاحي أمام حركة الطيران لدواعٍ أمنية، رغم سيطرة التشكيلات العسكرية الموالية ممثلة بقوات ما يسمى ب"النخبة الحضرمية" سيطرتها على مدن وقرى ساحل حضرموت الأمر الذي أثار امتعاض المواطنين والمرضى والطلاب في محافظة حضرموت، ذات المساحة الجغرافية الشاسعة والنشاط التجاري الكبير, وهو الغضب الذي عبروا عنه، بالعديد من الفعاليات والوقفات الاحتجاجية دون جدوى رغم إعلان محافظ حضرموت فرج البحسني مطلع أبريل (نيسان) الماضي، قرب افتتاحه، بعد تجهيزه وتطويره من قبل الإمارات، إلا أن ذلك لم يحدث.
وتنفي دولة الإمارات اتهامات موجهة لها من الحكومة اليمنية بدعم انفصال جنوب اليمن، وتؤكد أنها تعمل ضمن التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن.
ويعد "مطار الريان الدولي"، واحداً من أهم المطارات المحلية في اليمن، والثالث بعد مطاري صنعاء وعدن، من حيث التجهيزات والخدمات، قبل أن يتوقف نشاطه الجوي عن العمل بعيد سقوط مدينة المكلا بيد عناصر تنظيم القاعدة في أبريل (نيسان) 2015.
كما يقدم خدمة النقل الجوي لأربع محافظات كبرى، هي "حضرموت وشبوة"، الغنيتين بالمصادر الطبيعية كالنفط والغاز والذهب، إضافة إلى "سقطرى" ذات التنوع المائي والنباتي الفريد، و"المهرة" البوابة اليمنية الشرقية المحاذية لسلطنة عمان.
وتنفي دولة الإمارات اتهامات الحكومة اليمنية لها بدعم الانفصاليين جنوب اليمن، وتؤكد أن مشاركتها تأتي ضمن تحالف دعم الشرعية لاستعادتها ودحر الانقلاب في البلاد.