Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما مستوى الردع النووي البريطاني مع فشل التجارب الأخيرة؟

أحدث عملية إطلاق جرت أثناء تدريب قبالة الساحل الشرقي لفلوريدا في الـ 30 من يناير الماضي

الغواصة النووية البريطانية فانغارد (وزارة الدفاع البريطانية)

ملخص

كشف مصدر في وزارة الدفاع البريطانية أن تجربة إطلاق الصاروخ النووي "ترايدنت" فشلت للمرة الثانية على التوالي، إذ اصطدم بالمحيط فور إطلاقه.

كشف مصدر في وزارة الدفاع البريطانية أن تجربة إطلاق الصاروخ النووي "ترايدنت" فشلت للمرة الثانية على التوالي، إذ اصطدم بالمحيط فور إطلاقه.

وجرت عملية الإطلاق الفاشلة خلال تدريب قبالة الساحل الشرقي لولاية فلوريدا الأميركية في الـ 30 من يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث أُطلق صاروخ غير مذخر من طراز "ترايدنت 2" من الغواصة التي تعمل بالطاقة النووية والتي تقدر قيمتها بنحو 4 مليارات جنيه إسترليني (5 مليار دولار أميركي).

وكان هذا أول إطلاق تجريبي تجريه المملكة المتحدة منذ ثمانية أعوام، وبعد محاولة فاشلة أيضاً في عام 2016. آخر مرة أطلقت فيها بريطانيا صاروخاً نووياً بنجاح كان في عام 2012.

يذكر أن المملكة المتحدة تمتلك أربع غواصات نووية، والتي على إحداها أن تبقى في البحر بصورة مستمرة لردع التهديدات النووية من أعداء مثل روسيا. وكان هذا الإطلاق التجريبي جزءاً من الجولة الأخيرة من الاختبارات لغواصة فانغار "HMS Vanguard" التي أكملت أخيراً عملية إصلاح شاملة بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني قبل أن تعود للخدمة.

مصدر في وزارة الدفاع البريطانية ذكر أن شذوذاً في عملية الإطلاق الأخيرة كان السبب في فشل الإطلاق، مما أثار مخاوف في شأن فعالية الردع النووي البريطاني، وأضاف المصدر "جرت عملية الإطلاق لكن سرعان ما سقط الصاروخ بجوار الغواصة مباشرة".

والمحرج في الأمر أن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس كان على متن الغواصة التي يبلغ طولها 150 متراً وقت الإطلاق التجريبي، بحسب ما أكد المتحدث باسمه، بينما ورد أن لورد البحر الأول الأدميرال السير بن كي كان حاضراً أيضاً، وشابس نفسه ذكر الشهر الماضي أن المملكة المتحدة في مرحلة "ما قبل الحرب".

 

صاروخ "ترايدنت" الذي كان من المقرر له أن يسقط على بعد آلاف الأميال وسط نقطة في المحيط الأطلسي بين البرازيل وغرب أفريقيا أُطلق بنجاح في الهواء باستخدام الغاز المضغوط في أنبوب الإطلاق، لكن معززات الإطلاق في مرحلتها الأولى لم تشتعل وتحطم الصاروخ مرة أخرى في الماء.

 غواصة "فانغارد" كانت ضمن العمق المطلوب للإطلاق، وبحسب المصدر فلم تتعرض للإصابة بالصاروخ أثناء سقوطه عائداً للمحيط الأطلسي، ويأتي ذلك بعد 10 أيام فقط من تأجيل مغادرة حاملة الطائرات الأكبر في المملكة المتحدة للمشاركة في مناورة كبيرة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد العثور على مشكلة لم يعلن عنها خلال الفحوص النهائية لاقتران المروحة اليمنى.

حزب "العمال" المعارض طلب الحصول على تطمينات من حكومة ريشي سوناك في أعقاب الحادثة واصفاً فشل اختبار الصاروخ بأنه "مثير للقلق".

هذا وامتنعت وزارة الدفاع البريطانية من وصف تجربة الإطلاق بالفاشلة، لكنها أقرت بحدوث "خطأ أثناء الاختبار".

وجاء في بيان أن غواصة "فانغارد" النووية وطاقمها "أظهروا القدرة الكاملة على تشغيل نظام الردع البحري المستمر في المملكة المتحدة واستكملوا بنجاح جميع الاختبارات خلال عملية العرض والتشغيل التجريبي الأخيرة (DASO)، وهو اختبار روتيني للتأكد من جهوزية الغواصة للخدمة بعد صيانة واسعة النطاق".

وشدد البيان على أن "التجربة أكدت مجدداً فعالية الردع النووي للمملكة المتحدة والذي لدينا ثقة مطلقة فيه"، مع التأكيد على أنه "لا توجد أي آثار على موثوقية أنظمة صواريخ ’ترايدنت’ ومخزونها" على رغم الإطلاق الفاشل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المتوقع أن يقدم شابس بياناً وزارياً مكتوباً حول الردع النووي البريطاني في مجلس العموم.

وزير الدفاع في حكومة الظل العمالية جون هايلي قال إن "التقارير عن فشل اختبار ’ترايدنت’ مثيرة للقلق"، مشدداً على أهمية طمأنة وزير الدفاع للبرلمان بأن هذا الاختبار ليس له أي تأثير في فعالية عمليات الردع التي تقوم بها المملكة المتحدة.

وأضاف، "إن دعم حزب العمال للردع النووي للمملكة المتحدة لا يتزعزع، ونحن نقدر الخدمة المميزة لأولئك الذين حافظوا على ردعنا المستمر في البحر لأكثر من 50 عاماً".

وخلال المرة الأخيرة التي اختبرت فيها البحرية الملكية رأساً حربياً نووياً من نوع "ترايدنت" كان هناك خلل خطر في النظام مع انحراف الصاروخ عن مساره، ومن المعلوم أن البرنامج النووي البريطاني قد شهد معارضة بأشكال مختلفة لعقود من الزمن في المملكة المتحدة، وفي عام 2007 طالب تحالف قوي يضم 100 من العلماء والمحامين ورؤساء الكنائس والممثلين والكتاب ونواب في البرلمان بوقف اندفاع توني بلير نحو استبدال نظام الأسلحة النووية "ترايدنت" في بريطانيا، كما أُجل أول اختبار إطلاق لصاروخ "ترايدنت" من غواصة بريطانية عام 1994 لأكثر من ثلاث ساعات من قبل المحتجين من منظمة "السلام الأخضر" الذين حاولوا أيضاً منع إطلاق صاروخ "ترايدنت" خلال أول اختبار أميركي عام 1989.

© The Independent

المزيد من متابعات