دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء قادة جنوب شرق أوروبا المجتمعين في "قمة ألبانيا" إلى دعم بلاده التي تفتقر إلى الذخيرة، بينما تتقدم روسيا على جبهة القتال.
وقال زيلينسكي خلال افتتاح الاجتماع، "نحن نواجه نقصاً في الذخيرة مما يؤثر في الوضع على ساحة المعركة"، مضيفاً أن حكومته تريد تنظيم "منتدى أوكراني - بلقاني حول الصناعة الدفاعية"، إذ تملك بعض دول المنطقة قدرات كبيرة في هذا المجال.
ويشارك في الاجتماع زعماء عدد من دول جنوب شرق أوروبا بمن فيهم رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلنكو فيتش والرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، فضلاً عن رئيس كوسوفو فيوسا عثماني ورئيسة الوزراء البوسنية بوريانا كريستو.
وكتب زيلينسكي عبر منصة "إكس"، "منذ الأيام الأولى للحرب دعمت ألبانيا أوكرانيا في نضالها من أجل الحرية وسلامة أراضيها"، مضيفاً "ناقشنا اليوم حاجات أوكرانيا الدفاعية وصناعة مشتركة محتملة للأسلحة".
قريباً من أفدييفكا
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الإثنين الماضي، إن القوات الروسية سيطرت على قرية ستيبوف الأوكرانية التي تقع على بعد نحو 11 كيلومتراً شمال غربي أفدييفكا.
وقال الجيش الأوكراني أمس الثلاثاء، إنه سحب قواته من ستيبوف وسيفيرن، وهما قريتان كان تعداد سكانهما قبل الحرب أقل من مئة نسمة.
واستولت روسيا على بلدة أفدييفكا في وقت سابق من هذا الشهر، وهو أول مكسب كبير لها منذ السيطرة على مدينة باخموت في مايو (أيار) الماضي.
ووصل الرئيس الأوكراني إلى العاصمة الألبانية تيرانا مساء أمس الثلاثاء، بعد زيارة للسعودية.
وزار زيلينسكي عديداً من دول العالم في الأسابيع الأخيرة لحشد الدعم لبلاده التي تعاني قواتها المسلحة من نقص في الذخيرة والعتاد، في مواجهة تقدم القوات الروسية على الأرض.
ولدى إعلان وزير الخارجية الألباني إيغلي حسني وصول زيلينسكي مساء الثلاثاء إلى تيرانا، أكد "تضامن بلاده مع أوكرانيا في معركتها البطولية ضد روسيا".
وبعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، يشارك زيلينسكي ظهراً في قمة مع زعماء دول جنوب شرقي أوروبا تستمر حتى الخميس. وهذه هي زيارته الأولى إلى هذه الدولة في البلقان منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
صديق ثابت لأوكرانيا
وكتب زيلينسكي على موقع "إكس"، "أعمل اليوم في تيرانا. سألتقي بصديق ثابت لأوكرانيا رئيس الوزراء الألباني إيدي راما"، موضحاً أنه سيلتقي أيضاً زعماء آخرين في المنطقة على هامش القمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيحضر بشكل خاص رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلنكوفيتش، والرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، فضلاً عن رئيس كوسوفو فيوسا عثماني، بحسب المنظمين.
وصربيا واحدة من الدول الأوروبية القليلة التي لم تنضم إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، لكن فوتشيتش التقى زيلينسكي مرات عدة على هامش مؤتمرات دولية.
أما ألبانيا فعضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ عام 2009، وهي من أشد المؤيدين لأوكرانيا في الحرب مع روسيا. إلا أن قادتها ظلوا متكتمين في شأن موضوع تزويد كييف بالأسلحة.
خلال زيارته ألبانيا في منتصف فبراير الجاري، أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بدعمها لأوكرانيا.
وقال إن "ألبانيا كانت من أوائل الدول التي أرسلت مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا بعد العدوان الروسي، من أسلحة وذخائر وعربات مدرعة". مضيفاً أن هذه الدولة كانت من بين الدول العشر الأكثر دعماً لأوكرانيا نسبة إلى عدد سكانها.
مساعدة يعرقلها الجمهوريون
وتأتي هذه الجولة في البلقان في وقت يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن زعماء الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين في البيت الأبيض، في إطار سعيه لإقرار مساعدة بقيمة 60 مليار دولار (55 مليار يورو) لأوكرانيا يعرقلها الجمهوريون في مجلس النواب.
في القارة الأوروبية، أبدت بعض دول الاتحاد الأوروبي استعدادها للانضمام إلى المبادرة التشيكية لشراء ذخيرة مصنوعة خارج أوروبا، وإعادة شحنها إلى كييف.
يؤكد زيلينسكي باستمرار أن بلاده بحاجة ماسة إلى الدعم المستمر من الغرب لمواجهة روسيا في ظل الحرب التي دخلت هذا الأسبوع عامها الثالث.
في أوروبا، أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدلاً بعدما طرح احتمال إرسال قوات إلى أوكرانيا في اختتام اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في باريس الإثنين.
وسارعت برلين ولندن وحلفاء أوروبيون آخرون لكييف، لرفض اقتراحه الثلاثاء. كما استبعد بايدن الفكرة بشكل قاطع.
وقالت أدريان واتسون نائبة المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أمس الثلاثاء "لقد كان الرئيس بايدن واضحاً بأن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا". وأضافت أن الرئيس الديمقراطي يرى أن "الطريق إلى النصر" سيمر عبر المساعدات العسكرية التي يعرقلها الكونغرس حالياً.
من جانبه، رأى الكرملين أنه "ليس من مصلحة هذه الدول على الإطلاق" إرسال جنود إلى أوكرانيا، وحذر من "حتمية" وقوع مواجهة مباشرة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا في هذه الحال.
وبعد انسحابه قبل نحو عشرة أيام من مدينة أفدييفكا في الشرق، أكد الجيش الأوكراني في اليومين الماضيين انسحابه من ثلاث بلدات مجاورة هي لاستوشكيني وسيفيرني وستيبوفي الواقعة إلى الغرب منها.
بأرباح الأصول الروسية
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الأربعاء، إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يدرس استخدام أرباح الأصول الروسية المجمدة لشراء إمدادات عسكرية لأوكرانيا.
وأضافت أمام البرلمان الأوروبي في خطاب حثت فيه الاتحاد الأوروبي على بذل مزيد من الجهد في مجال السياسة الدفاعية، "حان الوقت لبدء نقاش حول استخدام الأرباح الوفيرة من الأصول الروسية المجمدة لشراء معدات عسكرية مشتركة لأوكرانيا".
وتابعت، "ليست هناك رمزية أقوى ولا استخدام أعظم لهذه الأموال من جعل أوكرانيا وأوروبا بأكملها مكاناً أكثر أماناً للعيش فيه".
تضليل لشقاق الحلفاء
واتهمت أوكرانيا روسيا أمس الثلاثاء بشن حملة "تضليل إعلامي" واسعة النطاق لبث الشقاق بين حلفائها الغربيين وإثارة الذعر بين سكانها.
وتزايد شعور كييف بالإحباط أخيراً جراء عرقلة إمدادها بالمساعدات من الدول الغربية وخسارتها مناطق شاسعة أمام روسيا بسبب معاناة قواتها من نقص الذخائر.
وقالت الاستخبارات الأوكرانية في تقرير إن "هدف الروس على الصعيد الدولي هو خفض الدعم الذي يأتي لبلادنا من التحالف الموالي لأوكرانيا في العالم".
وزعمت أن روسيا تنشر معلومات مضللة عبر الإنترنت في محاولة لعرقلة حملة التعبئة في أوكرانيا والتشكيك في قدرة كييف على الانتصار، وأيضاً الترويج لفكرة أن الغرب "منهك".
وأضاف تقرير الاستخبارات، "تتمتع الأجهزة الخاصة الروسية بخبرة واسعة في إدارة الحروب الهجينة، وما تنفقه على الهجمات الإعلامية ضد أوكرانيا لا يقل عما تنفقه على الحرب التقليدية".
وأشار إلى أن روسيا خصصت موازنة بقيمة 1.5 مليار دولار لحملة التضليل هذه، بما في ذلك نحو 250 مليون دولار أنفقت على "إثارة مشاعر معادية لأوكرانيا" على تطبيق "تليغرام".
كما اتهمت الاستخبارات الأوكرانية الكرملين بمحاولة زعزعة الثقة بالمسؤولين الحكوميين في كييف والتشكيك بإكمال الرئيس فولوديمير زيلينسكي ولايته الرئاسية التي من المقرر أن تنتهي في مايو (أيار).
وقالت، "وفقاً لخطة العدو، سيتم زعزعة الوضع في بلادنا في النصف الأول من يونيو (حزيران)، ومن ثم يتم استغلال الأمر لإنزال الهزيمة بأوكرانيا عسكرياً في الشرق، وهي الفكرة الأساسية لعمليتهم".
وفي مواجهة نقص الذخائر والجنود في ساحة المعركة، انسحب الجيش الأوكراني من سلسلة من البلدات على الجبهة الشرقية في الأشهر الثلاثة الماضية، بما في ذلك منطقة أفدييفكا الصناعية.
وبينما تجاوز قادة الاتحاد الأوروبي المعارضة المستمرة من المجر لإقرار مزيد من المساعدات لأوكرانيا، فإن الدعم من واشنطن، أكبر حلفاء كييف، تعرقل بسبب خلافات داخلية في الكونغرس.