ملخص
أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى خطة هجوم مضاد جديد على روسيا من دون الخوض في تفاصيل
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد إن أوكرانيا أعدت خطة "واضحة" لهجوم مضاد جديد على القوات الروسية، مشيراً إلى أنه لا يستطيع الكشف عن التفاصيل.
وشنت القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً العام الماضي، لكنها لم تتمكن من اختراق الخطوط الدفاعية المستعدة في جنوب البلاد وشرقها اللذين تحتلهما روسيا.
وذكر زيلينسكي في مؤتمر صحافي بالعاصمة كييف أن "هناك خطة "الهجوم المضاد"، الخطة واضحة، ليس بوسعي إطلاعكم على التفاصيل".
وشرح أن التعديل الكبير الذي تم بموجبه تعيين قائد جديد للجيش الأوكراني هذا الشهر، مرتبط بخطة العمل الجديدة في ساحة المعركة.
وكشف زيلينسكي من دون الخوض في تفاصيل عن أن "هذه الخطة مرتبطة بتغيير الإدارة، هناك تغييرات في المقابل. وسيتم إعداد عدد من الخطط بسبب تسريب المعلومات".
وكان ذكر في وقت سابق أن خطط كييف لشن هجوم مضاد العام الماضي تم تسريبها وانتهى بها الأمر "على مكتب في الكرملين" قبل بدء العملية، من دون أن يكشف عن كيفية حدوث ذلك.
وقال زيلينسكي إن تناوب القوات أمر بالغ الأهمية للمجهود الحربي وإن أوكرانيا بحاجة إلى إعداد قوات الاحتياط على نحو أفضل.
آمال السلام خلال الربيع
في السياق، أوضح زيلينسكي أن بلاده تأمل في أن يناقش زعماء العالم خلال قمة تعقد بسويسرا في الأشهر المقبلة رؤية كييف للسلام وأن يتم بعد ذلك تقديم خطة السلام إلى روسيا.
وقال "آمل في أن يتم ذلك في الربيع. يجب ألا نخسر هذه المبادرة الدبلوماسية".
خسائر الأرواح
وأعلن زيلينسكي أن 31 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب مع روسيا، في تصريح رسمي نادر من نوعه حول الخسائر العسكرية التي تكبدتها بلاده خلال الحرب المتواصلة منذ عامين.
وقال زيلينسكي "قتل 31 ألف جندي أوكراني في هذه الحرب. ليس 300 ألف أو 150 ألفاً أو أي عدد آخر يتحدث عنه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين والشخصيات الكاذبة المقربة منه. لكن كلاً من هذه الخسائر تعد خسارة كبيرة بالنسبة إلينا".
قوات روسيا "أكثر توغلا"
قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني اليوم الأحد إن أوكرانيا وشركاءها الغربيين قد يدعون روسيا إلى حضور قمة سلام في المستقبل لبحث إنهاء الحرب التي بدأتها موسكو منذ عامين بشروط كييف.
وصرح يرماك بأن سويسرا ستستضيف قمة لمناقشة رؤية السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتي يمكن تسليمها إلى روسيا خلال اجتماع ثانٍ في وقت لاحق.
وقال خلال مؤتمر نقله التلفزيون في كييف "قد يكون هناك وضع ندعو فيه معاً ممثلين عن روسيا الاتحادية لتقديم الخطة لهم في حال كان من يمثل الدولة المعتدية في ذلك الوقت يريد إنهاء هذه الحرب بصورة حقيقية والعودة للسلام العادل".
وطرح زيلينسكي صيغة السلام للمرة الأولى في قمة "مجموعة الـ20" في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، وتدعو إلى استعادة وحدة أراضي أوكرانيا والانسحاب الكامل للقوات الروسية.
وقالت كييف إنها لن تجري أي حوار مع موسكو إلا بعد رحيل جميع القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
ويرى الكرملين أنه لا يوجد أساس حالي لمحادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا وأن خطة السلام التي طرحتها كييف غير معقولة لأنها تستبعد روسيا.
وقالت روسيا، اليوم الأحد، إن قواتها اتخذت مواقع أفضل قرب أفدييفكا ودونيتسك، بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين الجيش بالتوغل أكثر داخل أوكرانيا مع مرور عامين على بداية الحرب الشاملة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية صد القوات الأوكرانية قرب ثلاث بلدات في منطقة دونيتسك، والتمركز في مواقع أفضل قرب أفدييفكا التي سقطت في أيدي روسيا في وقت سابق من هذا الشهر.
في ساحة المعركة
وقالت الوزارة، إن القوات الروسية صدت سبع هجمات مضادة أوكرانية في المنطقة. وتم تدمير 77 طائرة مسيرة أوكرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفاد بوتين، الثلاثاء الماضي، أن القوات الروسية ستتوغل داخل أوكرانيا للاستفادة من الزخم في ساحة المعركة بعد سقوط بلدة أفدييفكا، حيث قال إن القوات الأوكرانية اضطرت إلى الفرار في حال من الفوضى.
وأرسل بوتين عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، مما أدى إلى اندلاع حرب واسعة النطاق، بعد صراع في شرق أوكرانيا لثماني سنوات بين القوات الأوكرانية من جهة والأوكرانيين الموالين لموسكو ووكلاء لروسيا من جهة أخرى.
وتسيطر روسيا حالياً على ما يقل قليلاً عن خُمس أراضي أوكرانيا المعترف بها دولياً. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لن يهدأ قبل طرد آخر جندي روسي.
وتقول روسيا، إن الأراضي التي تسيطر عليها قواتها جزء منها ولن تتخلى عنها أبداً، فيما تعهد الغرب تقديم مساعدات بقيمة 250 مليار يورو (271 مليار دولار) لأوكرانيا سعياً لهزيمة القوات الروسية.
أوكرانيا تتوقع الدعم
قال دينيس شميهال رئيس وزراء أوكرانيا، اليوم الأحد، إن الدولة تتوقع الحصول على دعم اقتصادي بقيمة 11.8 مليار دولار هذا العام من الولايات المتحدة.
وأضاف شميهال خلال مؤتمر نقله التلفزيون في كييف، أنه يأمل في أن يوافق المشرعون الأميركيون على المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي طال انتظارها.
وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، اليوم الأحد، إن نحو 50 في المئة من شحنات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا لا تصل في المواعيد المحددة.
وأدلى أوميروف بهذا التعليق خلال مؤتمر بثه التلفزيون في كييف بعد يوم واحد من بلوغ الهجوم الروسي الشامل عامه الثاني.
وقال وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني أولكسندر كاميشين، اليوم الأحد، إن بلاده زادت إنتاجها من الأسلحة إلى ثلاثة أمثال العام الماضي، وإن 500 شركة تعمل حالياً في قطاع الدفاع في البلاد.
وتبحث كييف عن سبل لتعزيز دفاعاتها بما يشمل تعزيز إنتاج وابتكار الأسلحة محلياً.
وأضاف كاميشين خلال مؤتمر في كييف بثه التلفزيون، أن 100 شركة حكومية و400 شركة خاصة منخرطة في هذا الجهد، وأن أوكرانيا تخطط هذا العام "لزيادة إنتاج الذخيرة زيادة كبيرة".
وفي خطاب منفصل، قال ميخايلو فيدوروف وزير التحول الرقمي الأوكراني، إن 90 في المئة من الطائرات المسيرة المستخدمة في ساحة المعركة ضد القوات الروسية أنتجت في أوكرانيا.
وأشار إيهور كليمينكو وزير الداخلية الأوكراني، خلال المؤتمر إلى عدم عبور سلاح واحد الحدود من أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي خلال عامين من الهجوم الروسي الشامل.
حرب الأصول المجمدة
من جهة أخرى، حض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الأحد، الغرب على اتباع نهج "أكثر جرأة" في مصادرة الأصول الروسية وإرسال الفوائد المتراكمة حتى الآن نتيجة تجميدها إلى أوكرانيا.
وقال سوناك في مقال نشرته صحيفة "ذي صنداي تايمز"، إن على الحلفاء الغربيين الذهاب "أبعد" في عقوباتهم لتقويض ثقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن اهتمام الغرب بأوكرانيا سيتراجع.
وتابع "يجب أن نكون أكثر جرأة في مصادرة مئات المليارات من الأصول الروسية المجمدة"، مضيفاً "يبدأ ذلك بأخذ الفوائد بالمليارات التي تراكمها هذه الأصول وإرسالها إلى أوكرانيا. ومن ثم، مع مجموعة السبع، علينا إيجاد سبل قانونية لمصادرة الأصول نفسها وتسليم هذه الأموال إلى أوكرانيا أيضاً".
وتأتي تصريحات سوناك في أعقاب تعهد قادة مجموعة السبع، أمس السبت، البحث في "كافة الطرق الممكنة التي يمكن من خلالها الاستفادة من الأصول السيادية الروسية لدعم أوكرانيا".
وأشار قادة دول المجموعة في بيان، إلى أن أي تحركات ينبغي أن "تتوافق مع أنظمتنا القانونية المعنية والقانون الدولي".
وأضافت المجموعة أن الأصول السيادية الروسية التي تمت مصادرتها حتى الآن ستبقى مجمدة إلى أن "تدفع روسيا ثمن الأضرار التي تسببت بها في أوكرانيا".
وتحتاج كييف إلى نصف تريليون دولار تقريباً لتغطية كلف إعادة الإعمار، وفق ما أفاد تقرير مشترك صدر هذا الشهر عن البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والحكومة الأوكرانية.
وأفاد رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال، بأن الأصول الروسية المصادرة يجب أن تسهم في الجزء الأكبر من الكلفة.
وتطالب كييف الغرب بالإفراج عن مبلغ قدره نحو 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة بناء مدنها وطرقاتها وجسورها ومنشآت الطاقة التابعة لها، التي تضررت أو دمرت خلال الهجوم الروسي المتواصل منذ عامين.
وتؤيد بريطانيا هذه الخطوة بشكل متزايد، فيما أكد وزير خارجيتها ديفيد كاميرون في المنتدى الاقتصادي العالمي الشهر الماضي وجود مبررات قانونية وأخلاقية وسياسية لتحرك من هذا القبيل. وقال في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام، "علينا أن نستعد للتفكير بشكل مبتكر في كيفية استخدام هذه الموارد لمساعدة أوكرانيا".