حمل قيادي في حركة "أنصار الله" الحوثية، رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك مسؤولية غرق السفينة روبيمار المملوكة لشركة بريطانية. واعتبر أن أمام سوناك "فرصة لانتشال السفينة من خلال السماح بدخول المساعدات إلى غزة".
وقالت وزارة النقل التابعة لجماعة الحوثي اليمنية إن الأعمال العدائية على اليمن من قبل القطع العسكرية البحرية التابعة لبريطانيا وأميركا تسببت في إحداث خلل في الكابلات البحرية بالبحر الأحمر، مما عرض أمن وسلامة الاتصالات الدولية والتدفق الطبيعي للمعلومات للخطر.
وأعلنت الحكومة اليمنية، اليوم السبت، أن سفينة الشحن "روبيمار" التي تحمل أسمدة قابلة للاحتراق واستهدفها المتمردون الحوثيون الشهر الماضي، غرقت في البحر الأحمر، محذرة من كارثة بيئية في المنطقة، فيما قالت وكالة أمن بحري بريطانية إن وضع السفينة لم يتغير.
في الأثناء، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم إنها تلقت تقريراً عن هجوم على بعد 15 ميلاً بحرياً غرب ميناء المخا اليمني. وأضافت الهيئة في مذكرة "قاد الطاقم السفينة إلى مرساة وتم إجلاؤه من قبل السلطات العسكرية".
وتضررت سفينة "روبيمار" التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية، في هجوم صاروخي في الـ19 من فبراير (شباط) أعلن الحوثيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عنه، وأتى ضمن سلسلة الهجمات التي ينفذونها على خلفية الحرب في غزة.
وتسبب ذلك بتوقف السفينة وإجلاء طاقمها إلى جيبوتي. ومذاك دخلت المياه إلى غرفة المحرك وغرق مؤخرها.
وأعلنت خلية الأزمة التابعة للحكومة اليمنية والمكلفة التعامل مع السفينة في بيان "ببالغ الأسف خبر غرق السفينة ’أم في روبيمار‘ الليلة الماضية وذلك تزامناً مع العوامل الجوية والرياح الشديدة التي يشهدها البحر"، محذرة من أنها "ستسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر والأحمر".
وقالت إن الغرق "كان متوقعاً بسبب ترك السفينة لمصيرها لأكثر من 12 يوماً وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية لتلافي وقوع الكارثة"، مؤكدة أنها "في اجتماع دائم لتدارس الخطوات اللاحقة وتحديد أفضل السبل للتعامل مع التداعيات ومعالجة الكارثة البيئية الناجمة عن الحادثة".
لكن وكالة الأمن البحري "يو كيه أم تي أو" التي تديرها القوات البريطانية، قالت في تقرير اليوم إن "مؤخرة السفينة غرقت فيما تظل مقدمتها فوق سطح الماء".
ورداً على سؤال حول إذا ما كانت السفينة قد غرقت بالفعل، أجاب الرئيس التنفيذي لشركة "بلو فليت" المشغلة للسفينة روي خوري "ليست لدينا فكرة. ليس لدينا أحد على متن السفينة للتأكد إذا كان هذا صحيحاً أم لا".
كارثة بيئية
وكان وزير المياه والبيئة اليمني توفيق الشرجبي حذر في مؤتمر صحافي عقده الإثنين في مدينة عدن الجنوبية، المقر الموقت للحكومة اليمنية، من أن "غرق السفينة سيكون كارثياً على البيئة اليمنية بسبب حمولتها الكبيرة من الأسمدة والمواد الخطرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وغداة الهجوم، أعلنت هيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي أن "السفينة تحمل على متنها 21999 طناً مترياً من الأسمدة من فئة 5.1 العالية الخطورة"، بحسب تصنيف "البضائع الدولية البحرية الخطرة" (IMDG)، وهو دليل دولي لنقل المنتجات الخطرة المعبأة.
وتتضمن هذه الفئة نيترات الأمونيوم إضافة إلى المنتجات التي تحوي نيترات الأمونيوم، الذي تسبب تكديسها بكميات كبيرة ومن دون إجراءات وقائية بحسب السلطات اللبنانية، إلى انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) 2020 الذي أسفر عن أكثر من 220 قتيلاً.
وأكد مدير البرامج في فرع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنظمة "غرينبيس" البيئية جوليان جريصاتي، أن "تسرب سماد نيترات الأمونيوم إلى البحر ستكون له تأثيرات كبرى عديدة على النظم البيئية البحرية".
وبعد أيام من استهداف السفينة، قالت القيادة المركزية الأميركية إن السفينة راسية ولكن المياه تتسرب إليها، وتركت بقعة نفط بطول 18 ميلاً.
ومنذ الـ19 من نوفمبر (تشرين الثاني)، ينفذ الحوثيون هجمات على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون في أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعماً لقطاع غزة الذي يشهد حرباً بين حركة "حماس" وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
تفادي البحر الأحمر
وقالت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري أمس الجمعة إنها تلقت تقارير متعددة عن حادثة أخرى تتعلق بسفينة الشحن "روبيمار"، وإن عدداً من اليمنيين تعرضوا للأذى خلال الحادثة التي وقعت أول من أمس الخميس.
وأضافت "أمبري" خلال مذكرة إن السفينة "روبيمار" التي تخلى عنها في جنوب البحر الأحمر كانت على بعد حوالى 16 ميلاً بحرياً غرب المخا اليمنية وقت وقوع الحادثة الثانية.
وأكد محللون أمس الجمعة أن سفن حبوب قادمة من البحر الأسود أو متجهة إلى إيران هي فقط التي ما زالت تعبر البحر الأحمر، مع مواصلة الحوثيين مهاجمة السفن في المنطقة.
وأدت هجمات الحوثيين المتحالفين مع إيران إلى اضطراب حركة الشحن العالمية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأجبرت الشركات على تغيير مسارها إلى طريق أطول وأكثر كلفة حول أفريقيا.
من جهته قال إيشان بهانو محلل السلع الزراعية البارز في شركة "كبلر للبيانات"، "تقريباً كل سفن الحبوب السائبة الجافة القادمة من الأميركيتين وغرب أوروبا تتجنب البحر الأحمر، والاستثناء الوحيد هو السفن المتجهة إلى إيران، فهي ما زالت تسلك طريق البحر الأحمر عندما يكون أقصر".
وأرسلت الولايات المتحدة ودول أخرى سفناً بحرية لحماية السفن المدنية بينما تنفذ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية تستهدف الحوثيين الذين يقولون إن هجماتهم تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.
ونهاية الأسبوع الماضي، نفذت القوات الأميركية والبريطانية ضربات على 18 هدفاً للحوثيين في ثمانية مواقع في اليمن، شملت منشآت تخزين أسلحة ومسيرات هجومية وأنظمة دفاع جوي ورادارات ومروحية، بحسب بيان مشترك.