ملخص
بين سلمين كهربائيين في محطة "ساذرك" بوسط لندن، يخرج عدد من المرشحين آلاتهم الموسيقية ويمرنون أصواتهم في الصباح الباكر.
تأهل نحو 280 مرشحاً من أصل 450 إلى المرحلة النهائية من التجارب التي تجريها هيئة النقل في لندن لاختيار فنانين يتوزعون على 40 نقطة في شبكة القطار ليتولوا مهمة العزف والغناء يومياً أمام الملايين من مستخدمي المترو.
بين سلمين كهربائيين في محطة "ساذرك" بوسط لندن، يخرج عدد من المرشحين آلاتهم الموسيقية ويمرنون أصواتهم في الصباح الباكر.
وكان بيتر ويلوبي (35 سنة) أول المتنافسين في تجارب الأداء التي تنظمها هيئة النقل في لندن للمرة الأولى منذ جائحة "كوفيد-19".
اختبار لسعادة المسافرين
يبدأ ويلوبي وهو يعزف على الغيتار بتأدية أغنية "آيرونك" للمغنية ألانيس موريسيت أمام لجنة تحكيم تضم موسيقيين محترفين وموظفين في المترو يدونون ملاحظاتهم ثم ينادون من دون إضاعة وقت المرشح التالي.
ويفترض أن تؤدي هذه الاختبارات إلى اختيار أفضل الموسيقيين للعزف في 40 موقعاً بشبكة مترو الأنفاق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول بيتر ويلوبي الذي بدأ بالعزف في مسقط رأسه إيبسويتش (شرق إنجلترا) عندما كان مراهقاً، "بالنسبة لي، إنها فرصة لمعاودة ممارسة شيء أحبه".
ويضيف ويلوبي وهو ممثل أيضاً، "أؤمن كثيراً بقوة العرض"، آملاً في أن تختاره اللجنة للأداء أمام 3.5 مليون شخص يستخدمون يومياً مترو العاصمة.
من بين 450 شخصاً سجلوا أسماءهم لإجراء الاختبارات الأولى، اختير 280 موسيقياً في المرحلة النهائية المقرر أن تستمر 10 أيام.
ومن المفترض أن يهدف أداؤهم في شبكة المترو إلى إسعاد المسافرين، بحسب نائبة رئيس بلدية لندن المسؤولة عن الثقافة جاستين سيمونز.
أما أندرو برويل، وهو عازف ساكسفون من منطقة إسيكس شرق لندن، فيؤدي أغنية "بيربل رين" لبرنس، و"وات أي وندرفل وورلد" للويس أمسترونغ، ويرى في هذه التجربة فرصة لمعرفة ما إذا كان بإمكانه التنافس مع أفضل الموسيقيين بعد تسعة أعوام من العزف على هذه الآلة.
حياة ثانية مع الساكسفون
بدأ هذا الرجل البالغ 62 سنة يتلقى الدروس عن طريق المصادفة، إذ كان تقاعد مبكراً من منصب إداري في شركة "فورد" لتصنيع السيارات. وبعدما لاحظ المقربون من أندرو تقدمه المبهر، اقترحوا عليه أن يؤدي بصورة احترافية، فجعل من العزف على الساكسفون "حياة ثانية له بعد التقاعد"، وبدأ يؤدي خلال حفلات ومناسبات أو في الشارع، ويتبرع بجزء من أرباحه للمنظمات الخيرية.
تشير هيئة النقل في لندن إلى أن اختيار هؤلاء الموسيقيين يستند إلى نوعية الموسيقى وحضورهم، ويمكن لأعضاء اللجنة اختيار أي عدد يرغبون فيه من المتأهلين للتصفيات النهائية.
ونظام تجارب الأداء والتراخيص الممنوحة للموسيقيين الذين يؤدون في شبكة المترو، قائم منذ نحو 20 عاماً في لندن.
وتشير إنجي جي التي تعزف في شبكة مترو لندن منذ سنوات عدة، إلى أن عدداً كبيراً من الموسيقيين لم يعودوا مطلقاً بعد فترة الحجر التي فرضتها الجائحة في العاصمة البريطانية.
لكن هذه المغنية واصلت العزف والغناء "حيثما وجدت شخصاً"، وتقول "إن ذلك جيد للعامة ولصحتنا النفسية أيضاً".
وتعرب جاستين سيمونز التي تشيد بثراء مشهد العاصمة من عروض كبيرة إلى حفلات الهواة في الحانات عن اعتقادها بأن "الموسيقى جزء من الحمض النووي للندن".