Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاتهامات تلاحق وفاة الموسيقار المصري حلمي بكر

التوترات بين عائلة الراحل وأرملته تطورت لتصل حد ادعاء القتل والطب الشرعي يستبعد الشبهة الجنائية

أعلنت نقابة المهن الموسيقية أن لديها كثير من الأدلة التي تثبت أن الموسيقار تعرض لمعاملة سيئة خلال أيامه الأخيرة (مواقع التواصل)

ملخص

النيابة العامة استجوبت أرملة الموسيقار المصري حلمي بكر وتقرير الطب الشرعي يكشف عن مفاجأة

تاريخ طويل من الجدل والصخب رافق الموسيقار المصري حلمي بكر حتى باب مقبرته، إذ حملت وفاته عن عمر ناهز 87 سنة كثيراً من الإثارة.

التوترات بين عائلة الراحل وأرملته تطورت لتصل إلى حد الاتهام بالقتل، مما عرقل دفن الفقيد وتصريح النيابة انتظاراً للتقرير النهائي للطب الشرعي الذي حسم المسألة مستبعداً التهمة الجنائية. وصرحت النيابة العامة المصرية، اليوم الأحد، بتسليم جثمان الموسيقار حلمي بكر لابنه هشام تمهيداً لدفنه.

وزادت الخلافات منذ وفاة الملحن المصري في الأول من مارس (آذار) الجاري، إذ اتهم ابنه أرملته بأنها حاولت قتله عبر السم، وأهملت في علاجه لدرجة أدت إلى موته بأحد المستشفيات النائية بمدينة الشرقية المصرية، حيث تقطن والدتها، بينما هي ظلت بمسكنه الأصلي بمحافظة الجيزة بصحبة ابنتها ريهام حلمي بكر التي لا تتجاوز ثماني سنوات تقريباً.

 

 

ونشب خلاف آخر بين أرملة بكر وأشقائه حول مكان الدفن وحرروا محاضر رسمية ضد بعضهم بعضاً تبادلوا فيها الاتهامات بالتعدي بالضرب والسب والقذف.

وحاولت أرملة الراحل تنفيذ وصيته، كما ادعت، بأنه طلب منها أن يدفن في عدم وجود ابنه الوحيد وأشقائه، لكن عائلته أوقفت ما أرادته السيدة، وأوكل ابنه المحامي مرتضى منصور منذ إعلان خبر الوفاة حتى لا تتصرف الزوجة في الدفن قبل عودته من أميركا بعد شكه في وجود شبهة جنائية حول وفاة والده وخوفه من أن يدفن من دون التأكد من سبب الوفاة الحقيقي.

وتفاقمت الأزمة عندما اتهم مرتضى منصور سماح القرشي أرملة الموسيقار الراحل باستئجار عناصر خارجة عن القانون للتعدي على أفراد أسرته بغرض سرعة دفنه قبل وصول نجله من الولايات المتحدة الأميركية.

تحقيقات عاجلة

أمام البلاغات الرسمية والاتهامات بالقتل والإهمال في حق حلمي بكر من قبل زوجته استدعت النيابة الأرملة واستجوبتها وسمعت أقوالها التي أكدت فيها أنها لم تهمل في صحة زوجها، وهي من راعته طوال فترة مرضه التي استمرت سنوات، بينما قاطعه ابنه منذ نحو 13 شهراً، ولم يسأل أحد من أشقائه عليه قبل مرضه أو بعده.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونفت القرشي وجود أي شبهة جنائية، وقالت "لماذا أقتله وقد تحملت كثيراً من أجله؟ وهو من تمسك بي وبابنته واعتبرنا عائلته الحقيقية، في وقت غاب فيه أفراد عائلته وقاطعوه، مما جعله يطلب مني عدم وجودهم في حياته أو مرضه، وحتى بعد وفاته، وقد حرصت على تنفيذ الوصية احتراماً له، لكنني فشلت في ذلك بسبب هجوم شرس من العائلة وظهور مفاجئ للجميع عقب الوفاة". وقالت إنه ليس من العدل أن توجه لها تهمة القتل بعد كل ما عانته مع الموسيقار الراحل، وبعد سنوات من العشرة والمودة بينهما لدرجة أنه أعادها إلى عصمته بعد الطلاق مرة أخرى، لأنه اكتشف أنها هي الأقرب له والأحق بالوجود إلى جانبه.

تقرير الطب الشرعي

وبعد أن انتهت النيابة من سماع أقوال سماح القرشي أرملة حلمي بكر عقب الخلاف الذي دار بينها وبين أشقاء الراحل في شأن نقل الجثمان من محافظة الشرقية إلى القاهرة، صرحت بالدفن.

وقالت عائلة الفقيد إن الراحل سيدفن بمقابر العائلة بمنطقة الوفاء والأمل في مدينة نصر.

وقبل تصريح الدفن، وبعد سماع أقوال أرملة بكر، اطلعت النيابة المصرية على تقرير المستشفى الخاص بالحالة الصحية للراحل، والموضح فيه تاريخ دخول الحالة وتطوراتها حتى وقت الوفاة. وأثبت التقرير الطبي أن الوفاة طبيعية، ولا توجد أي شبهة جنائية من قريب أو بعيد تحيط بالوفاة.

وبناءً على تقرير الطب الشرعي قامت النيابة بصرف القرشي والأمر باستخراج تصريح الدفن.

النقابة تتدخل من دون جدوى

من جانبها، أعلنت نقابة المهن الموسيقية المصرية من طريق الفنانة نادية مصطفى عضو مجلس الإدارة وفاة الموسيقار الراحل بمنشور عبر صفحتها.

وقال نقيب الموسيقيين مصطفى كامل في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية" إنه حزين جداً للنهاية التي تعرض لها الموسيقار الكبير، وعن الآلام التي تعرض لها في أواخر أيامه.

 

 

وأشار كامل إلى أنه حاول التدخل كثيراً لعلاجه، لكنه كان يجد صداً كبيراً من زوجته، وزاد الأمر عندما تدهورت حالته الصحية وفوجئ الجميع باختفائه من مسكنه بمنطقة المهندسين الراقية في محافظة الجيزة، ولم نتمكن من الوصول له. وأوضح "اكشفنا أن زوجته منعت عنه استخدام الموبايل، وتأكدنا أن الزوجة نقلته إلى قرية والدتها بالشرقية في مستشفى ضعيف المستوى، على رغم أن النقابة وفرت للراحل أفضل مستشفيات وخدمة طبية على مستوى مصر كلها".

نية غير مفهومة

ولفت كامل إلى أن هناك مشكلات كثيرة حدثت بعد عودة بكر لزوجته عقب فترة طلاق، والغريب أن العودة جاءت عقب تدهور حالته الصحية، ولم يكن منطقياً نقله لمستشفى في قرية ومنعه من الجميع، وهذا يثبت وجود نية غير مفهومة. وأضاف "بعد زيادة المشكلات ومحاولات التدخل لإنقاذ الموسيقار، التي باءت بالفشل، جاءتنا معلومات خطرة من طريق الفنانة نادية مصطفى من أحد جيران الموسيقار قبل وفاته، حيث أرسل هذا الشخص رسائل استغاثة يؤكد فيها "الحقوا حلمي بكر بسرعة"، وهذا أكد خطورة حالته وتعرضه لحبس إجباري من زوجته بعد أن قطعت الاتصالات عنه مع الجميع، بمن فيهم أصدقاؤه والنقابة.

وكشف النقيب عن أنه حاول بصورة شخصية قبل وفاة بكر الوصول إليه وعلم أنه يقضي فترة نقاهة بمحافظة الشرقية، مما أثار الشكوك لسببين أولهما أنه ما زال مريضاً وحالته متأخرة، والنقاهة تأتي بعد الشفاء، وليس قبل، والثاني لماذا يسافر للشرقية ويترك منزله ويجلس بصحبة والدة زوجته في حين أن بيته هنا أفضل وأكثر توفيراً للراحة؟

واختتم كامل أن المطربة نادية مصطفى لديها كثير من الأدلة التي تثبت أن الموسيقار تعرض لمعاملة سيئة خلال أيامه الأخيرة، وتحتفظ بتسجيلات صوتية لشهود أرسلوا لها معلومات عن معاملة الزوجة للراحل، وشدد على أن "النقابة لن تسكت عن حق الموسيقار الكبير، وستصل المعلومات للجهات المتخصصة للتحقيق".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون