Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا ينتظر لبنان إن طبقت "هدنة رمضان" في غزة؟

"حزب الله" أشار إلى أنه سيوقف الهجمات إذا وافقت "حماس" على اقتراح التهدئة في القطاع

آثار غارة جوية استهدفت مبنى في مدينة بنت جبيل (أ ف ب)

ملخص

يترقب اللبنانيون إمكانية انعكاس "هدنة رمضان" في غزة على مسار المعارك الدائرة في الجنوب بين إسرائيل و"حزب الله"، وذلك بفعل ربط الساحتين بمسار واحد.

تزامناً مع زيادة منسوب التفاؤل حول إمكانية التوصل إلى هدنة بين "حماس" وإسرائيل قبيل حلول شهر رمضان، يستمر التصعيد في جنوب لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل ليبلغ مستويات خطرة بعد زيادة وتيرة الهجمات المتبادلة، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول إمكانية انسحاب الهدنة المرتقبة في غزة على جبهة إسرائيل الشمالية في حال حصولها.

وفي وقت أجهض الحزب جميع الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى احتواء تصاعد التوتر في الجنوب، كشفت مصادر مقربة من "حزب الله" والحوثيين في اليمن لوكالة "رويترز"، عن أن التنظيمين سيتوقفان فوراً عن إطلاق النار إذا وافقت "حماس" على اقتراح لهدنة مع إسرائيل في غزة وما لم تواصل القوات الإسرائيلية هجماتها على الحزب، وهذا ما أكده أمين عام الحزب حسن نصر الله أكثر من مرة بفعل ربط الساحتين بمسار واحد وبمصير مشترك.

وحسب مصادر صحافية مواكبة لمسار المفاوضات بين إسرائيل و"حماس"، فإن التوصل إلى "الهدنة" دخل مرحلة المناورات الأخيرة بين الطرفين اللذين يسعيان إلى صيغة مقبولة ومن ضمنها مسار واضح لصفقة تبادل الأسرى.

 

هدنة مشروطة

إلا أنه في المقابل وعلى رغم عدم صدور موقف رسمي من الحكومة الإسرائيلية، فلا تزال تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تتصاعد تجاه الحزب، إذ تتزايد التهديدات بتكثيف الضربات في العمق اللبناني والفصل بين إمكانية التوصل إلى هدنة في غزة والجبهة الشمالية، مما يعكس الرغبة الإسرائيلية بكسر إرادة "حزب الله" بربط الساحات بمعادلة تزامن التهدئة والصراع.

وتزامناً تشير المعلومات إلى أن الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، يحمل عرضاً وأفكاراً جديدة سيطرحها على "حزب الله" عبر المسؤولين اللبنانيين، إذ هناك إمكانية لتنسحب "هدنة رمضان" على لبنان في حال قبوله بالحل الدبلوماسي واستئناف مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية، وتتضمن طروحات حول تطبيق القرار الدولي 1701 وترسيم الحدود البرية ووضع إطار لمعالجة وضعية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا على رغم ارتباط حلها بالقرار الدولي 1680 غير المطروح حالياً، إضافة إلى سلة تحفيزات منها دعم مالي للجيش اللبناني لزيادة عديده ووضع مسار لإعادة إعمار القرى المدمرة في جنوب لبنان.

فرصة استثنائية

في المقابل أكد مصدر دبلوماسي عربي جدية "الهدنة" المطروحة على لبنان، معتبراً أنها فرصة استثنائية على اللبنانيين تلقفها كونها تؤسس لتغليب المسار الدبلوماسي على المسار العسكري، لافتاً إلى أن تفويت فرص الهدنة المتاحة يهدد الاستقرار بصورة خطرة، إذ تمتلك إسرائيل نفساً طويلاً للاستمرار بالحرب الأمنية أو توسيعها لحرب شاملة في مقابل هشاشة الوضع القائم في لبنان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فصل الساحات

وعلى المقلب الآخر، تتصاعد إشارات التصعيد من جانب الحكومة الإسرائيلية، إذ صادقت على تمديد إخلاء المستوطنين من المستوطنات الحدودية مع لبنان وغزة إلى شهر يوليو (تموز) المقبل، وكذلك استقدام مزيد من المدرعات والألوية المقاتلة إلى الحدود اللبنانية، تزامناً مع إعلان أكثر من مسؤول إسرائيلي الفصل بين الجبهة الشمالية وجبهة قطاع "غزة"، وسط صعوبة تقدير حقيقة الموقف الرسمي الإسرائيلي.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد أكد أن إسرائيل ستكثف قصف "حزب الله" حتى لو تم التوصل إلى هدنة في غزة، وذلك على رغم وجهة النظر المعاكسة التي تؤكدها مصادر الحزب والتي تؤكد أن التهدئة في غزة ستنسحب حكماً على لبنان، نظراً إلى أن "حزب الله" لا يخوض معركة منفردة بوجه إسرائيل بل يصر على أنها جبهة مساندة.

تهدئة مستدامة

وفي السياق لفت رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي إلى أن التوصل إلى اتفاق لوقف العمليات العسكرية في غزة الذي "يلوح في الأفق"، من شأنه أن يمهد الطريق لتهدئة مستدامة في لبنان، مما يفتح المجال للتوصل إلى محادثات غير مباشرة لإنهاء القتال، مؤكداً أن "حزب الله" سيوقف إطلاق النار إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه، ومن ثم إنهاء نحو خمسة أشهر من القصف والغارات الجوية عبر الحدود.

 

بدوره دعا مستشار رئيس الحكومة نقولا نحاس إلى الاستفادة من اتفاق هدنة رمضان إذا كتب لها النجاح في غزة، بهدف الانتقال إلى المرحلة المقبلة، معولاً على زيارة هوكستين ونجاح المبادرة التي يحملها.

خطوط تواصل

من جانبه يشير الكاتب الصحافي طوني عيسى إلى أن إيران تسعى إلى حماية "حزب الله" من أي مواجهة مع إسرائيل كونها لا تريد خسارة لبنان بعد خسارتها في "غزة"، لافتاً إلى أن هناك خطة إسرائيلية بمهاجمة "رفح" المربع الأخير في قطاع غزة، مما يعني تهجير السكان من رفح، واجتياح القطاع المدمر والجائع بسبب الحصار، مما سيجعله غير قابل للحياة، وسيشكل ضربة قاسية لـ"حماس" لأنها خسرت ميدانها، ولو حافظت على قدراتها في شن حرب شوارع وتنفيذ عمليات خاطفة.

واعتبر أن هذه الخسارة ستكون فادحة جداً لطهران، التي برأيه تعيد قراءة المشهد الإقليمي للحفاظ على ما تمتلكه من نقاط قوة. ولذلك هي طلبت من حلفائها في العراق وسوريا وقف عملياتهم ضد الأهداف الأميركية، بعدما تلقت تهديدات من واشنطن بردود قاسية.

وكشف عن أن "حزب الله" وإيران فتحا خطوطاً مباشرة مع الأميركيين والفرنسيين إذ يتم تبادل الرسائل غير المباشرة مع إسرائيل، لافتاً إلى أن إسرائيل تدرك أن الإيرانيين لا يريدون حرباً شاملة في لبنان إنما تمارس معهم لعبة "حافة الهاوية"، تزامناً مع إظهار تفاعلها إيجابياً مع المبادرات السياسية، لعل ذلك يحول دون انفجار حرب واسعة تكون كلفتها الخسارة في لبنان.

ترابط المسارات

وأكد الكاتب الصحافي إبراهيم ريحان أن التصعيد على الحدود اللبنانية مرتبط بشكل وثيق بسياق الأحداث في غزة، إذ يربط "حزب الله" تحركه مع تحركات الفصائل الفلسطينية، كاشفاً عن أن الإدارة الأميركية واثقة بأن التهدئة في لبنان قد تصل وتحدث في حال حدوث تهدئة في قطاع غزة، مشدداً على أن الولايات المتحدة لديها قناعة كاملة بارتباط الجبهتين ولا إمكانية لفصلهما.

وبرأيه فإن التصعيد الحاصل بين "حزب الله" وإسرائيل خلال الأيام الأخيرة يأتي على أعتاب أيام من الهدنة، إذ يشير إلى أن الأوضاع في لبنان قد تشهد تصعيداً خلال الأيام التي تسبق الهدنة، وهو ما ترجم من خلال قصف إسرائيلي في العمق اللبناني.

وأوضح أن القرار الدولي 1701 تم خرقه من قبل الجانبين في هذه الحرب، وحتى منذ لحظة دخوله حيز التنفيذ في عام 2006.

المزيد من تقارير