بيب غوارديولا هو الفائز الذي كان يمر بفترة صعبة وسط هزائمه، لقد خسر من موناكو وليفربول وتوتنهام على التوالي في طريق الخروج من دوري أبطال أوروبا، لكنه الآن في موضع قوة باعتباره البطل الحالي، وباعتباره الرجل الذي قاد مانشستر سيتي إلى منطقة مجهولة.
وليس إلى النهائي فقط، لكن كما أشار غوارديولا، فقد انضم إلى نادٍ لا يملك تاريخاً كبيراً في دوري أبطال أوروبا، والآن وصلوا إلى الدور ربع النهائي سبع مرات على التوالي، وهي أطول سلسلة لفريق حالي في العالم، والثالثة في التاريخ ولا يتفوق عليها سوى ريال مدريد وبرشلونة، ولكل منهما 13 موسماً متتالياً، من بينها أربعة مواسم لبرشلونة تحت قيادة غوارديولا، التي قد تكون مهددة من قبل ناديه الحالي.
وإذا كان هذا نتاج الشكل المتغير للبطولة، والطريقة التي لا تقتصر بها المشاركة على الأبطال المحليين، فقد يلاحظ السيتي أنهم عادلوا أطول مسيرة متصلة لمانشستر يونايتد في دور الثمانية، التي تمت قبل أكثر من عقدين من الزمن.
لقد أصبح الغرباء هم الحاضرون دائماً، ويقول غوارديولا إنهم لم يصبحوا بعد جزءاً من المؤسسة، وربما لن يكونوا كذلك أبداً، في حالة تعرضهم لعقوبة نهائية من الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب الاتهامات الـ115 الموجهة إليهم، التي قد تقودهم إلى الطرد من أوروبا في المواسم المقبلة، لكنهم في الوقت الحالي هم حاملو اللقب والمرشحون الأقرب. لقد نجح غوارديولا في تحويل وضع السيتي، في عقولهم وكذلك في عقول الجميع.
وقال "شعرت عندما وصلنا من ناد مثل برشلونة وبايرن ميونيخ أن ما يطلبونه هو أن يكونوا هناك دائماً وشعرت أن النادي، وليس اللاعبين، لم يشعروا بذلك".
وإذا كان مانويل بيليغريني يتذكر قيادة السيتي إلى الدور نصف النهائي قبل أشهر قليلة من وصول غوارديولا، بينما خرج المدرب الكتالوني من دور الـ16 في موسمه الأول، فقد خرج روبرتو مانشيني مرتين من دور المجموعات وخسر بيليغريني مرتين في مرحلة خروج المغلوب الأولى، وكان هناك وقت كان فيه سيتي يملك المال والطموح، لكنه كان يودع بطولة أوروبا قبل فترة طويلة من القوى التقليدية.
"الأمر سهل بالنسبة للأندية التي لديها تاريخ كبير، سأبدأ بأفضل الأندية مثل ريال مدريد وبرشلونة وليفربول وبايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد، الذين اعتادوا على ذلك، ولم يكن الأمر أنني أتيت إلى هنا، كما لو أن شخصاً من كتالونيا قال الآن سنفوز بدوري أبطال أوروبا، الأمر لا يتعلق بذلك، أنت بحاجة إلى الوقت وقد أعطوني الوقت، الآن نحن في مرحلة يمكن أن نخسر فيها بالتأكيد، لكن يمكننا المنافسة في كل مكان لأننا وصلنا إلى النهائي ونصف النهائي، والآن في ربع النهائي مرة أخرى، وهذا يعني تماسكنا في أوروبا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبينما يبدو الثبات على المستوى هو أقل الإنجازات بريقاً، حيث يفتقر إلى عنصر الجديد والمثير، مما يحول المألوف إلى صيغة معتادة، لكن السيتي كان يتمتع بالاستقرار خلف الكواليس واتساق الفكر. لقد ادعى غوارديولا منذ فترة طويلة أن السيتي كان بإمكانه إقالته بعد أن انتظر لتعيينه، بعد أن جلب حليفيه فيران سوريانو وتكسيكي بيغيريستين للمساعدة في جذبه ودعمه، وربما يكون وحيداً في هذا الاعتقاد، لكنه أضاف "نحن هنا لأننا نحتاج إلى الوقت والأشخاص، والمديرون لا يحصلون على الوقت، الإدارات نفسها لا تحصل على الوقت، لكنهم منحونا الوقت للخسارة أمام موناكو، والخسارة أمام ليفربول، والخسارة أمام توتنهام، وكل الإجراءات اللازمة للقيام بذلك، لأنه عندما يأتي فريق لم يصل لهذه المستويات من قبل فلا يمكنك القيام بذلك إلا بالتغيير"، والآن يبدو السيتي دائماً في هذا الموقف.
وأضاف غوارديولا "الناس يعتبرون الأمر مفروغاً منه الآن، إنه أمر جيد ولكن داخلياً نعلم أنه صعب، هذا ما أريد أن يشعر به النادي، من خلال الإدارة والأشخاص الذين يعملون هنا واللاعبون: أن كل شيء معقد".
قد يعترض البعض، ولعل الفوز على كوبنهاغن بنتيجة (3 - 1)، وبنتيجة (6 - 2) في مجموع المباراتين، وهو نادٍ يتمتع بميزانية أقل من أي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يكن الوقت المناسب للقول "هذه المنافسة صعبة للغاية، وخطرة للغاية".
ولم يأت هذا التصريح المتفائل من غوارديولا، بل من المدرب المهزوم، وقال جاكوب نيستروب لاعب كوبنهاغن "سيفوزون بها"، وتحدث عن أسرار النجاح المحتمل، موضحاً "أنهم يعملون بجد".
لذلك فإن الخروج من البطولة الأوروبية في مراحل خروج المغلوب يأتي مع خطر متأصل، وهذا هو السبب وراء وصف السيتي منذ فترة طويلة بأنه أفضل فريق في أوروبا حتى قبل أن يحصل على اللقب، لأنه يمكن أن يخسر أكثر من 90 أو 180 أو 210 دقائق، بأهداف خارج الأرض أو محاطاً بالجدل، ويمكن للسيتي أن يجعل الوصول إلى دور الثمانية يبدو سهلاً وكل شيء معقد بعد ذلك.
© The Independent